اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


من البديهي أن نتكلم عما بعد الانفجار وليس عما سبقه، فنحن لسنا خبراء في وسائل الاتصالات الحديثة وفي استخداماتها الدعائية، في زمن السلم أو في زمن الحرب. تذهب مشاعرنا في هذا الوقت نحو الشهداء والجرحى، نتيجة نجاح قادة الحركة الصهيونية الفاشية في تفخيخ وسائل الاستدعاء الفردية في مؤسسات المقاومة العسكرية والمدنية، وتفجيرها يوم أمس الأول 17 أيلول.
الغريب في الأمر، أن عدد المصابين كبيرٌ، ربما يكون معادلاً لعدد الأجهزة التي فُجرت في نفس الوقت، والتي انتجت على الأرجح في نفس المصنع وتضمنتها صفقة عقدت لعدة أشهر خلت.
نحن لا نسأل هنا عما جرى وكيف ولماذا، فهذا دور المعنيين بالأمر. فنحن على قناعة بأنهم يضطلعون به الآن بالجدية المطلوبة، على ضوء المعطيات التي بين أيديهم، وفي ظل الظروف المفروضة والتي يستطيعون من مواقعهم تقديرها والتعامل معها بحسب بالإمكانيات المتاحة.
ولكن يحق لنا أن نسأل عما بعد الانفجار، أو بكلام اكثر صراحة ووضوحاً، أن نعبر عما نقرأ فيه عن نوايا القيادة الصهيونية المدعومة كما لا يخفى، من معسكر الدول الغربية تحت قيادة الولايات المتحدة الأميركية.

تحسن الملاحظة هنا، إلى أن تفخيخ أجهزة المناداة إذا ثبت أن التفخيخ وقع، لا بد أنه تم قبل استلامها وتوزيعها على الأفراد، ينبني عليه أنه جرى في أغلب الظن في المصنع أو في الطريق إلى لبنان. بالتالي نعتقد أنه يجوز إدراجه في لائحة العمليات "الاستفزازية" إذا جاز التعبير، أو كما نسمع "خارج حدود قواعد الاشتباك"، وبالتالي فإن الغاية منها هي الإطاحة بهذه الحدود، وصولاً إلى الحرب على نطاق واسع.
مجمل القول أن العملية الإرهابية التي نفذت بواسطة تفجير أجهزة الاستدعاء، بصرف النظر عن أوجهها التقنية وعن قدرات العدو أو الأعداء على إعدادها وتنفيذها، هي على الأرجح من نوع عمليات سبقت في طهران وفي الضاحية، الغاية منها توسيع رقعة الحرب بحيث تتوفر الشروط الملائمة، لإنجاز المرحلة الثالثة من المشروع الاستعماري الاستيطاني التي تتجسد مثل مثيلاتها، الأولى عام 1948ـ1949  والثانية عام 1967، بطرد الفلسطينيين من بلادهم وضم أراض جديدة إلى الأراضي المحتلة!
لا بد في هذا الصدد من الإشارة إلى أن خروج "الدولة العربية" من المواجهة مع المشروع الاستيطاني، أظهر معطى جديداً تؤكده في الراهن المقاومة، مفاده أن "إسرائيل" لا تستطيع من جهة إكمال هذا المشروع، ومن جهة ثانية لم تعد قادرة على حماية نفسها.
وفي الختام تبقى أسئلة عديدة عما جرى، عن وسائل الإنذار، عن تايوان حيث صنعت هذه الأخيرة، عن الحاجة إلى هذا العدد الكبير منها.

 

الأكثر قراءة

«اسرائيل» تعربد جنوبا: سقوط الضمانات الدولية واستفزاز للمقاومة وقف النار يهتز في وادي الحجير وحكمة حزب الله لن تستمر طويلا؟ «اختبار» رئاسي لقائد الجيش في الرياض «والقوات» تنتقد المعارضة