حين إندفع أبناؤنا للدفاع عن بيوتهم وكنائسهم، لم يقدموا دمهم من أجل طلة بيار الجميّل، ولا وسامة كميل شمعون، ولا لاحقاّ جرأة بشير، ولا بطولة داني، ولا دهاء حبيقة ولا مشروع سمير، ولا لأي حزب، بل من أجل المسيحية الحرّة التي دفعوا ثمنها غالياً في تاريخهم وإيمانهم.
هم بوجوههم وأسمائهم، أثمن ما عندنا، أصلاً الرابطة السريانية التي تحتفل العام المقبل بيوبيلها الذهبي، اُنشأت كتنظيم سياسي عسكري في لهيب حرب في لبنان. تحية الى أرواحهم. وتحية الى كل رفيق مناضل تحت شمس الأرض.
لا أحد يزوّر التاريخ والرابطة كانت عضواً في قيادة القوات اللبنانية، كنا عن قناعة أن لبنان يستحق الشهادة. كنّا، طليعة في العطاء، رغم أن النظام كان وما زال عنصرياً يميّز ضدنا ويعتبرنا أقليّات مواطنين درجة ثانية.
لكن، مع روعة الإستشهاد، كيف وصلنا الى هذه الأحوال القاتمة؟ كيف بقي التوطين الفلسطيني؟
كيف بقينا تحت سلطة سورية مباشرة لسنوات؟ كيف نغرق في نزوح سوري يكاد يبتلعنا؟
كيف سُرقت مدخراتنا وأفلس الناس؟ كيف فُجّر المرأة؟ كيف نبقى دون رئيس - الرئيس المسيحي الوحيد من المغرب حتى أندونيسيا . وحامي الدستور.
كيف نتراجع حضوراً ودوراً ومكانة وثقافة وفكراً وسياسة وديموغرافيا؟ هل حاولنا مرة، أن نقوم بنقد ذاتي في أحزابنا وكنائسنا حول توجهاتنا وتحالفاتنا ورهاناتنا، حول خلافاتنا القاتلة المدمرة، حول إستعمال السلاح والإلغاء في المجتمع الواحد، حول السلطة و تداولها والتسلّط ، حول الرؤية والمستقبل والأهداف، حول الصيغة والميثاق والوطن ورسالته، وقوانين الإنتخاب، وصمود الناس في قراها والمدن في خطر الهجرة.
أليس علينا أن نفكر بطريقة مختلفة، وأسلوب مختلف؟
هل نستمر في هذا الضياع والإنكماش والفوقية؟
ألم يحن الوقت لنراجع كل حساباتنا؟ جاء فرنجية، وبشير،وأمين، وعون، رؤساء، فماذا حققنا؟
من يجرؤ على إنتفاضة على الذات، على قلب المفاهيم، على طلة جديدة بأن أولوياتنا ليست التفاهة والسفاهة والهبل وإستسهال السرقات وتغطية النصابين وتأثير المال والسلطة، بل العودة الى الجذور، من الهوية الى اللغة الى الأرض الى المقاومة الى الإنفتاح الى الجسور، الى الوعي، الى الحكمة.
كيف نثور حين نبقى بلا رئيس، وطن مصلوب معلّق، وكلنا نطعنه بحراب الحقد والأنانية.
دمه على أيدينا كلنا.
علينا أن لا نيأس، لكن أيضاً أن لا نستمر هكذا.
الوضع صعب ومعقّد . لكن لا شيء مستحيل، حذار الأوطان كالبشر تموت، وربما تُقسّم أو تُبتلع او تُحتلّ ، نحن شرقٌ ينام على مجزرة ويفيق على إرهاب.
غدنا نحن نصنعه. إما نستسلم للأقدار، أو للسفراء، أو للغرباء، نصبح نحن حجارة و دُمى، يُلعب فينا عند تقرير مصير المنطقة، أو نؤكد على أننا ملح الشرق وسكّره، وأننا قادرون على أن نستحق الحياة والحياة الأفضل ، إذا كنا متضامنين واعين رسلاً فكل نظام جيّد، وإذا كنا منقسمين مجانين فلا خلاص لنا ولو بأفضل الدساتير إذا لم نكن نعرف الى أي مرفأ نحن مبحرون فأية ريح ليست الريح المناسبة.
رفاقي، مارون وألفرد، وانا منذ الجامعة الأميركية طلّاباً حملنا مشعل قضية، في أكثر من موقع، نذكر كل من إرتقى شهيداً،كل من ترك وقرف وبعد واُبعد، كل من ظلمته الأيام، ونبقى طالما فينا عرق ودم لمجد لبنان.
كلمة الملفونو حبيب أفرام
في ذكرى الشهداء السريان في ندوة بعنوان" في النضال والتجربة وآفاق التجربة"
تموز 2024 – الرابطة السريانية
يتم قراءة الآن
-
لبنان يرفض «الاملاءات» ونتانياهو يرد بتدمير صور وبعلبك شروط استسلام تعطّل الدبلوماسية الى ما بعد الرئاسة الاميركية تكتيكات حزب الله في المواجهات البرية تفرض معادلات جديدة
-
لماذا يقتلنا الأميركيون؟
-
يوم اتخذ الشهيد العظيم قراره في 8 اوكتوبر
-
ماذا عن رؤية جنبلاط لمستقبل لبنان من خلال تطبيق بيان عين التينة؟!
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
16:05
المقاومة في جنوب لبنان: استهدفنا عند الساعة 12:00 من ظهر اليوم دبابة "ميركافا" في منطقة الحمامص جنوبي بلدة الخيام بصاروخ موجّه ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح
-
16:04
المقاومة في جنوب لبنان: استهدفنا عند الساعة 02:00 من بعد ظهر اليوم تجمعاً لقوات العدو "الإسرائيلي" في منطقة خلة العصافير في بلدة الخيام بقذائف المدفعية
-
15:50
استهدفنا عند الساعة 11:00 قبل ظهر اليوم تجمعاً لجنود العدو "الإسرائيلي" في منطقة العمرا جنوبي بلدة الخيام بصلية صاروخية
-
15:45
وزارة الدفاع النمساوية: إصابة 8 جنود نمساويين من قوات "اليونيفيل" في هجوم صاروخي على الناقورة، ولا إصابات خطيرة
-
15:41
الطيران الحربي "الاسرائيلي" يخرق جدار الصوت فوق مناطق لبنانية عدة
-
غارة عنيفة على حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت