اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تعقد الفصائل الفلسطينية الـ 14 لقاء لها في العاصمة الصينية بكين في 22 تموز الحالي وهو السادس لها فكان اللقاء الاول في القاهرة في شباط 2021 والثاني في الجزائر في تشرين الاول 2022 والثالث في العلمين بمصر في تموز 2023 والرابع في موسكو مطلع اذار 2024 والخامس في بكين في نيسان 2024 وكانت المصالحة وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية هي ابرز بنود جدول اعمال اللقاءات منذ ثلاث سنوات وما بعدها والتي سبقتها لقاءات على مدى السنوات الـ 17 الماضية حيث لم تترجم الوثائق والبيانات والاتفاقات على الارض ولم يعمل بها وتطبق بل كانت حبرا على ورق وتموت قبل ان تولد.

وتشغل الوحدة الفلسطينية دول عديدة لديها اهتمام بالمسألة الفلسطينية التي باتت تحتل المرتبة الاولى بين القضايا العالمية بعد عملية "طوفان الاقصى" التي نفذتها "كتائب القسام" في حركة "حماس" وما تبعها من حرب اسرائيلية تدميرية على غزة وابادة جماعية للشعب الفلسطيني مما يفرض على ممثلي هذا الشعب ان يكونوا موحدين على اليوم التالي لمرحلة ما بعد الحرب التي قد تطول والتي ظهر خلاف حولها داخل الصف الفلسطيني فانبرى مسؤولون في السلطة الفلسطينية وفي حركة "فتح" الى تحميل "حماس" ما جرى لغزة من دمار وشهداء مما زاد في الانقسام الفلسطيني وهو لا يخدم القضية وفق مصادر فلسطينية مطلعة فيعمل العدو الصهيوني على تعميق الشرخ الفلسطيني واللعب على من سيتولى السلطة في غزة بعد وقف الحرب اذ يحرك مسؤولون اسرائيليون الموضوع باتجاه تسليمها الى قيادات فلسطينية توالي الكيان الصهيوني وتفعيل الدور الامني لاجهزة امن فلسطينية ثم يتراجع هذا الطرح الاسرائيلي لصالح من يمسكه الجيش الاسرائيلي او قوات دولية وعربية باشرافه.

هذا هو الواقع الفلسطيني المنقسم على الخيارات الاستراتيجية كل المسألة الفلسطينية بين مساوم على الحق الفلسطيني واخر مقاوم يسعى اليه بالكفاح المسلح مستندا الى نموذج تحرير لبنان عام 2000 واخر في غزة التي انسحب منها الاحتلال الاسرائيلي عام 2005 دون قيد او شرط ايضا وفكك 21 مستوطنة منها.

من هنا يأتي لقاء بكين التي يصل اليها ممثلو الفصائل في 20 تموز الحالي ويلتقون في اليوم التالي مسؤولين في وزارة الخارجية الصينية ليبدأ لقاء الفصائل في 22 منه ولن يكون التمثيل على مستوى الامناء العامين بل نوابهم او من تنتدبهم فصائلهم بحيث لن يحضر رئيس السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) وسيمثله محمود العالول نائب رئيس فتح الذي كان طلب ارجاء اللقاء الذي كان مقررا في 23 حزيران الماضي لحصره فقط بين حركتي "فتح" و"حماس" ثم عدل عن اقتراحه وقبل بحضور الفصائل فتم تحديده في موعده الجديد ويحضره موسى ابو مرزوق.

ولن تتغير العناوين في لقاء بكين الثاني عن تلك طرحت ونوقشت في لقاءات سابقة والتي تتمحور حول استمرار الحوار وضرورته بشكل دائم ودوري على ان يخلص الى توافق حول العناوين التي ستناقش بما يخص توسيع التمثيل في منظمة التحرير ودخول حركتي "حماس" "والجهاد الاسلامي" اليها وتشكيل حكومة توافق وطني من كفاءات او "تكنوقراط" غير فصائلية كما جرى الاتفاق عليها في اتفاق موسكو لكن حركة "فتح" انقلبت عليه وشكلت حكومة برئاسة محمد مصطفى بعد طلب الاستقالة من رئيس الحكومة محمد اشتية وهذا ما اغضب فصائل فلسطينية لا سيما "حماس" التي اعتبرت الخطوة متفردة اقدم عليها الرئيس الفلسطيني عباس هي "بروفة" لمن ستكون السلطة في غزة بعد وقف الحرب مما زاد الشرخ الداخلي وفق مصادر فلسطينية وهذا ما دفع بالصين لتتدخل كوسيط كما فعلت روسيا وتقريب وجهات النظر وهي لم تطرح برنامجا للقاء بل تركت لممثلي الفصائل ان يعدوه هم وهو بات معلوما كمثل اجراء انتخابات شاملة وتوحيد المؤسسات الفلسطينية تحت سقف منظمة التحرير ومعالجة التداعيات التي نتجت من حرب غزة كموضوع السلطة واعادة الاعمار فيها.

فالفلسطينيون هم اصحاب القرار بما يخص قضيتهم التي يدفعون الثمن من اجل استعادة ارضهم المحتلة وهذا ما يفرض عليهم الحوار والتوافق كيلا يأتيهم الحل من الخارج ويكون على حساب فلسطين التي ضاعت واغتصبت بمخططات خارجية استعمارية وهم لن يكرروا اخطاء سابقة وبارادتهم يصنعون قرارهم الذي يبدأ باعادة بناء منظمة التحرير كممثل شرعي للشعب الفلسطيني وبعد ذلك قيام ميثاق وطني فلسطيني يرفض المخطط الاميركي – الاسرائيلي بتصفية القضية الفلسطينية.

فلقاء بكين يتطلع اليه الفلسطينيون لتوحيد مؤسساتهم وقرارهم والا يكون اطارا في الشكل والابتعاد عن المضمون وان يحترم ممثلو الفصائل تواقيعهم على ما يتفقون عليه لا ان يلحسوها بعد مغادرتهم قاعة الاجتماع.

الأكثر قراءة

الضفة الغربيّة... إن انفجرت