أسرار الدهون... ما هو مُفيد وما هو ضار؟

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لطالما ارتبطت كلمة "دهون" في أذهان الكثيرين بالسمنة والأمراض المزمنة. ولكن الحقيقة أكثر تعقيدًا من ذلك بكثير. فالدهون ليست مجرد مادة تخزين للطاقة، بل هي عنصر أساسي في بناء الجسم وعملياته الحيوية. تلعب الدهون دورا مهما في جسم الإنسان، على عكس ما يعتقده الكثيرون، حيث من دونها لا يمكن امتصاص بعض الفيتامينات، ولن يعمل الدماغ بصورة طبيعية وتسوء حالة الجلد.

ووفقا للدكتورة يكاتيرينا كازاتشكوفا، أخصائية الغدد الصماء، عندما يفتح الشخص الثلاجة يجد فيها الزبدة والزيت النباتي والأفوكادو، التي جميعها تحتوي على دهون مختلفة تماما. ولكنه لا يفكر لماذا بعض الدهون صلبة وأخرى سائلة، ولماذا ينصح خبراء التغذية بتناول دهون معينة واستبعاد أخرى. تكمن الإجابة على هذه الأسئلة في طبيعة الدهون وتركيبها الكيميائي وتأثيرها في الجسم.

وتشير الطبيبة، إلى أن الدهون تقسم إلى "مفيدة" و"ضارة" لأنها تتكون من أحماض دهنية وغليسيرين، ونسبة هذه المكونات في الدهون تحدد فائدتها أو ضررها. كما هناك دهون حيوانية المصدر ودهون نباتية المصدر. النوع الأول موجود في اللحوم ومنتجات الألبان والبيض ومعظمها دهون مشبعة، ما يجعلها صلبة في درجة حرارة الغرفة. أما النباتية فتحتوي على أحماض دهنية غير مشبعة وهي سائلة في درجة حرارة الغرفة وتعتبر أكثر فائدة للصحة.

ولكن هناك مجموعة خاصة من الأحماض الدهنية غير المشبعة، مثل أوميغا-3 الضرورية لجسم الإنسان لأن الجسم لا يمكنه إنتاجها ولا يحصل عليها إلا مع الأطعمة وخاصة من الأسماك الدهنية(السلمون والتونة وغيرها) والمكسرات وبصورة خاصة الجوز.

وتشير الطبيبة، إلى أن الكوليسترول يرتبط بالدهون ما يثير خوف وقلق الكثير من الناس، مع أنه ضروري للجسم لأنه يشارك في إنتاج الهرمونات وفيتامين D، ولكن المشكلة تبدأ عندما يرتفع تركيزه في الدم. ووفقا لها، ينتج جسم الإنسان الكوليسترول ويحصل على جزء منه مع الأطعمة الحيوانية المصدر لأن النباتية لا تحتوي على الكوليسترول.

ولكنها تحذر من استبعاد الدهون الحيوانية تماما من النظام الغذائي لأنها تحتوي على مكونات غير موجودة في الأطعمة النباتية، مثل حمض الأراكيدونيك الضروري لعمل الدماغ والجهاز العصبي، أي أن جسم الإنسان يحتاج لكليهما، ولكن بصورة متوازنة.

انواع الدهون

هذا وتتنوع الدهون التي نتناولها إلى عدة أنواع، ولكل نوع منها دوره و تأثيره المميز على الجسم. يمكن تصنيف الدهون بشكل عام إلى ثلاث فئات رئيسية:

- الدهون المشبعة: توجد بشكل طبيعي في اللحوم الحمراء والزبدة والأجبان ومنتجات الألبان كاملة الدسم. ويرتبط الإفراط في تناولها بزيادة مستوى - الكوليسترول الضار في الدم وخطر الإصابة بأمراض القلب.

- الدهون غير المشبعة: وتنقسم إلى نوعين رئيسيين:

- أحماض دهنية أحادية غير مشبعة: توجد في الأفوكادو والمكسرات وزيت الزيتون. وهي تساعد على خفض مستوى الكوليسترول الضار وزيادة مستوى الكوليسترول النافع.

- أحماض دهنية متعددة غير مشبعة: توجد في الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة، والبذور والمكسرات. وهي تلعب دوراً هاماً في صحة القلب والدماغ.

- الدهون المتحولة: تنتج هذه الدهون عن عملية الهدرجة، وهي عملية صناعية تهدف إلى جعل الزيوت السائلة صلبة. ترتبط الدهون المتحولة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.

أخيراً، ليست كل الدهون سيئة، بل إن بعضها ضروري لصحة الجسم.  فهم أنواع الدهون المختلفة ودورها في الجسم يمكن أن يساعدك على اتخاذ خيارات غذائية صحية للحفاظ على صحتك ووقايتك من الأمراض. في الأقسام التالية، سنتناول بالتفصيل كل نوع من الدهون، مصادره، فوائده وأضراره، وكيفية تضمينه في نظام غذائي صحي ومتوازن.