يبدو أن مبادرة المقاومة في لبنان إلى جر القوات "الإسرائيلية" إلى اشتباكات معها على الحدود الجنوبية، إسناداً للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لم ترق لـ "الإسرائيليين" ولم تعجب غالبية السلطات في شبه الدولة العربية، ناهيك من الدول الغربية المنخرطة دائماً في حروب "إسرائيل" في المشرق العربي، بشكل مباشر أو غير مباشر، نجم عنه في أغلب الظن قرار دولي وإقليمي عربي بتمديد الحرب على قطاع غزة بحرب على المقاومة في لبنان، بحجة منعها من مواصلة "التحرشات" على حدود فلسطين.
ولكن من المعروف في هذا الصدد، أن كل تصادم بين هذه المقاومة من جهة، وبين الجيش "الإسرائيلي" من جهة ثانية، يفعّل جرس إنذار تذكيرا بأن جميع الترتيبات التي وضعتها القوتان الاستعماريتان في نهاية الحرب الكبرى، بريطانيا وفرنسا، ومن ضمنها إنشاء "وطن قومي لليهود" في فلسطين، ما تزال دعائمها رخوة. فكل جراح المسألة الشرقية موجودة في لبنان ولم تندمل بعد.
هذا من ناحية أما من ناحية ثانية فلا شك في أن تصفية هذا الإرث الاستعماري المُحشّى بالألغام، هي ذات أبعاد وجودية فيما يخص الكينونة الوطنية اللبنانية، التي تصب فيها الروافد السورية والعراقية والحجازية والتركية والفارسية واليونانية.
ينبني عليه أن الكينونة اللبنانية تمثل في الواقع العقدة، التي أثبتت الأحداث والحروب والوساطات والصفقات، أنه لا يمكن تجاوزها. خذ إليك مثلاً على ذلك الغزو الذي قام به "الإسرائيليون" في سنة 1982، حيث وصلوا إلى بيروت وما تخلله من مجازر ودمار وإرهاب، بتواطؤ من الدول العربية، ومشاركة من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، أي جميع اللاعبين الذين يتحركون الآن منذ السابع من أكتوبر 2023، دون استثناء.
ظنوا آنذاك أن لبنان هو البوابة التي يمكن العبور منها بسهولة إلى المشرق العربي، لإخضاع دوله وحكامه. من المعلوم أن اتفاقية 17 أيار 1983، بين سلطات لبنان المحتل من جهة وسلطات الغزاة من جهة ثانية لم تمر. كما جرى في دول عربية أخرى. إذن يمكننا القول، أن "إسرائيل" والدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية أخطأوا في سنوات 1980، فهم طبيعة الكينونة الوطنية اللبنانية ففشلت خطتهم، فاضطروا للعودة إلى أساليبهم العسكرية المعروفة، حيث تكشفت حقيقة الكيان "الإسرائيلي"، والعلاقة التي تربطه بدول يشهد تاريخها على العنصرية والعبودية وحروب الإبادة الجماعية.
لا يتسع المجال هنا لاستعراض جميع الثورات والانقلابات والمبادرات من أجل تسوية ذيول "المسألة الشرقية"، ولكن الرأي عندنا أن حضور الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية الرئيسة والدول الخليجية فيها يمثل دليلاً على أنها كانت دون استثناء، محاكاة لغزو لبنان في سنة 1982 ،من أجل إخضاعه وتوظيفه في مشروع "الشرق الأوسط الجديد"، تحت إشراف الحركة الصهيونية بما هي وجه "محلي" إذا جاز القول، من أوجه "توطين" الاستعمار الغربي الجديد في المشرق. ولكنهم أخفقوا في لبنان سنة 1982.
يتم قراءة الآن
-
نزع السلاح ثم نزع الأرواح
-
اورتاغوس تشيد برئيس الجمهورية: قائد مصمّم على تعافي وطنه لبنان يترقب التسوية الأميركية ــ الإيرانية كواليس الانتخابات البلدية... بري حريص على المناصفة في بيروت
-
قلق اوروبي من تصعيد «اسرائيلي»: احذروا نتانياهو! الطائفية تجهض التعديلات... والرهان على وطنية «البيارتة» المطالب المعيشية الى الشارع... وجولة اميركية جنوبا
-
صوت المقاومة يعود... فهل يتبدل مسار التفاوض؟ علامات استفهام حول استدعاء أماني والحملة على جنبلاط القلق يتجاوز السلاح... خصوم المقاومة في سباق مع الوقت
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
08:55
توقيف شخصين لتورطهم في إشكال تخلله إطلاق نار أدى إلى مقتل أحد المواطنين في بلدة برجا – الشوف.
-
07:21
"بلومبرغ "عن مصادر: الصين تدرس تعليق الرسوم الجمركية على واردات أميركية في ظل التكاليف الاقتصادية للحرب التجارية
-
07:20
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لشبكة "سي بي إس": واشنطن وموسكو تسيران في الاتجاه الصحيح لإنهاء الحرب في أوكرانيا
-
07:20
لافروف: بيان الرئيس ترامب يشير إلى اتفاق ونحن مستعدون للتوصل إليه لكن لا تزال هناك بعض النقاط المحددة بحاجة إلى تفاهم
-
07:17
التحكم المروري: 4 جرحى في 3 حوادث سير خلال الـ 24 ساعة الماضية
-
23:06
الخارجية الأميركية: نراقب الوضع عن كثب بين الهند وباكستان ولم نتخذ موقفا بعد بشأن وضع جامو وكشمير، ونقف إلى جانب الهند وندين بشدة جميع أعمال الإرهاب.
