اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الإثنين، إنه من الممكن لطهران أن تجري محادثات مباشرة مع أميركا إذا أثبتت واشنطن فعليا أنها ليست معادية لإيران. وذلك ردا على سؤال خلال مؤتمر صحفي في طهران عما إذا كانت طهران منفتحة على محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015.

وفي عام 2018، تراجع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن هذا الاتفاق، بحجة أنه يقدم لطهران مزايا أكثر مما ينبغي، وعاود فرض عقوبات أميركية قاسية على إيران.

وقال بزشكيان: "لا نعادي الولايات المتحدة. عليهم أن يوقفوا عداءهم تجاهنا من خلال إظهار حسن نيتهم عمليا"، مضيفا "نحن إخوة للأميركيين أيضا".

وبعد توليه منصبه في كانون الثاني 2021، حاول الرئيس الأميركي جو بايدن التفاوض على إحياء الاتفاق النووي الذي قيدت إيران بموجبه برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

لكن طهران رفضت التفاوض المباشر مع واشنطن، وعملت في الأساس عبر وسطاء أوروبيين أو عرب.

ولفت، في المؤتمر الصحفي الأول له منذ انتخابه رئيسًا لإيران، إلى أنّ "وساطة الصين بيننا وبين السعودية لحل المشاكل كانت خطوة عظيمة لتحسين التضامن في المنطقة"، مشيرًا إلى "أننا سنسعى إلى تقوية العلاقات مع السعودية ومصر والأردن".

وشدد بزشكيان، على أنّ "علاقاتنا جيّدة مع الصين وروسيا ودول الجوار"، مضيفًا "سنسعى إلى تحسين العلاقات مع الصين ونريد أن نعيد الحياة ل‍طريق الحرير"، وقال: "سنكون شركاء استراتيجيين مع الصين ونعمل على تنفيذ الاتفاقيات السابقة".

وأوضح أنّ "أولويتنا توفير الأرضية المناسبة للاستثمار في إيران وتحسين علاقاتنا الدولية"، وذكر "أننا سنواصل السياسة الخارجية على أساس الحكمة والمصلحة وكرامة البلاد".

إلى ذلك، تطرّق الرئيس الإيراني إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث كشف "أننا ننسق مع الأصدقاء في المنطقة لمواجهة إسرائيل التي تقتل النساء والأطفال"، مؤكدًا أنّ "ضرورة التصدي لإسرائيل أمر لا يقبل النقاش"، متسائلًا: "كيف تسمح القوانين الدولية بقتل إسرائيل الأبرياء، وقصفها المستشفيات؟".

وأضاف "حلفاؤنا ولا سيّما في اليمن يملكون التقنية اللازمة لإنتاج الصواريخ المتطورة"، مشددًا على أنّ "ما يمتلكه اليمنيون من صواريخ نتاج جهودهم، والصاروخ المستخدم في هجوم أمس (على تل أبيب) غير موجود في إيران"، موضحًا أنّه "لدينا صواريخ فرط صوتية ونطلق الأقمار الاصطناعية إلى الفضاء".

وصرّح بزشكيان بأنّه "لدينا رؤية مشتركة مع اليمنيين لدعم الفلسطينيين في مواجهة الكيان الصهيوني"، متسائلًا: "الوصول إلى اليمن يستغرق أسبوعًا، فكيف يمكن أن نرسل صاروخًا إلى هناك دون أن يكتشفه أحد؟".

وأشار إلى "أننا نؤمن بأننا إخوة مع دول المنطقة، وأرحّب بأي خطوة لتحسين العلاقات معها"، وتابع: "وجّهت دعوة إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لزيارة طهران، وسأزور السعودية إذا توفّرت الفرصة".

وحول الملفات الداخلية، أكّد بزشكيان أنّ "من مشاريعي الكبرى هو تعزيز الوحدة والتماسك بين شرائح المجتمع"، مضيفًا "من المهم لي جداً هو تعزيز ثقة الشعب بالحكومة".

هذا، وشدد على أنّه "لن نتخلى مطلقًا عن برنامجنا للصواريخ كوسيلة ردع ولن نخضع للتهديدات. إيران لم تفتعل أبدًا الحروب وعلينا تعزيز قدراتنا لنحمي أنفسنا والمنطقة"، موضحًا أنّه "يجب أن يلتزم المسؤولون الأميركيون بما وقعوه في الاتفاق النووي قبل أي حوار".

وقال بزشكيان إنّ إسرائيل سعت عبر اغتيال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران إلى "جرّنا لحرب إقليمية"، وأضاف: "التزمنا بضبط النفس ونحتفظ بحقنا في الرد بالأسلوب والوقت المناسبين". 

الأكثر قراءة

المقاومة تثبّت مُعادلة بيروت مقابل «تل أبيب» وتمطر «اسرائيل» بأكثر من 300 صاروخ العدو يتقصد استهداف الجيش اللبناني بوريل يحذّر: لبنان على شفير الانهيار