اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


اعتادت حركة حماس اغتيال قادتها من قبل العدو الاسرائيلي، فهذه الحركة التي وُلدت عام 1987 كان هدفها القتال والمقاومة المسلحة لأجل تحرير فلسطين، ولا بد لكل من ينضم الى حماس أن يعتبر نفسه مشروع شهيد، سواء كان يعمل في الشق العسكري أم الشق السياسي، وكثر من قادتها شهدوا على ذلك. اليوم تم اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وهو يمثل السلطة التنفيذية للحركة، ويتكون من لجنة تنفيذية من 18 عضوا منهم رئيس ونائب له، ينتخبهم مجلس شورى الحركة، ليقوموا بعدها هم كأعضاء جدد للمجلس السياسي انتخاب رئيس المكتب ونائبه.

إذا من الطبيعي بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي إما البحث عن نائب الرئيس، أو الاحتكام الى انتخابات جديدة يقوم بها مجلس شورى حركة حماس الذي يتألف من 50 عضواً بحسب المعلومات المتوافرة عنه كون الحركة تسعى قدر الإمكان للحفاظ على سرية نشاطاتها، وبالتالي بحسب مصادر فلسطينية متابعة إن الإجراءات المتبعة في مثل الحالة التي تمر بها اليوم حركة حماس معروفة ولكن من المرشح الأوفر حظاً وهل تتغير آلية التعيين خلال الحرب؟

كان من المفترض بحسب المصادر أن يتولى نائب اسماعيل هنية مسؤولية رئاسة المكتب السياسي بعد اغتياله، ولكن النائب، وهو صالح العاروري، غير موجود بسبب اغتياله في بيروت، وبالتالي لا بد من اجتماع لمجلس الشورى.

تكشف المصادر أن هناك مساعي جدية من قيادة حركة حماس لأن تقوم بالاجراءات كما ينبغي، وهي تسعى اليوم لجمع مجلس الشورى أو على الأقل نصاب الحضور المطلوب من اجل سد الفراغ في رئاسة المجلس، سواء بالتعيين المباشر، أو بالتوكيل الى حين تحسن الظروف والتمكن من إتمام التعيين.

إذا بحسب المصادر هناك احتمال أن يتم توكيل أحد مسؤولي حركة حماس بمهمة رئاسة المكتب، ومن الممكن التعيين بحال تمكن مجلس الشورى من ذلك، كاشفة أن الأسماء التي تُطرح لهذا الموقع غير مفاجئة، فعلى سبيل المثال يتم ذكر كل رؤساء حركة حماس في أقاليم الحركة في غزة يحيى السنوار، في الضفة زاهر جبارين، وفي إقليم الخارج خالد مشعل، وهؤلاء بحسب المصادر هم الاعلى رتبة حالية بقيادة الحركة، وتُشير المصادر الى أن الاسم المرجح بين هؤلاء قد يكون خالد مشعل لاعتبارات أساسية تتعلق بالقدرة على التحرك والسفر وإجراء اللقاءات، بخاصة أنه يعيش خارج فلسطين، بينما يحيى السنوار غير متاح إطلاقاً في الظروف الراهنة بسبب الحرب.

بالتأكيد، فإن عيون أكثر من دولة عربية وإقليمية موجهة نحو هذا المنصب، فهناك صراع لا يُخفى على أحد حول النفوذ داخل قيادة حركة حماس، وقيل الكثير حول مؤامرات وسيناريوهات تسببت باغتيال هنية من أجل استبداله، وهذه كلها تنفيها المصادر مؤكدة أن حركة حماس وعلاقاتها الاقليمية، قبل طوفان الاقصى، تختلف تماماً عما هي بعد طوفان الاقصى، وأن أحداً لا يمكنه اختصار موقف الحركة اليوم، وفي ذلك إشارة الى علاقة خالد مشعل مع إيران وحزب الله وسوريا، علماً ان الرجل كان منذ 10 سنوات في صفّ المعارضة السورية ضد أطراف المحور الذي تنتمي إليه حركة حماس اليوم، وهو الذي انتُخب اسماعيل هنية بديلا عنه عام 2017 ليصحح علاقة حركة حماس مع سوريا وإيران.

كذلك هناك قطر وتركيا، فالعلاقة بين حركة حماس وهاتين الدولتين ليست علاقة بسيطة، بل هي معقدة ومركبة، وبالتالي سيكون لهما رأي في تعيينات الحركة، حيث يُفترض أيضاً أن يُعين نائباً لرئيس المكتب السياسي.

تمر حركة حماس في أوقات حساسة، إذ يكاد هذا الموقع أن يكون مهماً بقدر مواقع رؤساء الدول في المنطقة، كما أنه الى جانب القيادات الثلاث المذكورة اعلاه لا يجب التقليل من حجم وقدر عضو المكتب السياسي خليل الحية، تقول المصادر، مشيرة الى أن الرجل بات يحتل موقعاً متقدماً جدا في هيكلية حماس، وله رأي وازن جداً، وسيبقى، حتى ولو لم يتم انتخابه للموقع أو تعيينه مسؤولاً مؤقتاً عنه.

واخيرا، قد يكون الحل الاسهل بالنسبة لحركة حماس حاليا، للخروج من حالة المد والجزر والحد من التدخلات، هو تكليف مجلس الشورى من خلال رئيسه إدارة شؤون الحركة وترؤسها خلال المرحلة المقبلة الى حين انتهاء الحرب والبناء على الشيء مقتضاه.

بعد كل هذا التحليل، فإن المعلومات المؤكدة تشير الى ان القيادي في حركة حماس خليل الحية هو الأوفر حظا لتولي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لفترة انتقالية محددة.

الأكثر قراءة

كيف أبعد تيمور و"المملكة" جنبلاط الأب عن بري وميقاتي!