اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بالدموع والرصاص وهتافات "لبيك نصرالله" تفاعل جمهور حزب الله مع خبر استشهاد امنه العام السيد حسن نصرالله، بعد انتظار طويل وحبس أنفاس لساعات وعلى وقع ضربات عسكرية مؤلمة للضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع .

صدمة اغتيال السيد نصرالله كان وقعها كبيرا لدى اللبنانيين والجمهور الشيعي، الذي أصيب بانتكاسة معنوية لرمزية السيد قائد المقاومة، فالجمهور الشيعي تعرض لمجموعة صدمات في الأسابيع الأخيرة، من تفجير أجهزة البايجرز واللاسلكي، الى اغتيال قيادات الرضوان وصولا الى الاغتيال الكبير للسيد نصرالله.

مستوى جديد من المواجهة العسكرية دخل حيز التنفيذ مع الاستهداف "الاسرائيلي" للقيادة المركزية لحزب الله، الذي تسبب بصدمة قاسية، فالكل يترقب ما سيؤول إليه الوضع وما سيحمله من أحداث، إلا ان الواضح ان الضربة التي تلقاها حزب الله لم تصب فقط الجمهور الشيعي، بل تعدته لكل مكونات الوطن.

ومع ان الاختلاف الداخلي عميق، إلا ان مقاربة موضوع الاستهداف، الحرب والتضامن الداخلي مسألة مختلفة، فموقف جميع القوى السياسية من الأحداث منذ ٧ تشرين واضح، فالأحزاب المسيحية المعارضة لحزب الله وقفت على حياد سلبي في مقاربة الحرب الدائرة، وتجاوزت الاختلاف السياسي وانخرطت في مؤازرة النازحين اللبنانيين من مناطق الاعتداءات "الاسرائيلية" في الضاحية والبقاع والجنوب، وبالطبع فان القوى التي تدور في فلك المقاومة ومن المحور السياسي الداعم ، لها دور أساسي في تعزيز صمود النازحين، فحرب اليوم تختلف بمجازرها عن حرب تموز ٢٠٠٦ بكل مجرياتها، ففي حرب تموز نال الجنوب والضاحية الجنوبية الحصة الكبرى من الاعتداءات "الإسرائيلية"، وما يجري اليوم يشمل كل المناطق الشيعية من دون ضوابط، وخارج عن السيطرة وقواعد الاشتباك.

فباعتقاد العدو "الاسرائيلي" انه حقق انجازات عسكرية بتوجيه ضربات قاسية للمقاومة، لكن العدو لم يكن يتوقع تضامنا داخليا غير مسبوق، فقد ظهر التحول السياسي في البيئة السنية التي فتحت أبوابها لاستقبال النازحين من مناطق الاشتباك، بعدما قربت الحرب المسافات بين حزب الله والجمهور السني. ويمكن ملاحظة التحول السني الكبير في المواقف الداعمة لعمل المقاومة. وعلى الرغم أيضا من التباينات السياسية الكبيرة بين حزب الله والقوى المسيحية، فان البيئة المسيحية احتضنت نازحي الجنوب والضاحية، فيما كان النائب السابق وليد جنبلاط اول الداعين لاستضافة النازحين في عاليه والشوف، وهذا الأمر جعل عددا من القرى الدرزية في مرمى الاستهداف، بسبب التموضع الدرزي في حرب الـ٢٠٢٤ الى جانب القضية الفلسطينية والمقاومة، كما تم تفعيل لجان الأزمة في مناطق الجبل بالدعوات المتكررة لأصحاب الشقق السكنية والمالكين، لمراعاة وتطبيق المعايير الإنسانية في استقبال النازحين، انطلاقا من القيم الأخلاقية، فجنبلاط كان السباق في الاصطفاف الى جانب حزب الله، مما انعكس على حركة استقبال النازحين في الشوف وعاليه والمتن الأعلى.

بدوره، التيار الوطني الحر أنجز حملة تضامنية لافتة في المناطق لفتح المنازل والساحات لاستقبال النازحين، وأطلق رئيسه جبران باسيل معادلة وطنية جديدة "ننهزم معا او ننتصر معا ."