اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

ماذا يخفي نتانياهو من مخططات عسكرية وسياسية خطرة للمنطقة؟!


ماذا يريد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو لدولة «اسرائيل»؟ وكيف يمكنه تحقيق ذلك؟

قد يكون الهدف الأبعد لنتانياهو، وهو لن يستطيع تحقيقه، هو فلسطين من دون فلسطينيين! أي الترانسفير! فهذا برأيه هو حق إلهي «توراتي» للشعب اليهودي!

نتانياهو لا يريد لا حل الدولتين ولا الاعتراف للفلسطينييين بأي حق آخر! وبالتأكيد فإن كثيرين من قادة «اسرائيل» سيكملون بهذا الهدف وهذا الاتجاه! خاصة بعد القانون الذي تمّ التصويت عليه في الكنيست الاسرائيلي مؤخراً في 18 تموز الماضي ضد إنشاء دولة فلسطينية!

خفايا «الرحلة» العسكرية!

في الحرب، يسعى نتانياهو الى إعادة الهيبة الى الجيش الاسرائيلي لتعود صورة الجيش الذي لا يقهر! وهو يريد تبديد صورة 7 أكتوبر بتحقيق انتصار عسكري، أو أمني بطعم عسكري!

وهو يسعى في غزة الى اغتيال يحيى السنوار والى استعادة الرهائن. هؤلاء الرهائن هم نقطة ضعفه في المعركة! وإن كان يفضل الاستمرار في المعارك على عودتهم أحياء! واحتلال كامل لرفح هو على نار «مفرملة» بسبب الكثافة السكانية، التي يمكن أن تتسبب بفاتورة بشرية كارثية مضاعفة لما هي عليه حالياً على الأقل!

كما يسعى نتانياهو الى فرض حكم على غزة في «اليوم التالي» غير فلسطيني، عربي خليجي على الأرجح، بإشراف اسرائيلي. لذلك، هو لا يوافق على أي نوع من أنواع التفاوض الذي يتطلب منه «وقف دائم لإطلاق النار» أو «انسحاب كامل من غزة»!

ويسعى في الضفة، للسيطرة عليها «عسكرياً» بالكامل، لمنع إمكان قيام أي انتفاضة «مسلحة»، وتكريس أمن الضفة الداخلي بيد الجيش الاسرائيلي، بانتظار ترحيل أهلها شيئاً فشيئاً.

وهو يحول الضفة الى سجن كبير. وينقل قادتها الى سجونه! وقد أصبحت هذه السجون تكتظ بحوالى 10.000 سجين، بعدما كانوا حوالى 1.500 سجين في مطلع الحرب!

ويسعى في لبنان، الى استمرار الحرب الجارية، والى استمرار «اصطياد» قيادات حزب الله بالاغتيال الموجه تكنولوجياً، المدعوم من خرق الموساد لأمن الحزب.

والأهم أنه يسعى الى حرب شاملة لإعادة سكان الشمال الاسرائيلي الى «مناطقهم وقراهم»، وبخاصة أنهم يضغطون عليه كثيراً. ويصرِّحون أنهم لن يعودوا ما دام هناك مخاطر من حزب الله تجاههم!

ويسعى في إيران، الى ضرب المفاعل النووي، عاجلاً أم آجلاً، مع حرب إقليمية أو من دونها.

كما يسعى لـ «توريط» الأميركيين في هذه الحرب الإقليمية بعد انتخاب الرئيس الأميركي المقبل. أي بعد 5 تشرين الثاني!

ويأمل نتانياهو أن يفوز بالانتخابات الرئاسية الأميركية «صديقه» دونالد ترامب ليتعاونا معاً في إعادة رسم المنطقة!

كما يسعى للرد الموضعي على أذرع إيران الحوثية في اليمن، و «الميليشياوية» في العراق.

نتانياهو لم يكن راضيا على الرئيس جو بايدن ولا على إدارته! وذلك، على الرغم من حصوله منها على كل المساعدات الممكنة (وعلى 26 مليار دولار بعد الرد الإيراني بدلاً من ال 14 مليار التي لم يكن يحصل عليها قبل الرد). وذلك، بسبب خلافهم على الأجندا، وبسبب محاولة بايدن وإدارته عدم تلوين إدارته بكل الدماء التي يتسبب بها نتانياهو في غزة!

ويسعى في سوريا، الى اغتيالات... إيرانية ولبنانية، والى ضربات لمخازن وذخائر إيرانية ولبنانية، من دون التصويب على أهداف توسعية إضافية. فالوضع مع سوريا غير مقلق بالنسبة إليه، مع سيطرته الدائمة على الجولان. وهذه السيطرة برأيه ليست بخطر!

في الرحلة السياسية!

في السياسة، يعمل نتانياهو على 3 مستويات؛ على مستوى السياسة الاسرائيلية الداخلية، على مستوى السياسة العربية وعلى مستوى السياسة الدولية.

قد يكون الموضوع السياسي الأسهل لنتانياهو هو السياسة الدولية، مع دعم أميركي وأوروبي لا متناهٍ، ومع نشاط اللوبي الصهيوني القوي جداً، وبخاصة مع تحركات الأيباك التي لا تهدأ. وهو ما يضمن له فيتو أميركي في مجلس الأمن عند الحاجة! بالإضافة الى مساعدات عسكرية ومالية تصل إليه على الدوام. وقد وصلت المساعدات المالية خلال عشرات السنوات الى حوالى 175 مليار دولار.

فهذا الدعم الدولي لاسرائيل غير مشروط. ويستفيد منه أي وكل رؤساء الحكومات في «اسرائيل».

ولا يخشى نتانياهو من المؤسسات الدولية؛ لا من محكمة العدل الدولية التي يهاجمها بقوة بسبب مذكرة التوقيف التي اتخذتها ضده (بالتوازي مع مذكرة ضد يحيى السنوار)، ولا من الهيئة العامة في الأمم المتحدة التي يبقى قرارها، ولو بالاجماع، وعلى أهميته، استشارياً وغير ملزم!

نتانياهو يعتبر نفسه، كما يعتبر «اسرائيل» فوق القانون الدولي. ويحظى بمعاملة دولية فريدة! كما حصل مع استقبال رياضيي «اسرائيل» في الألعاب الأولمبية الأخيرة في باريس، واستبعاد رياضيي روسيا بالمقابل!

والأهم أن نتانياهو لا يخشى من قرارات مجلس الأمن، مع خزان هائل من 3 فيتوهات لكل من قراراته، أي الأميركي والبريطاني والفرنسي، علماً أن الفيتو الأميركي وحده يكفي!

وكذلك يدرك نتانياهو، أنه يستطيع الاعتماد على أصدقاء «اسرائيل» في عالمي المصارف والإعلام للدعم عند الحاجة ولتلميع صورته وصورة «اسرائيل» ولتشويه صور الآخرين!

عربياً، يعتبر نتانياهو أن اتفاقات أبراهام هي حجر الأساس لبناء علاقاته.

وسيركز نتانياهو على هذه الاتفاقات التي تمّ توقيعها في شهر أيلول 2020 بين «اسرائيل» وبين دولة الإمارات العربية والمغرب والبحرين. وهو يعتبر أنها تسعى الى إدخال الشرق الأوسط فعلياً في القرن الحادي والعشرين!

ويعتقد نتانياهو أن الاتفاق مع السعودية، وحتى مع دول خليجية أخرى ممكن في المستقبل. وذلك، بعد التطبيع المستمر مع كل من مصر والأردن. وهو يعتبر أنه لا مشكلة مع قطر التي تؤدي دور الوسيط بينه وبين حماس، ولا تؤدي دور العدو!

أبعدت أحداث 7 أكتوبر ومجازر «اسرائيل» التي تلتها ضد أهل غزة، أبعدت التوسع في اتفاقات أبراهام. وأبعدت بحسب نتانياهو الشراكة مع الدول العربية ودول الخليج!

في الداخل الاسرائيلي، معركة نتانياهو هي الأصعب! ففي زمن الحرب تبقى «السكاكين» مخفية! وتنجح «اسرائيل» في أنه: في زمن الحرب ليس هناك يمين ويسار! ما يعني أن الحرب هي حطب ثورة نتانياهو على خصومه في الأحزاب الأخرى! كلما اشتعلت، كلما ابتعد عنه كأس الرحيل عن السلطة، الذي سيتجرعه عاجلاً أم آجلاً!

في هذه الأثناء، يفضل نتانياهو الخيارات العسكرية! يريد أن تضرب الولايات المتحدة إيران. وقد يذهب بنفسه (وبطائرات جيشه) لضرب أي محاولة لتطوير المفاعل النووي الإيراني! ولكنه الآن، يحاول أن يسحق إمكان «التنفس العسكري» في الضفة، كما يريد إعادة مهجري الشمال الى «بيوتهم وقراهم» ومستوطناتهم! ولما كان يدرك أنه يستحيل أن ينسحب حزب الله من منطقة جنوب الليطاني، فهو لن يتردد بشن حرب شاملة على لبنان!

في ذهن نتانياهو، يريد رئيس الحكومة الاسرائيلية مخرجاً كالأبطال! وهو يدرك كل ما سيواجهه عند خروجه من الحكم! وهو إذا كان يسعى الى تحقيق مصلحة «اسرائيل» أولاً، إلا أنه يرى أن مصلحة «اسرائيل» هي من ضمن مصلحته الشخصية، حتى ولو كانت تمر بإشعال المنطقة بأسرها... على طريقة نيرون!

* كاتب وخبير في الشؤون الدولية

الأكثر قراءة

صواريخ المقاومة تشلّ مطار بن غوريون: تل أبيب تحت النيران «إسرائيل» توسع نطاق عدوانها البري