اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

التوجه الى انتخاب رئيس للجمهورية في 9 كانون الثاني باشراف عربي ودولي وحضور ممثل عن الرئيس الفرنسي والمبعوث الاميركي هوكشتاين وربما وزير الخارجية السعودي وسفراء الخماسية وحشد ديبلوماسي وسياسي واعلامي ونقابي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري لن يرفع الجلسة قبل انتخاب الرئيس التوافقي المقبول من الجميع الا اذا حدث امر استثنائي فوق العادة، أمني او غيره، في «بلد العجائب» نتيجة الخلافات الاقليمية الكبرى والمتشعبة بعد الحدث السوري. وفي المعلومات، ان الرئيس بري سيسحب «ارنبه» مع بدء الجلسة الثانية بالتوافق مع واشنطن اولا وقبول الرياض، والاسم لم يكشف عنه لاي شخص حتى للعاملين معه واقرب المقربين له، وتحظى حركته بدعم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والفاتيكان، والطبخة الرئاسية “استوت” بمشاركة معظم القوى السياسية وحضور 120 نائبا للجلسة حسب المتابعين للاتصالات الرئاسية ولن يغادروا قبة البرلمان في الجلسات المتلاحقة الا بعد انتخاب الرئيس، «ما تحت الطاولة ليس كما فوقها» والرئيس بري يعرف كيف يدير الامور وايصالها الى خواتيمها الحاسمة السعيدة؟

ويسال المتابعون للاتصالات السياسية، ما الذي يمنع انتخاب رئيس الجمهورية الخميس وما المبرر امام الكتل للتأجيل ؟ والجميع يعلم ظروف المنطقة الخطرة والدقيقة والاستثنائية التي لم يشهدها لبنان منذ 1948، بالإضافة الى ما تقوم به اسرائيل من خروقات واسعة لوقف اطلاق النار ومنع عودة الاهالي الى قرى الحافة الامامية والتدمير الممنهج وممارسة سياسة الأرض المحروقة، وعلى القوى السياسية قراءة الرد الاسرائيلي بالغارة العنيفة على اقليم التفاح بعد ساعتين على كلام الرئيس نبيه بري العالي السقف امام رئيس لجنة المتابعة الدولية لوقف النار الجنرال الاميركي جاسبر جيفيرز ومطالبته الحاسمة بضرورة تدخل اللجنة لوقف الاعتداءات الاسرائيلية وتحليق المسيرات ورد الجنرال الاميركي بالعمل على هذا الامر من دون اي ضمانات. وعلى القوى السياسية النظر ايضا الى موقف حزب الله من الرد على الخروقات عبر نوابه وقولهم «في اليوم 61 بعد الهدنة لنا كلام اخر، وسنكون في موقع نذيق فيه الاسرائيلي باسنا، ومشتبه من يظن ان حزب الله تعب، ونملك الامكانات والعقول ما يمكننا أن نكون في موقع مواجهة العدو».

وحسب المتابعين ايضا، فان على القوى السياسية النظر الى ما يجري في سورية وتحديدا في الجولان والمناطق المحاذية للجنوب وراشيا، ووصول القوات الإسرائيلية الى سد القنيطرة وتحريضها الاقليات على اقامة الحكم الذاتي علنا، والذي سيصيب بشظاياه لبنان. كل هذه التطورات تفرض الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، والا فان القوى السياسية ستهتز صورتها داخليا، فيما صورتها الخارجية غير «ناصعة»، وفسادها مكشوف «على مد عينك والنظر» والمساعدات لن تأتي حسبما ابلغ المسؤولون اللبنانيون، الا بعد انتخاب رئيس الجمهورية الذي سيشرف على توزيع المساعدات مع فريق حكومي واداري مختص بالاعمار.

وحسب المتابعين، هناك كلمة سر دولية وعربية وتحديدا اميركية بانتخاب الرئيس في 9 كانون الثاني، والسفير المصري علاء موسى اكد استمرار جهود الخماسية لحصر المرشحين باثنين او ثلاثة واجراء الانتخابات في جلسة الخميس، كل الترتيبات لعقد الجلسة اكتملت والمعرقلون سيدفعون الثمن، وعلى البعض، ان يضعوا في حساباتهم، ان الدول المقررة في لبنان لا تريد شيطنة الشيعة واخراجهم من الحياة السياسية الداخلية.

ويؤكد المتابعون، الرئيس القادم سيكون توافقيا، والعقبة الكبرى امام قائد الجيش العماد جوزيف عون عدم سير الثنائي الشيعي حتى الان بانتخابه، بالمقابل، تعج الصالونات السياسية بالاجتماعات والاتصالات وتعدد الاراء وطرح الحلول بعيدا عن الاضواء بالتزامن مع «كب» المعلومات والتسريبات وحرق هذا الاسم او ذاك، وخطوط الهاتف لا تتوقف عن «الرنين» ليل نهار، لكن هذه «الحركة ما زالت دون بركة»، لجهة التوافق على اسم الرئيس، لكنه ليس مستحيلا، وسيبقي سرا من الأسرار حتى دخول النواب قاعة المجلس  كي «لا تحترق الطبخة» وربما تذهب الامور ايضا الى معركة بين اسمين او ثلاثة في الجلسة الاولى، وينتخب الرئيس في الجلسة الثانية او الثالثة، والمشكلة ان القوى المسيحية الأساسية ما زالت اوراقها مستورة، ولم تستقر على مسار معين او ترسو على اسم محدد، في ظل الغموض الذي يحكم موقف القوات اللبنانية من ترشيح رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع الذي ينتظر الاجوبة الاميركية السعودية، فيما المحاولات لتأمين زيارة للدكتور جعجع الى عين التينة لم تنضج بعد، والاتصالات لجمع جنبلاط وجعجع مجمدة، والعلاقة بين باسيل وجنبلاط في أسوأ مراحلها حاليا بعد الانتقادات العونية العنيفة لترشيح اللقاء الديموقراطي للعماد عون واستخدام مصطلحات طائفية ضد جنبلاط. لكن المعلومات تؤكد ان بري والحريري وجنبلاط سيكونون على موجة رئاسية واحدة، اما كلام جبران باسيل المعسول عن الدكتور سمير جعجع فليس الا «نكاية» بالعماد عون، و «شيك من دون رصيد» في معراب نتيجة انعدام الثقة بين الطرفين، رغم ان باسيل يفضل جعجع على العماد عون اذا وصلت الامور الى هذه المعادلة، علما ان اوساطا سياسية تجزم ان حلم الترشح يراود ايضا رئيس التيار الوطني الحر وكل الاقطاب الموارنة، وسليمان فرنجية ما زال مرشح الثنائي الشيعي حتى اللحظة، ولن يكشف عن «جبهته» الا قبل ساعات من بدء الجلسة الثانية.

الوضع الأمني

وكان لافتا امس الاشتباك بين الجيش اللبناني وعناصر هيئة تحرير الشام على احد المعابر غير الشرعية في معربون، مما ادى الى سقوط جريح من الجيش اللبناني الذي دفع بتعزيزات الى المنطقة. وقد بدات الاشتباكات بعد تصدي عناصر من هيئة تحرير الشام في منطقة معربون على الحدود اللبنانية السورية من جهة بعلبك لوحدة من الجيش اللبناني كانت تحاول إغلاق احد المعابر، ورد عناصر هيئة تحرير الشام بفتح المعبر بواسطة جرافة، فما كان من الجيش الا ان أطلق رصاصا تحذيريا، بينما رد المسلحون بشكل مباشر فاصيب رائد بيده واستمرت الاشتباكات لبعض الوقت، وتوقفت بعد اتصالات بين هيئة تحرير الشام والامن العام اللبناني، واصيب عدد من عناصر الهيئة وبقي المعبر مغلقا، وبعد ساعات تعرضت دورية للجيش اللبناني من جهة سرغايا في السلسلة الشرقية الى اطلاق نار من رشاشات متوسطة، مما ادى الى سقوط 4 جرحى من عناصر الجيش اصاباتهم متوسطة، ورد الجيش بالاسلحة المناسبة.

وفي حادث مماثل، أوقف الجيش اللبناني على احد حواجزه في المصنع 4 عناصر من هيئة تحرير الشام ادعوا انهم ضلوا الطريق أثناء ايصال زميل لهم للدخول الى لبنان، وانهم يعملون في مركز جديدة يابوس. وجرت اتصالات بين الامن العام وهيئة تحرير الشام، وتم الافراج عن المسلحين بعد 5 ساعات، مما اثار غضب قيادة هيئة تحرير الشام التي اخذت قرارا بمنع دخول اي لبناني الى سورية، الا الذين يحملون اقامات رسمية من وزارة الداخلية السورية، فيما اعلن الامن العام اللبناني انهم فوجئوا بالقرار السوري بمنع دخول اللبنانيين الى سورية ولم يتبلغوا رسميا باي قرار حتى الان .

الأموال الايرانية وتفتيش الديبلوماسيين

تقدم الى الواجهة امس موضوع تفتيش الطائرات الإيرانية الاتية الى مطار رفيق الحريري الدولي على خلفية نقل أموال الى حزب الله، والقضية بدات في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة عندما اعلن رئيس الحكومة بشكل واضح وعلني رفضه مشاركة أموال إيرانية في عمليات الاعمار وانه لن يسمح بدخول هذه الأموال عبر مطار رفيق الحريري الدولي، ورد وزير العمل مصطفى بيرم على كلام ميقاتي بموقف عالي السقف وتوجه اليه بالقول «لقد استشهد اعقلنا، ما حدا يلعب معنا، اذا بدكم يمشي البلد مش هيك بيمشي، وما حدا يحسبها غلط، ما في شي عنا نخسروا، اللي بدو يوقف ويمنع عنا الأموال سنحرك جمهور المقاومة ضده في كل الميادين والساحات، ويلي بدو يقرب من سلاح المقاومة سنقطع يده» وتوقفت الامور عند هذا الحد، وامس الاول تعرضت طائرة إيرانية لعملية تفتيش دقيقة استمرت لساعات وادت الى اعتراضات لاهالي العائدين، وجرى مصادرة حقيبتين عائدتين لديبلوماسي ايراني للشك بان في داخلهما أموالا الى حزب الله بعد رفضه الخضوع للتفتيش، وتم تسليمهما الى السفارة امس بعد تلقي وزارة الخارجية اللبنانية بلاغا من السفارة الإيرانية بان الأموال تعود إلى قضايا تشيغلية في السفارة، علما ان الطائرة رافقتها حملة اعلامية داخلية عن نقل أموال لحزب الله قبل ان تتحرك من مطار طهران بساعات. واعتبر وزير الداخلية بسام مولوي الاجراءات بالعادية، مما استدعى ردا من نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، ووجه انتقادا شديد اللهجة لتصرف السلطة الامنية تجاه العائدين من طهران، وقال، على وزير الداخلية ان يبرهن عن بطولاته مع العدو وليس مع من قدم التضحيات في سبيل الدفاع عن لبنان، والسؤال، هل الاجراءات تقنية ام سياسية ومن يقف خلفها؟ والامور لن تمر مرور الكرام كما يعتقد البعض ؟ وعلم ان اتصالات على اعلى المستويات تجري مع الولايات المتحدة لحل هذه القضية عبر السفيرة الاميركية في بيروت لتسهيل وصول الأموال لحزب الله المتعلقة بالاعمار ومساعدة أهالي الضاحية والبقاع والجنوب، والا فان الامور قد تأخذ منعطفات خطرة، الملف حساس ومتفجر ولن يسمح حزب الله بمحاصرة جمهوره ومنع اعادة اعمار ما هدمته الحرب مهما كانت الاسباب.

الأكثر قراءة

مصير الرئاسة والهدنة يحسمه هوكشتاين حزب الله: مُنفتحون على قائد الجيش... ولا «فيتو» سوى على سمير جعجع