اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي " كابيلا القيامة"، والقى عظة قال فيها: "إنّنا نصلّي كما في جميع كنائسنا، من أجل إيقاف الحرب في غزّة وجنوبيّ لبنان، وإحلال سلام عادل وشامل فيهما. فإلهنا إله سلام وأخوّة، لا إله حرب. فالحرب تدمّر جنى الأعمار وتقتل المواطنين المسالمين، وتهجّر الآمنين من بيوتهم. في الحرب ليس برابح بل الجميع خاسرون. فلنصلِّ، في هذا اليوم إلى إله السلام والأخوّة كي يمسّ ضمائر أمراء الحرب، ويحوّلهم إلى فاعلي سلام، فبالحرب الكلّ خاسرون وضعفاء، أمّا البطولة فهي في صنع السلام والحلّ السلميّ ولسان المفاوضات. ولنصلِّ أيضًا أن يرسل الله أساقفة وكهنة وشمامسة دائمين ورهبانًا وراهبات وعلمانيّين مؤمنين بالمسيح، إلى حقل هذا العالم الفسيح لكي يعلنوا إنجيل الملكوت، ويشفوا الأجساد من كلّ مرض ووجع جسديّ وروحيّ ومعنويّ. هؤلاء يبادرون إلى لقاء الإخوة المتألّمين، وسماعهم، وتمييز معاناتهم، وإعطائهم الحلول على ضوء الكتاب المقدّس وإنجيل يسوع المسيح وكلمة الله. ولنصلِّ إلى الله كي يجعلهم في حالة إرسال دائم بشجاعة وغيرة رسوليّة وجهوزيّة دائمة".

وقال: "مؤسّسة "عمل الله- Opus Dei تعمل من أجل تحفيز الوعي العميق للدّعوة العامّة للقداسة. في ضمير الرجال والنساء، على السواء، لأيّ مهنة أو عمل انتموا، بحثّهم على العيش وفق إيمانهم، والمساهمة في تبشير كلّ طبقات المجتمع. وبالعموم، إنّ هدفها هو نشر الرسالة القائلة بأنّ الله يدعو كلّ المسيحيّين إلى السعي نحو القداسة، في عملهم اليوميّ، وعبره، في حياتهم العائليّة وفي علاقاتهم الإجتماعيّة، والتعريف بالإنجيل؛ وهذه هي الرسالة الأساسيّة للمجمع المسكوني الفاتيكاني الثّاني (أنظر دستور الكنيسة العقائديّ Lumen Gentium، رقم 32 و33). إنّ العيش حسب روح "عمل الله" يعني تطبيق الفضائل الإنسانيّة والمسيحيّة، بممارسة العمل اليوميّ، لأنّ كلّ إنسان هو مساعد في الخلق والخلاص، مع الله، على مثال يسوع، العامل. يسمّى أعضاء مؤسّسة Opus Dei "مؤمنو الحبريّة" إسوة بما يدعى به "مؤمنو" أيّة أبرشيّة؛ وهؤلاء الأعضاء ينبثقون من كلّ طبقات المجتمع، إذ حوالي 98% منهم هم علمانيّون، رجالًا ونساءً. معظمهم متزوّجون. أمّا الكهنة منهم، فهم منخرطون في الحبريّة ".

وختم الراعي: "كم نتمنّى لو أنّ الذين يتعاطون الشأن السياسيّ العام عندنا، يدركون أنّهم مدعوّون ليتقدّسوا في عملهم السياسيّ، لأنّه بالأساس موجّه لخدمة الشخص البشريّ في دعوته وحقوقه الأساسيّة، وإنمائه بكلّ أبعاده الروحيّة والإنسانيّة والثقافيّة والإقتصاديّة؛ وموجّه لتوفير العدالة والسلام والإستقرار الأمنيّ بواسطة مؤسّسات الدولة النظاميّة والأمنيّة؛ كما أنّه موجّه للإعتناء بقضيّة المسنّ والمهمل، والعامل المظلوم، والفقير والجائع. فإذا اعتنوا بجميع هذه الحالات، نالوا أجرًا عند الله، وسارعوا إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة وفقًا للدستور الواضح والصريح، من شأنه أن يعيد ثقة المواطنين بشخص الرئيس وبمؤسّسات الدولة الدستوريّة".

بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية.

 

الأكثر قراءة

كارثة عالميّة... خسائر بمليارات الدولارات... عطل تقني أم خرق سيبراني؟ ما هي خطط ترامب إذا عاد إلى البيت الأبيض؟ لبنان لن ينجو من «الرمادية»...ولكنه سيتفادى قطيعة المصارف المراسلة