اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


الى قبر التاريخ

1- كما في مشهدِّيةِ اصرارٍ على الانتحار، يواصل لبنان، بمشاركة بين مسؤوليه  وشركهم فيه وبغفلة غريبة عجيبة مريبة من أكثريّة وطنيّيه، تردِّيه بانتظامٍ شبهِ يوميّ. وهو، بذلك، يبدو كالساعي مجتهدا الى استيفاء شروط أهلِيّته لاعلانه بلداً فاشلاً بتفوّقٍ وامتياز. فما يقوم به مسؤولوه مندرج في خانة استحقاق التفكّك والتحلّل. وكلّ ما يحجمون عن القيام به ممّا تستوجبه شروط البقاء على قيد الحياة وعلى قيد الرجاء والامل بالشفاء يندرج في الخانة، في الخيانة نفسها : خانة الدولة الفاشلة. ولولا المقاومة، ولو منحسرة ومحصورة بطائفة دون سواها، لتعدّى كونه دولة فاشلة الى دولة ميتتة. شرّ البليّة في المشهديّة وفي القضيّة أنّ نخبةً كانت، في الظنّ، أهلَ وعيٍ تمنع على سواها التمادي في الانحدار قد انحدرت هي ذاتها الى غفلة سرياليّة، لا تفصلُها سوف مسافة قصيرة عن الانتحار. هل من أملٍ، بعد ُ، ان يقوم، في مواجهة كلّ هذا الركام، كل هذا السخام، كل هذه الاوخام، استسهاديٌّ من رحم التاريخ بعملٍ يوقف اجرام السائرين بنا، في مواكب كبائرهم والصغائر والحقارات، الى قبر التاريخ؟ " ما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأمل".

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»