من البديهي أن نتكلم عما بعد الانفجار وليس عما سبقه، فنحن لسنا خبراء في وسائل الاتصالات الحديثة وفي استخداماتها الدعائية، في زمن السلم أو في زمن الحرب. تذهب مشاعرنا في هذا الوقت نحو الشهداء والجرحى، نتيجة نجاح قادة الحركة الصهيونية الفاشية في تفخيخ وسائل الاستدعاء الفردية في مؤسسات المقاومة العسكرية والمدنية، وتفجيرها يوم أمس الأول 17 أيلول.
الغريب في الأمر، أن عدد المصابين كبيرٌ، ربما يكون معادلاً لعدد الأجهزة التي فُجرت في نفس الوقت، والتي انتجت على الأرجح في نفس المصنع وتضمنتها صفقة عقدت لعدة أشهر خلت.
نحن لا نسأل هنا عما جرى وكيف ولماذا، فهذا دور المعنيين بالأمر. فنحن على قناعة بأنهم يضطلعون به الآن بالجدية المطلوبة، على ضوء المعطيات التي بين أيديهم، وفي ظل الظروف المفروضة والتي يستطيعون من مواقعهم تقديرها والتعامل معها بحسب بالإمكانيات المتاحة.
ولكن يحق لنا أن نسأل عما بعد الانفجار، أو بكلام اكثر صراحة ووضوحاً، أن نعبر عما نقرأ فيه عن نوايا القيادة الصهيونية المدعومة كما لا يخفى، من معسكر الدول الغربية تحت قيادة الولايات المتحدة الأميركية.
تحسن الملاحظة هنا، إلى أن تفخيخ أجهزة المناداة إذا ثبت أن التفخيخ وقع، لا بد أنه تم قبل استلامها وتوزيعها على الأفراد، ينبني عليه أنه جرى في أغلب الظن في المصنع أو في الطريق إلى لبنان. بالتالي نعتقد أنه يجوز إدراجه في لائحة العمليات "الاستفزازية" إذا جاز التعبير، أو كما نسمع "خارج حدود قواعد الاشتباك"، وبالتالي فإن الغاية منها هي الإطاحة بهذه الحدود، وصولاً إلى الحرب على نطاق واسع.
مجمل القول أن العملية الإرهابية التي نفذت بواسطة تفجير أجهزة الاستدعاء، بصرف النظر عن أوجهها التقنية وعن قدرات العدو أو الأعداء على إعدادها وتنفيذها، هي على الأرجح من نوع عمليات سبقت في طهران وفي الضاحية، الغاية منها توسيع رقعة الحرب بحيث تتوفر الشروط الملائمة، لإنجاز المرحلة الثالثة من المشروع الاستعماري الاستيطاني التي تتجسد مثل مثيلاتها، الأولى عام 1948ـ1949 والثانية عام 1967، بطرد الفلسطينيين من بلادهم وضم أراض جديدة إلى الأراضي المحتلة!
لا بد في هذا الصدد من الإشارة إلى أن خروج "الدولة العربية" من المواجهة مع المشروع الاستيطاني، أظهر معطى جديداً تؤكده في الراهن المقاومة، مفاده أن "إسرائيل" لا تستطيع من جهة إكمال هذا المشروع، ومن جهة ثانية لم تعد قادرة على حماية نفسها.
وفي الختام تبقى أسئلة عديدة عما جرى، عن وسائل الإنذار، عن تايوان حيث صنعت هذه الأخيرة، عن الحاجة إلى هذا العدد الكبير منها.
يتم قراءة الآن
-
صفا في بعبدا ورحال في عين التينة... طبخة بين «الاستاذ» و«العماد»؟ لقاءات براك ــ أورتاغوس الاسرائيلية «سلبية» والجواب الرسمي السبت السلاح الفلسطيني الى الواجهة: ضغط أم تهدئة أم توريط للدولة؟
-
سلام نتنياهو: لبنان مستوطنة "إسرائيليّة"
-
مضمون ورقة الجيش يطمئن الثنائي ويرسم مسار المرحلة المقبلة خطاب مفصلي لبري في 31 آب... جعجع: للالتزام بقرارات الحكومة رفض اميركي للافراج عن ارهابيين يطالب بهم الشرع
-
إننا نجرجر أقدامنا نحو الجحيم
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
12:00
حريق في بلدة مجدل المعوش يلتهم أراضٍ زراعية ويقترب من المنازل
-
10:58
إعلام أوكراني: المبعوث الأميركي كيلوغ يصل كييف اليوم
-
10:57
وزير خارجية النرويج: غزة تعاني من مجاعة متكررة وكارثة هائلة
-
10:56
وزير خارجية النرويج: نشهد هجمات مكثفة على ما تبقى من مدينة غزة حيث لجأ عدد كبير من الفلسطينيين
-
10:29
انفجر خزان بنزين داخل بيك اب في بلدة تفاحتا ما ادى الى اشتعاله.
-
09:26
الخارجية الهندية: المفاوضات التجارية مع واشنطن مستمرة ولدينا خطوط حمراء سندافع عنها
