اعتدنا أن نعيش الهاجس الاسرائيلي، وحيث السياسات المجنونة، والاستراتيجيات المجنونة، نتاج التأويل الدموي، والتأويل الميكانيكي، للنص التوراتي الذي لا ينتهي عند تلك الوصية الالهية التي لا مكان لها لا في لغة القرن، ولا في ثقافة القرن، "اسرائيل الكبرى"، وانما ادارة الشرق الأوسط، وربما ادارة العالم، من داخل الهيكل.
الآن، الهاجس السوري، وحيث الرؤية لا تزال ضبابية ولا تزال ملتبسة، وحيث التأويل الدموي، والميكانيكي، للنص القرآني الذي يقتضي أن يتفاعل مع جدلية الأزمنة. لكأن الأنبياء نزلوا أو أنزلوا لوقف الزمن لا لفتح الأبواب أمام الزمن.
لسنا أمام سوريا شكري القوتلي، أو هاشم الأتاسي وناظم القدسي، ولا أمام سورية حسني الزعيم واديب الشيشكلي، أو سورية بشار الأسد. نحن أمام سورية أحمد الشرع (أم أحمد الشريعة؟)، بالسيرة الايديولوجية المركبة، والمعقدة، لا لكي ندرك ما المسار السياسي أو الاستراتيجي للدولة، وانما لكي نسأل ما اذا كان السوريون ذاهبين الى القرون الوسطى أم الى العصر الحجري. بحسب أحد دعاة "هيئة تحرير الشام" في الجامع الأموي. أبواب الجنة باتت مشرعة أمام السوريين.
لن يفاجئنا ظهور أي قرار تصدره الادارة الجديدة، ولن نعترض على اجراء الانتخابات النيابية بعد 4 سنوات لأننا اعتدنا على الوجه الواحد. وعلى الصوت الواحد، داخل البرلمان. ما يفاجئنا، وما يخيفنا، أن تكون سورية، بذلك الألق التاريخي، والثقافي، والابداعي، أفغانستان العرب، بثقافة تورا بورا، أذا ما تسنى لكم الاطلاع على التعديلات التي أدخلت على المناهج المدرسية. حقاً، تعليب الأجيال الجديدة لتغدو الجدران الناطقة،
حتماً هناك ثغرات هائلة في "النظام المخلوع". تماثيل وصور وتسميات للساحات، وللجسور، وللمستشفيات، وحتى لأسواق الخضر، باسماء أفراد العائلة. على كل، عدوى الصور، والتسميات، واللافتات، انتقلت الى لبنان، حتى ان أحدى البلديات رفعت لافتة، بالأضواء الملونة، لأن الزعيم الفلاني كان وراء مشروع المجاري الصحية للمدينة.
تصوروا أن تقضي التعديلات باعتبار زنوبيا، ملكة تدمر، شخصية خيالية، كونها امرأة، والمرأة في نظر ذلك النوع من الفقهاء "فضيحة ينبغي وأدها"، وأن تقضي بحذف كل ما يتعلق بالحقبة الآرامية والحقبة الكنعانية. هكذا لكأنك تقتلع التاريخ من التاريخ. ذاك الاسلام الذي تتجلى آثاره في طشقند وفي غرناطة وفي تاج محل، كيف يمكن أن يموت بالأدمغة المسننة، وبالأظافر المسننة، وبالعيون المسننة، ناهيك باللحى التي يتطاير منها الشرر. ولنتوقف عن اتهام أميركا بوقف الزمن في منطقتنا، بعدما بات واضحاً من هم أولئك ألذين، باسم الضرورة الدينية، نجحوا في تحويلنا من كائنات بشرية الى قردة.
غريب أن نستخدم كل منتجات الكفرة (في الغرب) من فرشاة الأسنان الى الشبكة العنكبوتية، ثم نفقأ عيون أمرئ القيس، وعمر بن أبي ربيعة، وزهير بن أبي سلمى، لأنهم تغزلوا بعيني امرأة مثلما يتغزلون بزهرة البنفسج، وبرفيف السنونو، وبلانهائية البحيرات. غداً تصلنا الأخبار عن نبش عظام نزار قباني ومحيي الدين بن عربي، واحراقها أمام الملأ...
من تلك التعديلات "الغاء قصائد مرتبطة بالنساء، وبالعشق، وبالغزل"، كذلك الغاء نص عن الأوبرا، وكلمة "اله" في الميثولوجيات القديمة، (غداً الغاء الانسان في الانسان). أما في مادة التربية الاسلامية "أن يبذل الانسان روحه في سبيل الله"، لا في سبيل الوطن. ثم تغيير تفسير جزء من آية الفاتحة "المغضوب عليهم ولا الضالين". وحيث ليس المقصود الذين "ابتعدوا عن طريق الخير"، وانما اليهود والنصارى....
أيضاً، وايضاً، منع أي ذكر لنظرية تشارلز داروين حول "النشؤ والارتقاء"، وابدال كلمة "القانون" بكلمة "الشرع أو شرع الله". ارضاء للأتراك ابدال عبارة "الاحتلال العثماني" بعبارة "الحكم العثماني"، كما أن الذين علقهم جمال باشا السفاح على المشانق في ساحة المرجة في دمشق انما ضبطوا وهم يحاولون تهريب الكبتاغون الى حارات المدينة.
أخيراً، علينا أن نعلم أن تاريخ دمشق لم يبدأ منذ 11000 عام، وانما من لحظة دخول أبي محمد الجولاني الى قصر الشعب في كانون الأول 2024. هذا لا يعني أياً من الحكومات الغربية التي تسارع الى الاعتراف، بخشوع، بشرعية الشرع. هنا لعبة المصالح، بعدما دامت لقرون لعبة الأقليات. أسعد الشيباني وعد بحكومة تضم كل الأطياف السورية. حكومة أم معسكر اعتقال اذا كانت دولة البعد الواحد وسلطة الطائفة الواحدة؟
أمام البنية الايديولوجية للنظام (ما قبل النظام) في سورية خرج الكثيرون في لبنان من كهوفهم. النائب أشرف ريفي الذي لم يكن يوماً طائفياً، وكان النزيه والمتزن أثناء شغله منصب المدير العام للأمن الداخلي، رأى أن أحمد الأسير بريء من كل التهم التي وجهت اليه. سعادة النائب لم يسمع بدعوته الى عدم تأجير الشيعة، وحتى الى طردهم، بأفكار، ودعوات، أبشع بكثير من أن تكون، أفكار، ودعوات، الذئاب، ودون أن نعترض، في أي حال، على موقف اللواء من ايران، ومن دورها في لبنان.
كوميديا سوداء اذا كان ذلك العقل الأسود هو الذي يحكم سورية ولا بد أن يحاول، بطريقة أو بأخرى، التمدد الى لبنان. هذه "قوة الأشياء"، كما كان يقول الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران. لنستعد منذ الآن لنكون "أهل الذمة"، ولدفع الجزية الى أمير المؤمنين في قصر الخلافة...
يتم قراءة الآن
-
لبنان السوري أم لبنان "الإسرائيلي"؟
-
جلسة الخميس لم تكشف عن اسرارها بانتظار جولات الموفدين... وبري عازم على انتخاب الرئيس الموفد السعودي لم يطرح اسما محدداً... وزيارة هوكشتاين تحت المجهر النيابي العدو يلوح بعدم الانسحاب... وقاسم: قيادة المقاومة تقرر متى وكيف تقاوم
-
سيناريوهات خطيرة للجنوب...
-
الصراع على سوريا هو ما يحدث فيها ولمن ستكون؟ العروض للقيادة الجديدة: الحضن العربي أم ولاية عثمانيّة؟
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
20:53
سماع أصوات انفجارات في القطاع الشرقي ناجمة عن عمليات نسف في بلدة الطيبة جنوبي لبنان
-
19:41
"وول ستريت جورنال": فريق ترامب يدرس خيارات ضدّ إيران بما فيها ضربات جويّة
-
18:49
الجيش: تمارين تدريبية في منطقتَي قناة باكيش والدوار وحقل مزرعة حنوش
-
18:25
"أكسيوس": كبير مستشاري بايدن لشؤون الشرق الأوسط وصل للدوحة للانضمام لمحادثات وقف إطلاق النار في غزة
-
18:20
"أكسيوس": كبير مستشاري بايدن لشؤون الشرق الأوسط وصل للدوحة للانضمام لمحادثات وقف إطلاق النار في غزة
-
18:10
وسائل إعلام إسرائيلية: هناك توجه إيجابي لعقد صفقة تبادل بين "إسرائيل" وحماس تُنفَّذ على مراحل لمدة تستمر شهرين إلى 3 أشهر