اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

امس في بلدة طوباس في الضفة الغربية، قامت مسيرة عسكرية اسرائيلية بالقاء متفجرات على خمسة شبان كانوا يقفون في الشارع العام، فاصيبوا ووقعوا ارضا. فقامت قوات من الجيش الاسرائيلي بتطويق الخمسة الذين وقعوا على الارض، وكان ثلاثة منهم قد اصبحوا شهداء فيما بقي شابان ينزفان، فحضرت سيارات الاسعاف من الهلال الفلسطيني بخمس سيارات لانقاذ الجرحى او الشهداء، لكن الجيش الاسرائيلي منعهم حتى نزف الشابان بكل دمائهما واستشهدا. وهنا، منع الجيش الاسرائيلي نقلهم، بل احضروا الاسعاف الاسرائيلي ونقلهم الى جهة مجهولة. كما اصيب شاب برصاص قناص، فلجأ الى منزل في الشارع ذاته، فقام الجيش الاسرائيلي بتطويق المبنى ومنع الاسعاف من الدخول، ولاحقا تم انزال الشاب المصاب برصاص قناص شهيدا واخذه ايضا جيش الاحتلال.

هذه الوحشية لدى الجيش الاسرائيلي نابعة من الاوامر التي يعطيها رئيس الوزراء نتانياهو. انها جريمة ضد الانسانية، وما حصل ايضا هو جريمة حرب، ان يتركوا الجرحى ينزفون حتى يستشهدوا، او المصاب الذي لجأ الى مبنى تم سحبه شهيدا، ربما لانه نزف او ربما لان الجيش الاسرائيلي اطلق النار عليه عند دخوله المنزل في بناية في طوباس في الضفة الغربية المحتلة.

ولننتقل الى مخيم جنين الذي قام الجيش الاسرائيلي بعملية ضده، فقد استخدم 14 جرافة وهي «دال تسعة»، وهي اكبر جرافة تعمل في العالم. وقام بجرف الطرقات كلها حتى لا تستطيع السيارات استعمالها، وجرف الارصفة، وقطع أنابيب المياه حتى لا تصل الى المنازل، كما قطع خطوط الكهرباء والانترنت وتوصيلاتها كلها وجرفها بالطرقات حيث كانت، كما نزعها عن العواميد التي تصل الى مخيم جنين، واعتقل 112 شابا من المخيم، وقتل 16 شهيدا واصاب 46 جريحا، وبعد ذلك انسحب من مخيم جنين وقطع عنه سبل الحياة، من ماء وكهرباء، وحفر الطرقات حتى لا تستطيع الوصول اليه، وهذه هي همجية الصهيوني بنيامين نتانياهو رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي في فلسطين المحتلة.

واذا تكلمنا، فلا ننسى ما حصل في طول كرم حيث قام الجيش الاسرائيلي باطلاق النار على المنازل، وطلب من الاهالي النزول الى الطرقات، ووضع الشبان على الجدران رافعين ايديهم وهم ينظرون الى الجدار، وبدأ التحقيق معهم. واعتقل قسمأ كبيرا منهم لم يتم ذكر عددهم، كما جرف مخيم طول كرم ونابلس جرفا كاملا، كما حصل في جنين وكما وصفنا انفا.

والجيش الاسرائيلي يعمل على الغاء الحياة في الضفة الغربية للشعب الفلسطيني، وعلى الغاء مقومات البقاء على قيد الحياة. وعندما قرر جهاز «الشاباك» نقل الاسرى الى السجون، رفض الجيش الاسرائيلي هذا الامر بحجة ان السجون مكتظة. وتم نقل قسم كبير منهم الى سجن في النقب، وليس في منطقة الضفة الغربية او منطقة 1948 القريبة من الضفة الغربية، بل الى صحراء النقب البعيدة.

وبعد ذلك يهدد نتانياهو بالتحرك نحو الشمال. ويتفق معه غالانت، ويعلن ان الجهد العسكري اصبح على حدود شمال فلسطين المتحلة، وان الخطة ستكون فصل البقاع عن الجنوب، وان الجيش الاسرائيلي سيهاجم منطقة البقاع الغربي، لكن الجهود باتجاه لبنان. واذا كان الصهيوني لم يستطع خلال شهر السيطرة، فكيف ستكون حرب الجيش الصهيوني على جنوب لبنان؟ فلن تكون 11 شهرا، بل ستكون 11 سنة، وسيتكبد الجيش الاسرائيلي خسائر كبيرة على يد مقاومة حزب الله، وهو لا يعرف ما تخبئ له مقاومة حزب الله، سواء من انفاق او اسلحة او صواريخ. وهل ستسلم نهاريا وحيفا وتل ابيب من صواريخ حزب الله ازاء قيام الطيران الاسرائيلي بقصف الجنوب وصيدا وشرق البقاع قرب بعلبك الهرمل، كما تقول الخطة الاسرائيلية التي اعلنها «واللا»؟ واذا تقدم الجيش المزيد داخل الجنوب كما يريد، وتم الاعلان أنه مطلوب تهجير اهالي الخيام واهالي بنت جبيل واهالي النبطية كي يصبحوا عبئًا على حزب الله، وبهذا الشكل يتم تهجير اكثر من 130 الف مواطن من المواطنين الذين يؤيدون الحزب. كذلك تذكر الخطة ان مناطق من صور الكبيرة سيتم قصفها، ولهذا فان اسرائيل ستقدم، ان شاء الله، على الانتحار بحربها على جنوب لبنان، وستتكبّد خسائر كبيرة، مع التحية لصمود المناضلين في قطاع غزة والضفة الغربية. لكن وضع الجنوب يختلف كليا، وقوة حزب الله تساوي جيشا بكامله، والمقاومة والمجاهدين في حزب الله يعرفون تضاريس الارض والمفارق والطرقات الصغيرة والكبيرة، ولديهم اسلحة مضادة للدروع، لديهم صواريخ وكل ادوات القتال كمجموعات صغيرة، ولذلك الجيش الاسرائيلي سيصاب بصدمة كبرى لم تصبه في السابق.

شارل أيوب

الأكثر قراءة

«حبس انفاس» بانتظار نتائج الانتخابات الأميركيّة والردّ الإيراني صمود المقاومة براً يضع حكومة العدو أمام خيارات «أحلاها مرّ» قائد الجيش «مُستاء» ويكشف معطيات عن الإنزال: تعرّضنا للتشويش