اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


 

جريمة موصوفة حصلت مساء السبت في محلة الزاهرية بطرابلس، راح ضحيتها المواطن محمود عبد القادر عاصي الملقب ( ابو جعفر العاصي)، قبلها قتل المواطن عبيدة، وقبلها ايضا ضحايا واشتباكات في القبة والتبانة والاسواق. كما ان مسلسل النشل والسلب والسرقات لا يتوقف، واطلاق رصاص عشوائي شبه يومي ايضا، ورمي قنابل هنا وهناك، كلها باتت من يوميات الشارع الطرابلسي، الذي يفتقد الامن والامان في اي لحظة من لحظات النهار او الليل.

حوادث يومية تثير القلق والرعب، وتنعكس سلبا على الحركة والحياة في مدينة طرابلس، الى درجة تسيء الى سمعة المدينة والى حركتها الاقتصادية والسياحية، في ظل غياب التدابير والاجراءات الامنية المفترض تنفيذها، والمفترض خلالها ملاحقة المرتكبين والمشبوهين، والتشدد باالاحكام القضائية التي تمنع التدخل السياسي او الحماية والغطاء السياسي، حيث بات متعارفا انه ما ان يلقى القبض على مطلوب حتى تتحرك مختلف المرجعيات السياسية لاطلاق سراحه، رغم كل الارتكابات وما يحصل من تجاوزات امنية.

وذكرت مصادر انه لطالما يرتكب البعض جرائم قتل، وبالكاد ينال القاتل عقوبة لا تتجاوز ثلاثة أشهر (على سبيل المثال لا الحصر)، بحجة المصالحة والتنازل ودفع الدية، فهذا من شأنه التشجيع على معاودة الكرة، وتفاقم الارتكابات ما دامت الفوضى قائمة والفلتان الامني هو السائد، بحيث تبدو عاصمة الشمال انها خارج الخارطة اللبنانية، وخارج سيادة القانون والقضاء والامن.

شخصيات سياسية وفاعليات عديدة ابدت استنكارها مؤخرا لما يحصل في المدينة، واعلنت ان السيل بلغ الزبى، وان الاوضاع الامنية في المدينة لم تعد تحتمل، وانها تشوه سمعة المدينة واهلها، بل بدت ساحات المدينة مستباحة من عصابات القتل والسلب والنشل والمخدرات، كما انها غير آمنة بخاصة عند حلول الظلام. واكثر ما يشير الى استباحة المدينة والفوضى فيها، هي تلك الدراجات النارية التي يتنقل بواسطتها مسلحون، يلجؤون الى عمليات نشل وسلب او عمليات انتقام، ويطلقون الرصاص يمنة ويسرى، وكأن في الكواليس من يخطط لبث الفوضى والفلتان في المدينة، لاهداف خفية تمهد الطريق لسيطرة جماعات مشبوهة على المدينة...

بعض الفاعليات والقيادات السياسية، حمّلوا مسؤولية احداث طرابلس اليومية الى حكومة تصريف الاعمال والى وزير الداخلية ابن المدينة، وصدرت دعوات لاستنفار امني عام، والى وضع خطة امنية جديدة تضرب بيد من حديد، وتبسط الامن والاستقرار قبل المزيد من الانهيار والتدحرج نحو مخاطر امنية عواقبها وخيمة، من شأنها أن تتجاوز المدينة الى مناطق لبنانية اخرى.

فاعليات اخرى لفتت الى ان استباحة المدينة ناتج ايضا من غياب النواب، الذين لم يبادروا الى عقد لقاء استثنائي لمناقشة الفلتان الامني والقيام بدورهم، مع ضرورة رفع غطائهم السياسي عن المرتكبين والمطلوبين من انصارهم وجماعاتهم المحمية منهم، وحينئذ تبدأ الخطوة الاولى نحو اعادة الامن والامان، حيث تتم محاسبة المجرم والمرتكب عندما يرى ان لا سند سياسي له...

الأكثر قراءة

من الكهوف الى الملاهي الليلية