اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



ينتمي الفستق الحلبي (Pistacia vera) وهو نوع من المكسرات إلى عائلة "الانكارديا" (Anacardiaceae). يُزرع في العديد من المناطق حول العالم، ولكنه يرتبط تقليديا بالشرق الأوسط. تتميز هذه الشجرة بكونها معمرة، قادرة على العيش لأكثر من 300 سنة، وسُميت بهذا الاسم نسبةً إلى مدينة حلب، التي تعد مركزا تاريخيا لزراعتها وتسويقها. ويُعرف أيضا باسم "البيستاشيو" في بعض اللغات، وهي كلمة مشتقة من الفارسية "پسته".

بالإضافة الى ذلك، يمكن لشجر الفستق الحلبي تحمل الجفاف والتغيرات المناخية، ويتطلب تربة جيدة التصريف وكميات وفيرة من الشمس. يتراوح ارتفاع الشجرة بين 4 و10 أمتار، وتكون أوراقه مركبة تتألف من 5 إلى 7 وريقات.

 منافع كثيرة!

أوضح اختصاصي التغذية وبطل كمال الاجسام طه مريود لـ "الديار" قائلا: "يحتوي الفستق الحلبي على نسبة عالية من البروتينات والألياف والدهون الصحية والفيتامينات والمعادن. كما يُعد مصدرا غنيا بمضادات الأكسدة، وله فوائد في دعم صحة القلب وتنظيم مستويات السكر في الدم، وتعزيز صحة الجهاز الهضمي". لذلك تكمن فوائده في ما يلي:

أولا: دعم صحة القلب نظرا لثرائه بالدهون الأحادية غير المشبعة ومضادات الأكسدة مثل اللوتين والبيتا كاروتين، التي تسهم في تقليل مستويات الكوليسترول الضار (LDL) وزيادة الكوليسترول الجيد (HDL). وأشارت دراسة نُشرت في American Journal of Clinical Nutrition إلى أن "تناول الفستق بانتظام قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية عن طريق تحسين وظيفة البطانة الوعائية وتخفيف الالتهابات".

وأردف "يساعد بفضل محتواه المنخفض من الكربوهيدرات وارتفاع نسبة الألياف والبروتينات، في تنظيم مستويات السكر في الدم. وقد أظهرت دراسة نشرتها Diabetes Care أن "إدراج الفستق في النظام الغذائي يمكن أن يُحسن من مستويات السكر في الدم ومقاومة الأنسولين لدى مرضى السكري من النوع الثاني".

وأضاف "يضم نسبة جيدة من الألياف الغذائية التي تعزز صحة الجهاز الهضمي وتحسن حركة الأمعاء، مما يساهم في تخفيض مخاطر الإمساك. اذ تدعم الألياف الموجودة في الفستق نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يقوي صحة الجهاز الهضمي بشكل عام، وفقًا لدراسة نشرتها Journal of Nutrition".

ولفت الى انه "يمتلك مضادات الأكسدة مثل اللوتين والزياكسانثين، وهي مواد تحافظ على صحة العين وتقلل من خطر الإصابة بالتنكس البقعي المرتبط بالعمر. حيث بيّنت دراسة من Archives of Ophthalmology "أن استهلاك مصادر غنية بهذه المركبات يمكن أن يقلص من خطر الإصابة بأمراض العين بنسبة تصل إلى 35%".

واكد ان "الفستق من الأطعمة التي توطد الشعور بالشبع بفضل محتواه من البروتينات والألياف والدهون الصحية، مما يساعد في تقليل تناول السعرات الحرارية. وفي هذا الإطار، كشفت دراسة نُشرت في Journal of the American College of Nutrition أن اخذ الفستق كوجبة خفيفة قد يساعد في إدارة الوزن دون زيادة خطر السمنة".

واستكمل "يتضمن الفستق فيتامين B6، الذي يلعب دورا مهما في تنشيط وظائف الدماغ من خلال إنتاج النواقل العصبية مثل السيروتونين والميلاتونين، مما يحسن من المزاج والقدرات الإدراكية. وفي هذا المجال توصلت دراسة نشرتها Frontiers in Aging Neuroscience إلى أن "استهلاك الفستق يمكن أن يعزز من قدرة الدماغ على التعامل مع التوتر والإجهاد بسبب مكوناته الغنية بمضادات الأكسدة".

وأشار الى ان "الفستق غني بفيتامين E، الذي يُعد من مضادات الأكسدة القوية التي تحمي البشرة من أضرار أشعة الشمس والشيخوخة المبكرة. حيث أظهرت دراسات أن أكل الأطعمة الغنية بفيتامين E يمكن أن يُحسن مظهر البشرة ويقلل من الالتهابات الجلدية".

وقال: "يأتي الفستق الحلبي (Pistacia vera) بعدة أشكال، منها الأخضر (الطازج)، النيء، والمحمص، ولكل نوع منها خصائصه الغذائية وفوائده الصحية. ويعد الأخضر خيارا مثاليا في موسمه، حيث يقدم نكهة طازجة وعناصر غذائية مهمة. بينما النيء مناسب للاستهلاك اليومي نظرًا لقيمته الغذائية العالية ودوره في تعزيز صحة الجسم. اما المحمص، فيُؤكل كوجبة خفيفة لذيذة، ولكن ينبغي الحذر من الإفراط في تناوله، خاصة إذا كان مملحا".

وختم مريود "الفستق الحلبي ليس مجرد وجبة خفيفة لذيذة، بل هو أيضا مصدر غذائي غني يقي من العديد من الأمراض المزمنة ويحمي الصحة العامة. يُفضل استهلاكه باعتدال كجزء من نظام غذائي متوازن لتحقيق أفضل الفوائد الصحية".

زراعة الفستق الحلبي في لبنان

من جانبه، أوضح الخبير الزراعي يحيى لـ "الديار" ان "زراعة الفستق الحلبي تزدهر في لبنان، خصوصا في المناطق ذات المناخ الجاف وشبه الجاف مثل البقاع الشمالي، الهرمل، وعكار، حيث تتوافر الظروف المثالية لنمو هذا المحصول. ويفضل التربة الرملية الطينية أو الطينية الخفيفة جيدة التصريف، لأنها تؤمن توازنًا بين التهوية والاحتفاظ بالرطوبة. لذلك، ينمو الفستق بشكل أفضل في التربة ذات مستوى حموضة يتراوح بين 7 و8.5".

واضاف، "يتحمل الملوحة إلى حد معين، لكن يُستحسن شتله في تربة منخفضة الملوحة لتجنب التأثير السلبي في النمو والإنتاج. وهو بذلك يحتاج الى صيف حار وجاف وشتاء بارد نسبيا، وفترة من السكون البارد لتجديد نشاطه في الربيع. ويتحمل الجفاف بشكل عام، لكن يتطلب ريا منتظما خلال فترة الإزهار والإثمار، مع تجنب الري الزائد لتفادي مشكلات الجذور".

الأهمية الاقتصادية للفستق

واكد ان "غرسه يساهم في تنمية المناطق الريفية، وتوفير فرص عمل للسكان المحليين. يُعتبر الإنتاج اللبناني من الفستق عالي الجودة، ويحظى بقبول واسع في الأسواق المحلية والعالمية، مما يعزز من أهميته الاقتصادية. بفضل التربة المناسبة والظروف المناخية الجيدة في بعض المناطق اللبنانية، يمكن لزراعة الفستق الحلبي أن تتوسع بشكل أكبر، مما يوفر فرصا جديدة لتطوير القطاع الزراعي ودعم الاقتصاد المحلي".

وكشف لـ "الديار" "أن لبنان يحقق أرباحا جيدة من مبيعات الفستق الحلبي، الذي يصنف من المنتجات الزراعية المهمة. يصدر الفستق الحلبي اللبناني إلى العديد من الأسواق الدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا ودول الخليج. تقدّر قيمة صادرات الفستق الحلبي اللبناني بملايين الدولارات سنويا، ويعتمد الكثير من المزارعين على هذه المحاصيل كمصدر رئيسي للدخل. من الجدير بالذكر الإشارة الى ان جودة الفستق اللبناني تعتبر، بفضل المناخ والتربة، من بين الأفضل في العالم، مما يعزز الطلب عليه في الأسواق العالمية".

موسم القطاف

وأردف "يبدأ موسم قطافه في أواخر الصيف، عادةً من منتصف آب حتى تشرين الاول، وفقا للعوامل المناخية للمنطقة المزروعة. تتميز الثمار بنضوجها عندما تنفتح القشرة الخارجية جزئيا، مما يُسهل استخراج النواة الصالحة للأكل".

وتحدث عن مراحل النمو التي تتمثل بالآتي:

1. مرحلة الإزهار: تبدأ في الربيع، حيث تزهر الشجرة بأزهار صغيرة.

2. مرحلة الإثمار: بعد التلقيح، تبدأ الأزهار في تكوين ثمار صغيرة تنمو تدريجيا لتصل إلى حجمها الكامل.

3. مرحلة النضج: مع نهاية الصيف، تنضج الثمار وتبدأ القشرة في الانفتاح، مما يدل على جاهزيتها للحصاد.

 

الأكثر قراءة

إذا نزل حزب الله تحت الأرض