اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يولي حزب الله ملف النزوح اهمية كبرى، توازي اهتمامه بالشق المتعلق بالحرب واستعداداتها العسكرية. فالحزب يُدرك أن الظروف الداخلية وحتى الخارجية التي رافقت حرب عام 2006 تختلف عما هي عليه اليوم، وبالتالي يجب الاهتمام بملف النزوح لكيلا  يكون عبئاً على البيئة والحزب بحال وقعت الحرب.

منذ ما قبل اندلاع الحرب على غزة بعد عملية طوفان الأقص، كان الحزب قد وضع على الورق خطة لنزوح الجنوبيين وسكان الضاحية الجنوبية بحال وقعت حرب مع "اسرائيل"، كان الجميع يتوقع وقوعها دون تحديد الزمن. ومع بدء الحرب بدأت المرحلة الاولى من الخطة من خلال تأمين آلاف الجنوبيين الذين تركوا قراهم الحدودية، فكان تأمين المنازل والغالبية دون مقابل في قرى جنوبية بعيدة نسبياً عن ساحة الحرب، وتأمين المساعدات الغذائية والصحية، بحيث لا يدفع النازح ليرة واحدة مقابل حصوله على الرعاية الطبية.

لجان مختصة بالنزوح تعمل داخل الحزب بشكل يومي، وقد أنشأت منذ بداية الحرب جداول تضم أسماء كل النازحين، وتوزع المساعدات عليهم من خلالها وفي اماكن تواجدهم، ولكن كل هذا لا يكفي لأجل مقاربة هذا الملف بحال توسعت الحرب، لذلك تم اعداد خطة متكاملة منذ البداية، تتضمن اماكن نزوح السكان في الشمال وعكار تحديداً، مع التجهيز لإقامة مطابخ مركزية تؤمن الطعام للجميع، كما باقي الاحتياجات، ولكن العمل على التفاصيل اللوجستية لهذه الخطة بدأ منذ اسابيع قليلة، بحسب مصادر معنية.

بحال سئل أحد مسؤولي حزب الله منذ شهرين عن احتمال اندلاع الحرب، يكون الجواب بأن الأمر مستبعد جدا، ولكن هذا الجواب اختلف مع تعنت نتانياهو ورفضه وقف الحرب، واغتيال فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية، فالحرب بين لبنان و "اسرائيل" أصبحت ضمن الاحتمالات القائمة، وعليه بدأ العمل على هذا الأساس.

وتكشف المصادر أن الحزب بدأ ورشة الاستعدادات منذ أسابيع قليلة، وقد طوّر خطته للنزوح بناء على المعطيات الجديدة، وبات في كل قرية وبلدة لجنة مختصة قامت بتسجيل أسماء كل العائلات، وحصر الاعداد، ورسمت خط المسير من القرية الى مكان النزوح الخاص بها داخل لبنان وفي سوريا أيضاً، ويبدأ عمل هذه اللجان على الأرض في اللحظة التي يصدر بها أمر الاخلاء، حيث ستواكب النازحين لحظة بلحظة، الى حين وصولهم الى المحطة الخاصة بهم.

كذلك عمد الحزب خلال الأيام الاخيرة الى تجهيز عشرات آلاف الفرش، بعد التعاقد مع مصانع لصنعها، ومثلها من الوسائد أيضاً، وتم توزيع هذه المستلزمات على نقاط محددة في عدد من المناطق تحسباً لوقوع الحرب، وتم تخزين عدداً منها في اماكن مختلفة.

يعمل حزب الله في ملف النزوح على اعتبار أن الحرب قائمة، ولكن لا يعني حتمية الوصول الى الحرب، بحسب المصادر ، إنما في ظروف معقدة كالتي نعيشها يُفترض أن يكون كل شيء محضراً مسبقاً، لكيلا تقع المشكلة بعد اندلاع الحرب.

الأكثر قراءة

ابن عم نتنياهو يكشف مفاجآت مثيرة