اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


منذ بداية الحرب "الإسرائيلية" على غزة، ومع تكرار المجازر ضد المدنيين في القطاع، تحولت النظرة العالمية إلى "إسرائيل"، واعتبرها العديد من الدول كيانا إجراميا. وفي محاولة لتغيير هذه الصورة، سخرت "إسرائيل" آلتها الإعلامية وجيوشها الإلكترونية لتضليل الرأي العام، من خلال قلب الحقائق وتصوير نفسها كضحية وتصويرها "ضحية" لا "جلادا".

لم يكن اختيار الأشخاص الذين يمثلون دولة الاحتلال ويروّجون لأكاذيبها اعتباطيا، بل انتقت "تل أبيب" أشخاصا تتوافق صفاتهم مع كل جمهور مستهدف. من بين هؤلاء، برزت شخصية "ضابطة عربية مسلمة في الجيش الإسرائيلي" التي اكتسبت شعبية متزايدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حتى أصبحت تنافس المتحدث باسم جيش العدو للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، في استفزاز الجمهور العربي بالأكاذيب والروايات المضللة.

هذه الضابطة المعروفة باسم "كابتن إيلا"، هي انفلوينسر برتبة رائد في جيش الاحتلال. تقول عن نفسها "كابتن إيلا"، لكنها في الحقيقة دمية بيد الاحتلال الذي يغسل بها وجهه العنصري، مروجا لتسامح وهمي لا يتمشى مع المبدأ الذي أقيم عليه كيانه المحتل. إيلا تحترف الأكاذيب إلى درجة أنك إن لم تكن موقنا بالحقيقة، فقد تقع في فخ تصديقها، نظرا لأنها عربية مسلمة وتستخدم الأمثال العربية والأحاديث والآيات القرآنية باستمرار. كما أنها تشغل رتبة رائد في جيش الاحتلال، وتنفذ أجندته الأيديولوجية، فهي نائبة أفيخاي أدرعي وتتبع  منهجه نفسه في قلب الحقائق وإلباس الباطل صورة الحق.

وُلدت إيلا واوية عام 1989 في مدينة قلنسوة لعائلة مسلمة، وحصلت على بكالوريوس في الاتصال من أكاديمية "نتانيا" ودرجة الماجستير مع مرتبة الشرف في التسويق الحكومي والسياسي من  IDC Herzliya، مما يجعلها بارعة في تسويق أفكارها وإن كانت فاسدة. أسست مشروع "العيش معا" الذي يجمع العرب واليهود، من أجل خلق التفاهم والتعايش بين الثقافات.

تطوعت إيلا في جيش الدفاع "الإسرائيلي" لمدة عام في الخدمة الوطنية في مستشفى "مئير" في "كفار سابا" عام 2011، ثم انضمت إلى الجيش "الإسرائيلي" عام 2013 كأول جندي من منطقة "المثلث". أخفت خدمتها في الجيش عن أفراد أسرتها ومن حولها، وخلال خدمتها شاركت في العديد من العمليات، بما في ذلك حرب غزة عام 2014.

بدأت دورة الضباط في الكتيبة الأولى عام 2015، وحصلت خلالها على وسام الرئيس المتميز. حصلت في عام 2018 على الجائزة المتميزة من رئيس قسم العمليات اللواء أهارون خاليڤا. وفي نهاية عام 2019 أعلنت عن خدمتها العسكرية، وأصبحت اعتبارا من عام 2021  نائب المتحدث باسم الجيش "الإسرائيلي" للإعلام العربي، وفي مطلع  ايلول من هذا العام، ترقت إلى رتبة رائد، حيث حصلت على وسام الامتياز من رئيس الوزراء.

واحدة من الأكاذيب التي تروجها إيلا بانتظام منذ السابع من أكتوبر 2023 تحت شعار: "المسيحيون في "إسرائيل" ينعمون بالسلام بعكس ما يحدث للمسيحيين في غزة". 

ولكن الرد على هذا الادعاء يأتي من المسيحيين الذين يعيشون تحت حكم الاحتلال الإسرائيلي مباشرة. ففي نهاية عام 2021، حذر الأب فرانشيسكو باتون، حارس الأراضي المقدسة بالكنيسة الكاثوليكية، من أن الوجود المسيحي في مدينة القدس يتعرض لهجمات مستمرة من "متطرفين إسرائيليين"، تهدف إلى تقويض الوجود المسيحي في المدينة وتهجير أهلها.

وقال الأب في مقاله التحذيري: "بعدما كنا نمثل 20% من سكان القدس، أصبح المجتمع المسيحي يشكل اليوم أقل من 2%". وردا على ذلك، أفاد مكتب الإحصاء المركزي "الإسرائيلي" بأن 182 ألف مسيحي يعيشون في المناطق التي تتبع دولة الاحتلال. لم يتوقف استهداف الوجود المسيحي من قبل "المتطرفين اليهود"، حيث حذر بطريرك الروم الأورثوذكس ثيوفيلوس الثالث في نيسان 2023، من "هجمات غير مسبوقة" على المسيحيين ومقدساتهم.

في حربها على غزة، لم تفرق "إسرائيل" بين مسلم ومسيحي، ولا مسجد وكنيسة، فقد قصفت ثلاث كنائس أبرزها كنيسة القديس بورفيريوس، وأقدم كنائس القطاع، مما أدى إلى مقتل 18 وإصابة العشرات. كما قصفت المستشفى الأهلي المعمداني، ما أدى إلى استشهاد نحو 500 شخص.

في كنيسة العائلة المقدسة، قتلت سيدتان مسيحيتان (أم وابنتها) برصاص قناص "إسرائيلي"، ولجأت الغالبية العظمى من مسيحيي غزة إلى الاحتماء بالكنائس، بسبب الإنذارات "الإسرائيلية" المتكررة بإخلاء المنازل ظنا أنها آمنة. تقلص عدد المسيحيين في غزة من 3000 قبل بداية حكم حماس إلى 1100 تقريبا، ولكن هذا التناقص يعود للحصار "الإسرائيلي"على القطاع الذي قال مدير العلاقات العامة في كنيسة برفيريوس كامل عياد، إنه "جعل من الصعب جدًا على الناس أن يعيشوا هنا".

هدف إيلا ومن وراءها واحد وواضح: غسل أدمغة الناس وتغيير قناعاتهم، لكنها لن تستطيع أن تخفي حقيقة كونها جزءا من آلة الاحتلال الإسرائيلي.Top of Form

Bottom of Form

الأكثر قراءة

الضفة الغربيّة... إن انفجرت