هل هي "مزحة" أن يزور وزير خارجية أقوى دولة في العالم "اسرائيل"، ليخرج نتانياهو بعد اللقاء مكرراً نفس المواقف والكلام، بخصوص موقفه من التفاوض مع حركة حماس ووقف الحرب الذي كان يقوله قبل اللقاء؟ هل فعلاً فقدت الإدارة الأميركية السيطرة على نتانياهو؟ أم أن الإدارة الاميركية لا ترغب بإنهاء الحرب بل بتأجيل الضربات الإيرانية وضربات حزب الله، خشية التورط بحرب إقليمية لا تُريدها قبل الانتخابات الرئاسية؟ أم أن نتانياهو أصبح أقوى من الاميركيين، ويمكنه تسييرهم كما يُريد في المنطقة؟
أسئلة كثيرة حول حقيقة الموقف الأميركي من التفاوض والحرب و"اسرائيل"، وموقف نتانياهو من الاميركيين قبل زيارته الى الكونغرس وبعدها، علماً أن الكثير قيل عن هذه الزيارة، وعن أن الاميركيين أعطوا الضوء الأخضر لنتانياهو لكي يخوض مغامراته الجنونية في الضاحية الجنوبية وفي قلب طهران أيضاً، وهو ما تؤكد مصادر عليمة بالموقف الأميركي عدم دقته، مشيرة الى أن نتانياهو لم يحصل على الضوء الاخضر من إدارة الرئيس جو بايدن، إنما حصل منها على إشارات ضعف ووهن، جعلته يلعب على هذا الوتر لمحاولة جر الاميركيين الى الحرب مع إيران.
اليوم في ملف التفاوض تعود الأسئلة عن دور الأميركيين الى الواجهة. فعلى الرغم من الموقف السلبي الذي أظهرته حركة حماس من جولة المفاوضات التي عُقدت في الدوحة، والتي كانت هادفة إلى الوصول إلى إتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل أسرى بين الحركة و"إسرائيل"، بسبب الشروط الجديدة التي يريد نتانياهو فرضها على الطاولة، إلا أن الولايات المتحدة لا تزال مصرة على بثّ الأجواء الإيجابية، وهي لهذه الغاية أرسلت وزير خارجيتها أنتوني بلينكن من جديد إلى المنطقة، الأمر الذي يطرح الكثير من الأسئلة حول أسبابه.
في هذه السياق، لدى مصادر فلسطينية متابعة قناعة بأن الولايات المتحدة عاجزة أو غير جادة في الوصول إلى إتفاق، وإلا لكانت بادرت إلى فرض ضغوط جدية على "تل أبيب" من أجل الذهاب إلى ذلك، تختلف عن ضغوط المواقف والتصريحات السياسية، خصوصاً أن الجميع بات يعلم أن "إسرائيل" غير قادرة على الإستمرار في المعركة، من دون المساعدات التي تقدم لها من قبل واشنطن، والتي لا تتوقف عند العسكرية منها، بل تشمل تأمين الحماية لها في المحافل الدولية.
وترى هذه المصادر أن الإدارة الأميركية، في ظل المنافسة الشرسة التي تتعرض لها من المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب، تريد أن ترسل إشارات بأنها تسعى إلى الوصول إلى إتفاق لوقف إطلاق النار، تسعى من خلاله إلى كسب تأييد الجاليات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة، ولكن هل فعلا لا تريد الادارة الاميركية وقف الحرب؟
بحسب المصادر العليمة بالموقف الأميركي، فإن الإدارة الحالية ترغب بكل تأكيد بإنهاء الحرب، ولو بصورة تُخرج نتانياهو منتصراً، ولكنها بكل تأكيد ترغب بخوض الانتخابات الرئاسية بحرب متوقفة ومنتهية لا بحرب مشتعلة واحتمالات حرب اقليمية مرتفعة، ولكن يُدرك نتانياهو أن الإدارة الاميركية الحالية في أضعف حالاتها، وأن الدولة العميقة في اميركا هي الداعمة الاساسية لـ "إسرائيل"، وهي من يقدم صفقات السلاح والمال، لا بايدن. وبالتالي يجب فصل علاقة نتانياهو بأميركا عن علاقته ببايدن وإدارته.
وتؤكد المصادر أن نتانياهو يسعى خلال الوقت المتبقي قبل الانتخابات الاميركية، أن يحقق كل ما كان يعمل من اجله من عشرة أشهر الى اليوم، مشيرة الى أنه لن يعطي الديموقراطيين ورقة رابحة بحال كانت المؤشرات تُظهر تقدم ترامب والجمهوريين بالانتخابات، والعكس أيضاً، مع تقدم الديموقراطيين اليوم حيث لن يرغب نتانياهو بخلق صراع مع إدارة جديدة قبل وصولها، لذلك هناك علاقة تكاملية بين مواقف نتانياهو والصراع الانتخابي في أميركا.
نعم، تحتاج وترغب الإدارة الاميركية بإنهاء الحرب لأجل الانتخابات بالدرجة الأولى والثانية، ومن أجل منع الانزلاق الى حرب اقليمية واسعة بالدرجة الثالثة، ولكنها اليوم غير قادرة بمفردها على إخضاع نتانياهو، لذلك قد يكون هناك حاجة الى ما أكبر من الضغط الأميركي.
الأكثر قراءة
-
عون: انكسار اي طرف انكسار للبنان وسلام: لا اقصاء الثنائي الشيعي يوازن بين المواقف: مشاركة مرهونة بالتوافق الوطني بيطار يُحيي ملف المرفأ وتحذيرات من «دعسة ناقصة» في توقيت حساس
-
كرة النار أمام القصر وأمام السراي
-
مَن جاء بنواف سلام وأطاح بميقاتي... وما هي حكاية سيناريو الليل والفجر ؟ كيف انقلب الملتزمون على وعودهم؟ وما هي اجواء الإشارات الخارجيّة ؟
عاجل 24/7
-
08:47
مستشار الأمن القومي لترامب: نحن بحاجة إلى مناقشة مستقبل وفعالية قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان
-
08:47
"رويترز": تيك توك تستعد لإغلاق التطبيق في أميركا الأحد المقبل
-
08:46
"هآرتس": "إسرائيل" تعد نفسها للانسحاب تدريجيا من مناطق في غزة مثل ممر نتساريم ومعبر فيلادلفيا ضمن المرحلة الأولى من الصفقة
-
08:46
"رويترز" عن مسؤول "إسرائيلي": مفاوضات صفقة التبادل وصلت إلى مرحلة حرجة رغم أن بعض التفاصيل تحتاج إلى حل
-
08:40
هاشم لـ"صوت كل لبنان": الكتلة لم تكن يومًا سلبية في تعاطيها السياسي لكن ما سبق الاستشارات من تفاهمات لم يُلتزم بها أو تم الخروج عليها دفع الكتلة إلى اتخاذ هذا الموقف وما زال هناك متسع من الوقت لإعادة صياغة التشكيل الحكومي وعندما نلمس تعاطيًا إيجابيًا وجديًا سيكون موقفنا إيجابيًا
-
08:39
عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم لـ"صوت كل لبنان": الكتلة تتجه حاليًا إلى عدم المشاركة في الاستشارات النيابية غير الملزمة لتشكيل الحكومة المقبلة وأن هذا التوجه يُسجَّل كموقف مبدئي يعكس حرص الكتلة على المساهمة في تحقيق نتائج إيجابية خصوصًا في القضايا الوطنية الكبرى