اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تبدو خبايا الكواليس الرئاسية كثيرة، وكل يوم تظهر بشكل متجدّد فتزيد الاسماء المرشحة الى الرئاسة، وتلك التي يتم التداول بها من دون معرفة برنامجها، او على الاقل وجود دعم نيابي لها كي تحظى بالتصويت، إضافة الى غياب اي دعم داخلي او خارجي لها، فضلاً عن أسماء شخصيات طموحة مغمورة وغير معروفة، عملت في مجالات عديدة وهدفها الوصول الى قصر بعبدا.

 لكن ووسط الانقسامات والخلافات، تبقى هوية مَن سيصل الى المركز الاول غير معروفة، حتى ولو جرى التلميح اليها من بعيد، فالكلمة الفصل وكما جرت العادة في لبنان، هي للضوء الخارجي الذي يتفق اولاً على اسم الرئيس اللبناني، ومن ثم يتصاعد الدخان الابيض من الداخل، ليصل الرئيس المقبول من اكثرية الاطراف، ولو على ظهر تسوية جديدة سياسية كما اعتاد اللبنانيون.

وسط هذا التخبّط والسيناريوهات التي تُحضّر، يبدو رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، كمَن يقاتل وحده على الجبهة، ضمن صورة سلبية مطوّقة بالازمات والانهيارات التي لا تنتهي، والمرشحة الى التفاقم، وهذا ما يتردّد في الكواليس مع غياب الحلفاء ، الذين يعمل باسيل على استعادتهم بصعوبة، ولو من تحت الطاولة وبصورة خفية، خصوصاً بعدما غيّر لهجته منذ فترة وجيزة في إتجاه حارة حريك، لكن "لم يمش الحال" مع الحزب، خصوصاً خلال اللقاء الذي جرى بين باسيل ورئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" محمد رعد منتصف الشهر الماضي، وتحديداً خلال طرح باسيل لمبادرته الرئاسية. ووفق كواليس التيار الوطني الحر وحزب الله فلا يمكن ان تصل  العلاقة بينهما الى القطيعة، مهما حصل بينهما من تبادل للردود والسهام، لانه في نهاية الامر سيعود الطرفان الى طاولة حوار للتنسيق من جديد، على الرغم  من التباينات والاختلافات في وجهات النظر.

هذا المشهد السلبي المرفوض من قبل باسيل المأزوم سياسياً ورئاسياً، جعله يستدير بقوة في اتجاه عين التينة، علّه يخرج بمنفعة ما، لذا وبعدما تأكد له خلال اللقاء الاخير مع النائب رعد أنّ رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية خط احمر لدى حزب الله، وأنه المرشح الوحيد لديهم ولن يُستبدل بآخر، لانهم يثقون به كثيراً ، لذا انطلق باسيل بخطة اخرى وضع من خلالها الكرة الرئاسية في ملعب رئيس مجلس النواب نبيه برّي، اللاعب الرئاسي الاول على الساحة، لذا استعان به  باسيل وفق مقولة: "لا للتباين السياسي مع الحليف القديم – الجديد مهما حصل". وفي هذا الاطار افيد بأنّ لقاءً عقد قبل حوالى الاسبوع بين برّي وباسيل بعيداً عن الاضواء، جرى خلاله طرح فكرة باسيل الجديدة، وهي اختيار برّي لمرشح رئاسي جديد غير فرنجية، مع وعد باسيل بتصويت نواب تكتل "لبنان القوي" له.

الى ذلك، وعلى الرغم من معرفة باسيل بأنّ بري لن يوافق على هذا الطرح، لانه متمسّك بفرنجية ومتفق مع الحزب على ذلك،  أي انّ كلمة الثنائي معروفة في هذا الاطار ولن تتغير، فإنن باسيل ما زال يحاول علّ الوضع يسير وفق ما يبغي، مع تأكيد المقرّبين منه أنه لن يقبل وصول فرنجية الى قصر بعبدا مهما جرى،  فيما ما زال فرنجيه يأمل بانقلاب الوضع لمصلحته، لانّ رئيس "الوطني الحر" لطالما ردّد على مسامع حارة حريك أنه لن يوافق على وصول رئيس لا يرضى عنه الحزب، لكن تبدلات باسيل الفجائية أطلقت الهواجس والمخاوف لدى رئيس "المردة"، الذي لطالما تلقى نصائح باريسية بمحاولة التقرّب من باسيل، لكسب اصوات تكتل "لبنان القوي" في المعركة الرئاسية، والنصيحة عينها تلقاها ايضاً من حزب الله، لكن ووفق ما نقل الوسطاء فالمهمة هذه تبدو شاقة، فباسيل اتخذ قراره ونقطة على السطر، وفق ما ينقل المقرّبون منه، لذا وضع الكرة في عين التينة مع امنية بتحقيق ما يطمح اليه، فيما الكواليس تؤكد أنّ الامنية العونية ستبقى صعبة التحقيق.

الأكثر قراءة

الضفة الغربيّة... إن انفجرت