اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

4 سنوات مرّت على ذكرى انفجار مرفأ بيروت يوم 4 آب 2020، التاريخ الذي حوّل بيروت الحياة، إلى بيروت "الحياة والموت"، بيروت الدواء، إلى بيروت "الداء والدواء".

ولكن، ولأننا شعب يقوم من تحت الرماد، وشعب يولد من رحم الأحزان "حياة وحب"، أعدنا لشوارعك الحياة، وعدنا من الرماد. فنحن شعب لم نعتاد على الوقوع، وإن وقعنا ننهض، وإن وقعنا نقوم، ولو أتى الإعصار.

4 آب، اليوم الذي لم تعد بيروت بعده، "بيروت" التي نعرفها. فالوجع غيّر ملامحها، وكأنها عجزت تلك المدينة التي تنبض حباً وحياة. وإن تمت بيروت، متنا معها...

"حبيبتنا بيروت"، نقف اليوم أمام ذكرى آلامك، يوم أطفأوا نورك، يوم تحوّلت ريحة عطرك إلى دم شهداء، يوم عمّ الحزن قلب كل من أحبك.

أيا بيروت الحبيبة، إن تعب الجميع، فأقلامنا لن تتعب، ولربما تكون هي الوسيلة المتبقية للوصول إلى الحقيقة، وإن لم تتحقق عدالة الأرض، فالسماء لن ترحم. لن ترحم كل من سرق منك الحياة، كل من حوّلك إلى جرح لم ولن يلتئم.

بعد مرور 4 سنوات، أين أصبح التحقيق في ملف مرفأ بيروت؟

في حديث خاص لموقع "الديار"، قال وليم نون، شقيق شهيد مرفأ بيروت جو نون، "القاضي طارق البيطار الموكّل في قضية المرفأ أطلق سراح كل متهم في "قصة التلحيم"، لذا هذه النظرية سقطت. بالنسبة لمسار التحقيق، إن القاضي بيطار عاد إلى مكتبه وعاد إلى التحقيق بعد انتهاء مهمة القاضي غسان عويدات داخل قصر عدل بيروت وتكليف القاضي جمال الحجار للقيام بمهامه. نحن نقترب من القرار الظني وبانتظار خطوة واحدة من القاضي الحجار وهي التراجع عن بعض القرارات التي كان قد اتخذها القاضي عويدات والتي لم تكن قانونية باسم النيابة العامة."

وأضاف نون: "هناك العديد من الضغوطات التي تمارس على هذا الملف، آخرها كان تسوية عرضت على القاضي بيطار والتي كانت أن يتجزأ التحقيق وأن يذهب السياسيون إلى محكمة خاصة. أعتبر أن القاضي بيطار يقوم بواجباته بالكامل بعد سنتين من الغياب، ومن المفترض أن تتضح الأمور، وأكرر أن القرار الظني أصبح قريب جداً."

واعتبر أن "التحركات في الشارع والشغب لم يكن هدفنا يوماً، وقمنا بها في فترة الادعاء على المتهمين (الذين لم يحضروا إلى التحقيق)."

وأكّد نون أن "ليس هناك أي جهة سياسية تعمل في متابعة الموضوع، فالملف لدى نقابة المحامين. وجميع النواب باستثناء نواب الثنائي الشيعي، قاموا بإمضاء العريضة التي قدمناها للأمم المتحدة (من ضمنهم نواب التيار الوطني الحر)."

أما بالنسبة ليوم الأحد الذي يصادف ذكرى مرور 4 سنوات على انفجار المرفأ، لفت نون إلى أن "الانطلاقة إلى المرفأ ستكون من خلال نقطتين تجمع عند الساعة الرابعة. النقطة الأولى في فوج إطفاء بيروت والثانية في ساحة الشهداء، والاثنين ينطلقون عند الساعة الرابعة والنصف إلى المرفأ. نحن نقوم بالتنسيق مع قوى الأمن الداخلي لتسكير الطرقات، كي نتفادى الحوادث التي قد تحصل. البرنامج ينتهي عند الساعة السادسة والنصف حيث سنبحث في كل ما حصل وبالمسار الذي رسمناه، وسنقوم بتوجه مباشر للقاضي الحجار، وسنقوم بتسمية من عرقل التحقيق كي نضع الجميع في صورة آخر التطورات."

ودعا نون الجميع للمشاركة في هذا اليوم، قائلاً: "مش كرمالي ولا كرمال حدا، انزلوا كرمالكم."

وقال: "حاول العديد خلط حياتي الشخصية بالقضية، لن أرد عليهم، هذا أنا وهذا أسلوبي ولن أحاول إرضاء أحد. القضية قضيتي ولن تتحول إلى قضية سياسية، نحن في معركة قضائية ولسنا في نشاط سياسي ولا معركة انتخابات."

ونفى نون خبر اعتراضه وانتقاده لمهرجانات أعياد بيروت التي أقيمت في بيروت، قائلاً: "الحديث ليس عن لساني، المهرجانات يجب أن تحصل ويجب أن تعود الحياة لبيروت، فاقتصادنا يتأثر جداً في الموسم السياحي."

وشدد نون على أن "فكرة الهجرة ليست موجودة وحتى لو أتى القرار الظني، ولكل من يقول إن أهالي شهداء مرفأ بيروت "مدعومون من أي جهة"، أيعقل أن تقوم أي جهة بتمويلنا لنسكت عن الحق وأن نرضى بها؟ كيف تقولون إنهم "يمولوننا" ونحن ما زلنا هنا نقف ونحارب كل يوم؟ نحن لدينا حياة مهنية نتعب بها، لماذا يريدون أن نكون في صورة نمطية معينة فقط لأننا أهالي ضحايا؟"

وتمنّى أن "يلتزم الجميع في 4 آب بأنه يوم حداد وطني وله رمزيته".

الأكثر قراءة

العلويّون ضحايا العلويين