اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ 293 من العدوان على غزة، أعلنت كتائب القسام أن مقاتليها استدرجوا أفراد قوتين إسرائيليتين إلى نفقين وفجروهما فور نزولهم داخلهما بمخيم يبنا برفح. كما أعلنت عن قنص جندي إسرائيلي ببندقية «الغول» في منطقة الزنة شرق مدينة خان يونس. وقصفت بالاشتراك مع سرايا القدس تمركزا لقوات الجيش الإسرائيلي قرب مسجد الظلال شرق مدينة خان يونس بقذائف الهاون من العيار الثقيل.

من جانب آخر، وثقت وزارة الصحة استشهاد 30 فلسطينيا خلال الـ 24 ساعة. كما استهدف قصف للاحتلال أحياء في بيت لاهيا ومدينة غزة ومخيمي النصيرات والبريج.

سياسيا نقل عن مسؤول أميركي قوله إن المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الاسرى تبدو في مراحلها النهائية، وأن الرئيس الأميركي جو بايدن سيناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الفجوات المتبقية خلال لقائهما.

فبعد إلقائه كلمته في الكونغرس الأميركي لتبرير الحرب على قطاع غزة، يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو  في واشنطن الرئيس الأميركي جو بايدن، ثم نائبته كامالا هاريس. ومن المتوقع أن يلقى نتنياهو في الاجتماعين تجاوبا أقل مقارنة بما لقيه في الكونغرس.

ومن المتوقع أن يسعى بايدن لممارسة المزيد من الضغط على نتنياهو بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة، والمستمرة منذ أكثر من 9 أشهر.

ولا يعرف إن كان نتنياهو سيستجيب لهذه الدعوة، لا سيما قبل أشهر قليلة من انتهاء ولاية بايدن الذي يؤكد دعمه الراسخ «لإسرائيل» وتمسكه بصهيونيته.

وقال مسؤول أميركي كبير لوكالة الصحافة الفرنسية إن بايدن -الذي أعلن تخليه عن الترشح لولاية ثانية- سيحاول معالجة بعض «الثُغر الأخيرة» المتبقية قبل التوصل إلى اتفاق، عندما يستقبل نتنياهو في البيت الأبيض.

وأكد هذا المسؤول -طالبا عدم كشف اسمه- أن المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الأسرى أصبحت «في مراحلها الختامية ومن الممكن إبرام اتفاق».

ولا يتوقع المسؤول الأميركي أن يكون لقاء بايدن نتنياهو مسألة نعم أو لا، بل بالأحرى «كيف يمكننا معالجة الثغر الأخيرة؟» موضحا أن التوصل إلى هدنة يتوقف حاليا على عدد قليل من المسائل المتّصلة بكيفية دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

نتنياهو يلتقي هاريس وترامب

كما يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي أيضا هاريس التي باتت مرشحة عن الحزب الديموقراطي للبيت الأبيض. وبررت هاريس غيابها عن الكونغرس -أثناء خطاب نتنياهو أمس- بسبب ضيق الوقت، على الرغم من أنه كان يفترض وفق البروتوكول أن تترأس الجلسة. وطالبت السيناتورة السابقة البالغة 59 عاما مرارا بوقف إطلاق نار في غزة.

وسيتوجه نتنياهو بعد ذلك إلى فلوريدا بدعوة من المرشح الجمهوري لرئاسة البيت الأبيض دونالد ترامب الذي تربطه به علاقات جيدة، والذي قال في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الإخبارية إن إسرائيل بحاجة الى إنهاء الحرب واستعادة الرهائن بسرعة.

ولقي نتنياهو تصفيقا حارا من الجمهوريين الذين وقفوا مرارا تأييدا له خلال إلقاء خطابه، بينما قاطعه أكثر من 60 ديموقراطيا بينهم الرئيسة السابقة لمجلس النواب نانسي بيلوسي.

وتجمّع آلاف المتظاهرين أمام الكونغرس احتجاجا على خطاب نتنياهو، ورفعوا لافتات تحضّ الولايات المتحدة على «وقف المساعدات لإسرائيل» وتصف نتنياهو بأنه «مجرم حرب».

وامس توالت ردود الفعل على خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي بمجلسيه، والذي ناشد فيه الولايات المتحدة إمداد إسرائيل بالمزيد من الأسلحة لمواصلة الحرب على غزة، بينما قاطع الجلسة عشرات النواب من الحزب الديموقراطي.

عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) عزت الرشق ف قال في منشور عبر تليغرام إن «خطاب المجرم نتنياهو حفلة أكاذيب واستخفاف بعقول العالم». بدوره، قال القيادي في الحركة سامي أبو زهري لوكالة رويترز إن الخطاب يظهر أن نتنياهو لا يريد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، كما أكد أن الخطاب «مليء بالأكاذيب ولن يفلح في التغطية على الفشل في مواجهة المقاومة أو التغطية على جرائم حرب الإبادة».وأضاف أبو زهري أن التحالف مع نتنياهو من أي طرف «خيانة لدماء الشهداء».

من جهتها قالت حركة الجهاد الإسلامي إن خطاب نتنياهو أمام الكونغرس مليء بالأكاذيب والافتراءات، وإنه أثبت في خطابه أن كيانه الهش يستمد وجوده من الحروب. وأضافت أن «أكاذيب نتنياهو بأن جيشه لم يقتل مدنيا واحدا في الهجوم على رفح تدل على استهزائه بالعالم»، مؤكدة أن خطابه يبين بكل وضوح أنه ليس في وارد إنهاء عدوانه على غزة.

اما المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني فقال تعقيبا على ما جاء في خطاب نتنياهو إن «الشعب الفلسطيني وممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية هو فقط من يقرر من يحكمه». وأضاف أن «موقفنا الدائم أن الحل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار هو قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية».

زعيم المعارضة الإسرائيلية

الى ذلك، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن «من العار أن يتحدث نتنياهو ساعة كاملة من دون أن يقول إنه ستكون هناك صفقة للرهائن». فيما قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش زعيم حزب الصهيونية الدينية إن نتنياهو «مثّلنا بفخر، والترحيب به يعكس الشركة العميقة مع الولايات المتحدة».

وكانت قالت رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي إن خطاب نتنياهو «أسوأ عرض قدمته شخصية أجنبية حظيت بشرف مخاطبة الكونغرس». وأضافت أن «عائلات الرهائن تطالب بصفقة لوقف إطلاق النار وإعادة أبنائها ونأمل أن يخصص نتنياهو وقته لتحقيق ذلك».

كما قال العضو المستقل في مجلس الشيوخ الأميركي بيرني ساندرز إن نتنياهو «ليس مجرم حرب فقط بل هو كاذب أيضا». وأضاف أن الإسرائيليين «لا يريدون نتنياهو في منصبه ولذلك جاء إلى الكونغرس للقيام بحملة انتخابية». وأشار ساندرز إلى أن كل المنظمات الإنسانية تؤكد أن عشرات آلاف الأطفال يواجهون المجاعة لأن حكومة نتنياهو تمنع المساعدات.

في غضون ذلك، قالت حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) الأربعاء إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن جهود مكثفة لإطلاق سراح المحتجزين في غزة «محض كذب وتضليل للرأي العام الإسرائيلي والأميركي والعالمي»، متهمة إياه بإفشال كل الجهود الرامية لإنهاء الحرب وإبرام صفقة تبادل.

وذكر نتنياهو للمشرعين الأميركيين -في خطاب له أمام الكونغرس– أن حكومته منخرطة بشكل نشط في مساعي الإفراج عن المحتجزين المتبقين في القطاع.

وقالت حماس -في بيان لها- إن نتنياهو «هو من أفشل كل الجهود الرامية لإنهاء الحرب وإبرام صفقة لإطلاق سراح الأسرى، رغم جهود الوسطاء المتواصلة من الأشقاء في مصر وقطر، ورغم المرونة والإيجابية التي أبدتها الحركة». وأضافت أنه «يتحمل المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذا الموقف، وعن مصير الأسرى في قطاع غزة».

مراحل ختامية

في المقابل، قال مسؤول أميركي كبير إن المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة في مراحلها الختامية على ما يبدو، وإن الرئيس الأميركي جو بايدن سيناقش نتنياهو في الثغر المتبقية. وذكر المسؤول -في تصريحات للصحفيين- أن العقبات المتبقية قابلة للتذليل وسيكون هناك المزيد من الاجتماعات التي تهدف للتوصل إلى اتفاق بين «إسرائيل» وحركة حماس خلال الأسبوع المقبل. وأشار إلى أن «نشاطا كبيرا» سنشهده «الأسبوع المقبل» نحو التوصل إلى اتفاق طال انتظاره، مضيفا أن الاتفاق «ليس ممكنا فحسب، بل هو أساسي وضروري».

وقلل المسؤول الأميركي من أهمية خطاب نتنياهو أمام الكونغرس والذي تعهد فيه بتحقيق «النصر الكامل»، قائلا إن المحادثات مع بايدن ستكون أكثر تركيزا على آليات التوصل إلى اتفاق. وقال المسؤول إن التوصل إلى هدنة يتوقف حاليا على عدد قليل من المسائل المتصلة بكيفية دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

وتوقع أن يجري خلال الاجتماع مع نتنياهو التباحث في «كيفية ردم هذه الهوات الأخيرة»، لافتا إلى وجود مطالب أميركية يتعين على إسرائيل تلبيتها، لكنه أشار إلى أن «أمورا أساسية بيد حماس لأن الرهائن لديها».

هيئة عائلات الأسرى

الى ذلك، أكدت «هيئة العائلات» لإعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة، أنّ عودتهم الفورية لن تكون ممكنة إلا من خلال صفقة تبادل، مع المقاومة الفلسطينية، وفق ما أكدت «القناة السابعة» الإسرائيلية. وشدّدت «هيئة العائلات» على رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إرسال فريق التفاوض دون تأخير، مع طلب واضح بدفع صفقة فورية، لإعادة الأسرى الـ 115، وفق رقم الهيئة. 

هذا في وقتٍ تواصل فيه عائلات الأسرى وآلاف المستوطنين التظاهر في الشوارع الرئيسية، ولا سيما في «تل أبيب»، مطالبين بإتمام صفقة تبادل، غاب ذلك تماماً عن خطاب نتنياهو في الكونغرس.

ميدانيا نفذت المقاومة الفلسطينية، في اليوم 293 من ملحمة «طوفان الأقصى» رداً على العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، عدّة عمليات استهدفت جنود وآليات «جيش» الاحتلال الإسرائيلي في عدّة محاور قتال داخل القطاع.

وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية - حماس، أنّ مجاهديها استدرجوا قوتين إسرائيليتين إلى نفقين وفجروهما بأفراد هاتين القوتين فور نزولهم داخلهما، وذلك في مخيم يبنا في مدينة رفح جنوبي القطاع. وشدّدت القسّام، على أنّ الجنود الإسرائيليين وقعوا بين قتيل وجريح في عملية الاستدراج. وأكدت كتائب القسّام قنصها جندياً إسرائيلياً باستخدام بندقية «الغول» محلية الصنع، في منطقة الزنة شرقي مدينة خان يونس جنوبي القطاع.

وشرقي المدينة نفسها، نفذت القسّام عملية مشتركة مع سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، حيث دكّت قوات الاحتلال بقذائف «الهاون» من العيار الثقيل.

سرايا القدس، أعلنت بدورها إسقاطها طائرة إسرائيلية من نوع «كواد كابتر»، موضحةً أنها سيطرت عليها خلال تنفيذها مهام استخبارية في سماء مدينة رفح.

من جانبها، أعلنت كتائب شهداء الأقصى استهدافها جنود وآليات الاحتلال في محور القتال شمالي شرقي خان يونس، بقذائف «الهاون» النظامي «عيار 60».

ونشرت مشاهد توثق استهدافها تحشدات الاحتلال في تل السلطان غربي مدينة رفح، بصاروخين من نوع «107» وقذائف «الهاون» من العيار الثقيل.

وكان استشهد أكثر من 40 فلسطينياً بفعل القصف الإسرائيلي على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية، بحسب ما أفيد.

وشنّ طيران الاحتلال الحربي غارتين على بلدة القرارة في خان يونس، واستهدفت مدفعية الاحتلال موقعاً قرب دوار بني سهيلا شرقي المدينة.

ونسف الاحتلال في مدينة رفح جنوب القطاع مزيداً من المربّعات السكنية في مخيم الشابورة وسط المدينة، كما استهدفت مدفعية الاحتلال المناطق الشمالية والغربية في المدينة.

وفي وسط القطاع، طالت الغارات الجوية الإسرائيلية منزلاً في مخيم البريج، أصيب على أثرها 7 فلسطينيين معظمهم من الأطفال.

وفي شمال القطاع، أفادت مصادر طبية، باستشهاد 4 مواطنين وإصابة آخرين بينهم أطفال ونساء، في أثر قصف إسرائيلي استهدف حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة. كما أصيب عدد من المواطنين بجروح في إثر قصف الاحتلال شقة سكنية في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.

وأطلقت دبابات الاحتلال نيران رشاشاتها على منازل المواطنين في المناطق الشرقية من حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة. وشنّ طيران الاحتلال الحربي غارتين على مدينة غزة.

وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 39145، والإصابات إلى 90257 أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول 2023، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.

الأكثر قراءة

إنهم يقتلون أميركا...