في العام 2006 اندلعت حرب تموز بعد قيام المقاومة بأسر جنديين "إسرائيليين" لتحرير الأسرى اللبنانيين من السجون "الاسرائيلية"، فكانت الحرب الأشد والأقسى على المقاومة ولبنان، وكانت الأهداف واضحة وصريحة: سحق حزب الله واستعادة الأسرى "الاسرائيليين" دون أي مقابل.
يومها أدان العام بأسره تقريباً عملية الأسر، حتى روسيا والصين آنذاك، واصطف العالم الغربي والعربي مع بعض الاستثناءات القليلة الى جانب "اسرائيل"، حتى بعض اللبنانيين وجزء كبير من الحكومة اللبنانية تبنوا المطالب "الاسرائيلية". وبعد مرور أيام 5 على الحرب وصل الى المقاومة العرض "الاسرائيلي" الذي نقلته ألسن لبنانية، وكان يتضمن 3 شروط لوقف الحرب: الأول تسليم سلاح المقاومة بالكامل، الثاني تسليم الأسيرين، والثالث القبول بانتشار قوات دولية متعددة الجنسيات من الجنوب الى بيروت، وصولاً الى الحدود اللبنانية السورية.
سقطت كل الاهداف وخرجت المقاومة صلبة، ويومها كانت "اسرائيل" قوية وقاسية والعالم معها، اما اليوم فالوضع ليس بالسوء الذي كان عليه عام 2006، فالآحادية في العالم ضُربت مع تصاعد قوة روسيا والصين، و"اسرائيل" متزعزعة بعد عملية طوفان الاقصى والحرب الطويلة التي لا تزال تخوضها في غزة، والأهم أن المقاومة في لبنان باتت قوة اقليمية، حتى انها تُعتبر أقوى تنظيم مسلح في العالم، مجهز بأحدث التجهيزات في البر والبحر والجو، وقادر على قلب الموازين من خلال المفاجآت التي جهزها طيلة 18 عاماً من العمل اليومي الجاد والمضني.
في العام 2006 كانت أهداف الحرب كبيرة وضخمة، بينما اليوم تتعلق بجلب الأمن لمستوطني شمال فلسطين المحتلة وإعادتهم الى منازلهم، والعالم يخشى على "اسرائيل" من الحرب، والأدارة الاميركية مشغولة بانتخابات رئاسية داخلية، وحروب خارجية منها ما هو مسلح في أوكرانيا ضد روسيا، ومنها ما لا يزال بارداً بوجه الصين.
من هذه المقدمة تنطلق مصادر قريبة من المقاومة للقول أن الظروف عام 2006 غير ظروف اليوم، فاليوم هناك محور مقاوم لم يعد بالإمكان تجاوزه أو تخطيه، وهناك قوة اقليمية جديدة ينبغي أخذها بعين الاعتبار عند أي وكل مواجهة مع "اسرائيل"، فعملية طوفان الأقصى غيّرت وجه المنطقة الى الأبد، ويكفي الإشارة الى حجم الخلافات "الاسرائيلية" الداخلية للتدليل على هذه النتائج، فرئيس حكومة العدو نتانياهو يعيش صراعات استراتيجية، وعلاقته الشخصية بالإدارة الأميركية الحالية في اسوأ أحوالها، وحكومته مهددة بالإنهيار في أي لحظة، والخلافات بين الجيش والمستوى السياسي في اعلى مستوياتها.
وتُشير المصادر الى ان المقاومة في لبنان جمعت كل عناصر القوة هذه لخوض المنازلة الراهنة، وهي مستعدة لكل الاحتمالات، ومن يخشى الحرب هي "اسرائيل"، فالكيان عالق بين حدي الحرب المدمرة عليه، والمؤثرة على كل المصالح الأميركية في المنطقة، ووقف الحرب المذلة والخاسرة واستمرار حماس كقوة مقاومة فلسطينية.
وترى المصادر أن هذا الواقع هو الذي يدفع العالم بأسره للتوسط مع المقاومة لعدم توسع الحرب، وهذا الواقع هو الذي يدفع "الاسرائيليين" الى الإكثار من رمي القنابل الصوتية، وهذا الواقع الذي سيترك آثاره المباشرة في أي حرب مقبلة.
في الوقت الحالي تجري المفاوضات لوقف الحرب، تقول المصادر، ولكن نتانياهو لا يزال يضع العراقيل امام الحل، فالرجل يتحسس مستقبله السياسي في كل خطوة، ويعول على إدارة أميركية جديدة، مشيرة الى أن محور المقاومة قيّم كل المستجدات ووضع خطة العمل للأيام والأسابيع المقبلة، وسيكون له تحركات جديدة ومفاجآت بحال لم تنجح المفاوضات، فالحرب لن تستمر على إيقاع وتوقيت نتانياهو وزمرته الحاكمة.
يتم قراءة الآن
-
العدو الإسرائيلي يصعّد عدوانه على لبنان: حكومة نتنياهو تعلن رفضها الانسحاب من الجنوب لبنان سيلجأ الى الدول الضامنة للاتفاق الدولي وفي طليعتها واشنطن الحكومة ضحية «التناتش» على الوزارات «الدسمة» والمقايضات ولا موعد للولادة
-
الدولة تستنفر لفرض الانسحاب الاسرائيلي... واهالي الجنوب يتجهون للعودة الى قراهم لقاء ايجابي ومثمر بين بري وسلام: لا عقدة مع الثنائي عملية التأليف خرجت من الفرملة فهل تولد الحكومة الاسبوع المقبل؟
-
ما هي مفاجآت حريق لوس أنجلوس «الجهنمي»؟ لماذا أفق التغيير المناخي «المظلم»...يشتعل؟!
-
الصدمات الكهربائيّة لا الصدمات المُخمليّة
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
10:27
3 إصابات في بلدة مركبا جراء اعتداءات جيش الاحتلال على الأهالي العائدين.، ووزارة الصحة اللبنانية: شهيدان و31 جريحا برصاص الاحتلال خلال محاولة الأهالي الدخول إلى بلداتهم
-
10:27
وسائل إعلام إسرائيلية: استنفار أمني في البلدات المتاخمة للحدود مع لبنان تحسبًا لعودة القتال، وعودة التشويش على نظام الملاحة العالمي "جي بي إس" في الشمال.
-
10:16
الجيش اللبناني يدخل الى عيتا الشعب وينتشر داخلها بعد تراجع قوات الاحتلال "الإسرائيلي" ووصول الأهالي إليها، والأهالي ينتشلون جثامين شهداء بعد دخولهم إلى بلدة عيتا الشعب الجنوبية التي شهدت معارك مع “جيش” الاحتلال.
-
10:15
شهيد وعدد من الجرحى في الاعتداءات "الإسرائيلية" على المواطنين العائدين إلى بلدة عيترون، وأهالي بلدة طيرحرفا الجنوبية يدخلون الى بلدتهم، والاهالي يتخطون كل العوائق ويدخلون بلدة ميس الجبل.
-
10:01
ارتفاع عدد الجرحى من أهالي بلدة كفر كلا برصاص "جيش" الاحتلال الإسرائيلي إلى 9، ووزارة الصحة: شهيد و17 جريحاً برصاص "جيش" الاحتلال الإسرائيلي من جراء اعتداءات العدو على مواطنين في الجنوب.
-
10:00
الرئيس جوزاف عون لأهل الجنوب: سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة، وأنا أتابع هذه القضية على أعلى المستويات لضمان حقوقكم وكرامتكم، وأشارك اهلنا في الجنوب فرحة انتصار الحق وادعوهم إلى ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة.