اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

التجاذب والخلافات على توزيع الحقائب الوزارية وكيفية تأليف الحكومة تضعف الامل والتفاؤل الذي انطلق مع انتخاب فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وكذلك سرعة تكليق القاضي نواف سلام لتشكيل الحكومة. اما الاسراع في ولادة الحكومة من شأنه ان يضع لبنان في موقع القوي المتماسك ويتفاعل مع اتفاق وقف اطلاق النار بفعالية على اساس احترام المهل بدل التمديد من ستين يوما الى حوالي 80 يوما. كما ان المطلوب تطبيق الاصلاحات ووضع خطة واضحة لاعادة الاعمار لنحصل على الدعم العربي في مساعدة الدولة اللبنانية للنهوض من الانهيار الاقتصادي والمالي.

انما للاسف، لا يزال هناك عدة افرقاء سياسيين واحزاب يغالون في مطالبهم بينما يتصرف البعض الاخر دون النضج السياسي المطلوب اذا لم تلبى مطالبهم فينفعلون مهددين بـ «انتفاضة» على عهد الرئيس عون كما قال احد نواب عكار.

بعد لقاء سلام بالرئيس عون: تعثر بمسار تأليف الحكومة

الى ذلك، بعد لقاء الرئيس المكلف نواف سلام برئس الجمهورية جوزاف عون وعرضه تصورا للتشكيلة الحكومية، قالت اوساط سياسية بان سلام اعترف بتعثر مسار التأليف بسبب تجاذب بين القوى السياسية ما يعني ان الحكومة لن تبصر النور هذا الاسبوع الا اذا نجحت المساعي في تذليل العقبات التي ما زالت عملية التاليف تدور في اطارها.

وتحدثت المعلومات ان الرئيسين عون وسلام عن توافقهم على هيكلية الحكومة دون البحث في الاسماء. واذ اكد سلام انه لا يريد مجلس نواب مصغرا بل حكومة فاعلة متجانسة وهذا نقض لكل الحكومات السابقة التي قامت على التوافق النيابي. وبات مؤكدا بقاء بعض الكتل النيابية خارج التمثيل الوزاري بسبب شروطها التي وصفت بالتعجيزية.

في المقابل، اكدت مصادر مطلعة ان الرئيس الحكومة المكلف ما زال عند موقفه بان تكون التشكيلة من صنعه وفقا للدستور دون اي تأثيرات داخلية او خارجية، ودون ان تنجح بعض الجهات الى استدراجه الى اي «مشكل» مع اي جهة سياسية او حزبية. وتابعت المصادر ذاتها ان سلام ابلغ بعض القوى التي تحاول دفعه الى اعتماد سياسة الغالب والمغلوب بأنه ليس رجل البروباغندا ولا رجل السياسات الصغيرة بل ينطلق من معايير هدفها التفكيك المنهجي للازمات التي تعاني منها البلاد.

مفاوضات القوات والوطني الحر مع سلام

في غضون ذلك، كشفت اوساط سياسية لـ«الديار» ان القوات اللبنانة لا تزال تفاوض الرئيس المكلف وبالتالي الكلام عن مقاطعة القوات الحكومة بعيدة كل البعد عن الحقيقة كما انه من المبكر الوصول الى هذا الاستنتاج. وتابعت ان القوات تريد ان تكون الحكومة المقبلة منتجة، فعالة، لا افخاخ فيها وتواكب التحولات الكبرى التي حصلت.

من جهة اخرى، لفتت مصادر مطلعة الى ان التيار الوطني الحر قد يأخذ خيار عدم المشاركة في الحكومة لاعتبارات عدة.

استنفار امني!!!

ويتفق الرئيس المكلف نواف سلام مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري التخوف من اي عمل «اسرائيلي» يمكن ان يؤثر على موعد الانسحاب الكامل من الاراضي اللبنانية في تاريخ 18 شباط المقبل. وتشير معلومات مؤكدة ان الاجهزة الامنية في حالة استنفار امني للحيلولة دون افتعال اي حدث داخلي يمكن ان يؤثر على المنطقة الحدودية الجنوبية.

وعلمت «الديار» ان الرئيس جوزاف عون الذي تلقى تاكيدات من الجهات الاميركية المختصة حول حتمية الانسحاب الاسرائيلي في الموعد المحدد، قد ابلغ هذه الجهات بانه سيتخذ موقف بالغ الاهمية اذا حاولت «اسرائيل» افتعال اي ذريعة جديدة للبقاء على الارض اللبنانية خصوصا ان الوضع الداخلي الاسرائيلي في حالة من الفوضى والتجاذب ما يمكن ان يؤثر على موعد الانسحاب.

اهل الارض يرفضون التخلي عن المقاومة طالما...

من جهتهم، ومع تزايد الدعوات من اطراف لبنانية لحزب الله بالتخلي عن العمل العسكري والتوجه للعمل السياسي فقط، يرفض اصحاب الارض في الجنوب التي لا تزال قراهم وارضهم تحتلها «اسرائيل» هذا الطرح او التوجه الغير منطقي والانهزامي. ويقول اصحاب الارض ان المقاومة اساس في حماية الوطن والتخلي عن سلاحها هو بمثابة اعطاء هدية ثمينة ل»اسرائيل» التي تسعى لقضم اراض لبنانية دون ان يكون للبنان اي وسيلة للدفاع عن نفسه. وعليه، يؤكد اصحاب الارض في الجنوب ان من لم يعرف الظلم والاستكبار الاسرائيلي يهون عليه التخلي عن سلاح المقاومة انما من واجه جيش الاحتلال وجها لوجه يدرك جيدا ان المقاومة وسلاحها هما الوسيلة الوحيدة لردع ودحر هذا العدو عن ارضنا. وتابعوا ان العدو الاسرائيلي استحوذ على اراض سورية في جبل الشيخ وبات التهديد الاسرائيلي غير محصور فقط جنوبا بل على حدودنا الشرقية اضافة الى وجود 37 فصيل تكفيري سوري غير مرتبط بالحكم الجديد في سوريا اي هيئة تحرير الشام. من هنا، شدد اصحاب الارض في الجنوب الذين عانوا من العدو الاسرائيلي على عدم التخلي عن سلاح المقاومة بما ان الخطر يحدق بلبنان من الجهة الجنوبية والشرقية والشمالية.

وحول العودة الى هدنة عام 1949، فقد رأى اصحاب الارض ان الاتفاق حصل بين الدولة اللبنانية و»الكيان الاسرائيلي» انذاك في حين ان اليوم الظروف اختلفت تماما وبات هذا الكيان دولة تمتلك اكثر الاسلحة تطورا وبالتالي الكلام عن العودة الى الهدنة امر بعيد عن الواقع.

وفي هذا الاطار، كشفت مصادر ديبلوماسية للديار ان العدو الاسرائيلي وصف ما حصل في 27 تشرين الثاني من العام السابق انه اتفاق وقف اطلاق النار في حين ان الحقيقة هو تنفيذ المقاومة للقرار 1701.

النائب بلال عبدالله: تشاؤم جنبلاط ينبع من عرقلة ولادة الحكومة وكلام ترامب

توازيا، اكد النائب بلال عبدالله لـ«الديار» ان الموقف المتشائم الذي اعرب عنه النائب السابق وليد جنبلاط «مما هو قادم» ينبع من العراقيل التي تضع امام الرئيس المكلف وعدم وجود حكومة حتى اللحظة لتحصين لبنان من المخاطر المحدقة به. واضاف العضو في اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله ان عناد عدة اطراف لبنانية في الحصول على حقائب وزارية سيادية هو عامل اساسي في التاخير السلبي لولادة الحكومة فضلا ان المساعدة العربية او الدولية لن تحصل اذا لم يكن هناك حكومة متجانسة عازمة على العمل من اجل مصلحة الوطن. كما لفت الى انه فور تشكيل الحكومة ستكون المفاوضات مع اللجنة الخماسية والدول الراعية لاتفاق وقف اطلاق النار بشكل واضح لتحديد المهلة النهائية لخروج الجيش «الاسرائيلي» من الجنوب والتزام لبنان بالهدنة التي تصب في مصلحته.

ولفت عبدالله الى ان تشاؤم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط يعود ايضا الى كلام الرئيس الاميركي دونالد ترامب بنقل الفلسطينيين الى مصر والاردن وبالتالي هذا التصريح يشير الى ان حظوظ اقامة دولة فلسطينية اضحت معدومة في ظل عهد ترامب. وعليه، اتخاذ ادارة ترامب القرار بانهاء انشاء دولة فلسطينية يشير الى ان المنطقة لن تعرف الاستقرار والهدوء على المدى البعيد.

وعن محاولة اهل الجنوب العودة الى قراهم، اعتبر عبدالله ان الجنوبيين خرجوا عن المعادلة السياسية شعب جيش مقاومة وارادوا القول :»اننا عازمون على العودة الى ارضنا وبيوتنا وان كانت ركام». وهذا التشبث بالارض والعناد بالتمسك بحقوقهم مهما كانت الاثمان هو اسلوب عرف به اهل الجنوب منذ زمن بعيد.

اما عن الرواية الاسرائيلية بان الجيش «الاسرائيلي» يبلغ اللجنة المولجة بمراقبة اتفاق وقف النار التي تفيد بدورها الحكومة والجيش بتحركات لحزب الله، فقد راى النائب بلال عبدالله ان هذه مزاعم اسرائيلية لتبرير احتلالهم للقرى الجنوبية مؤكدا ان الجيش اللبناني يقوم بكامل واجباته فضلا ان جيش الاحتلال اطلق النار على 24 مواطن جنوبي عزل وليس بحوزتهم «صواريخ» واسقطهم شهداء ابرار علما انه كان واضحا انهم ليسوا من مقاتلي حزب الله. ولفت الى ان «اسرائيل» تعمل بشكل واضح على بناء منطقة خالية من المواطنين اللبنانيين والوقائع على الارض خير دليل على ذلك.

الأكثر قراءة

بري متخوف من «مفاجأة اسرائيلية» قبل 18 شباط... واستنفار امني سلام يقرر العودة الى المعايير المقتنع بها في تشكيل الحكومة جنبلاط متشائم من تصريح ترامب بتهجير الفلسطينيين لمصر والاردن