اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



لا يُخفي النائب المستقل الدكتور بلال الحشيمي، خشيته على لبنان من العدوان الإسرائيلي، ويكشف عن أن "لبنان تأخر وقد أضاع العديد من الفرص من أجل حشد موقف دولي داعم له في وجه هذا العدوان والأطماع الإسرائيلية"، مشدداً على أن "المعبر نحو الإنقاذ هو عبر انتخاب رئيس للجمهورية وتضامن كل اللبنانيين، بعدما بات واضحاً أن لبنان محاصر من العدو ومتروك من المجتمع الدولي".

وفي حديثٍ لـ "الديار"، يشير النائب الحشيمي، إلى أن "لبنان خسر فرصةً كانت لديه من أجل تنفيذ القرار 1701، وإرغام العدو على عدم خرقه في 8 تشرين الأول الماضي ولكنه خسرها، واليوم تطالب الحكومة بتنفيذ هذا القرار وبوقف النار، لكن لبنان أصبح اليوم وحيداً ومعزولاً ومحاصراً براً وجواً، وهذا هو الواقع اليوم الذي نجم عن عدم الرؤية، فبات لبنان يتعرض للتدمير والضرب والإبادة، فيما يقف منفرداً في مواجهة عدو لا يأخذ بالاعتبار القوانين وشرعة حقوق الإنسان، حتى ان من كان يتحدث عن مواجهة إسرائيل في السابق قد تراجع عن دعم اللبنانيين في معركتهم".

ورداً على سؤال، حول المشهد في ظل التطورات الدراماتيكية الأخيرة، يقول الدكتور الحشيمي، إن "العدوان مستمر والنزوح والتهجير من أكثر من منطقة في الجنوب وبيروت والبقاع يستمر بشكلٍ يومي، وبتنا أمام أزمة خطرة ومرشحة لأن تتفاقم، لأن العدو الإسرائيلي يمارس حرب إبادة في لبنان كما سبق وفعل في غزة، حيث أهمل حتى الإسرائيليين الرهائن في القطاع، وهو ما زال يحظى بدعم وتأييد دوليين بدلالة عدم التوصل إلى وقف للنار في غزة بعد نحو عام من المفاوضات والمبادرات الديبلوماسية".

وعلى المستوى اللبناني، يرى الحشيمي، أن "المطلوب هو عمل دولي وعربي لوقف إطلاق النار ولجم العدوان الإسرائيلي، وإن الدول العربية مشكورة اليوم على دعمها الإنساني للبنان والنازحين، ولكن الأساس يبقى بوقف الحرب، لأنه بعد مرور عام على حرب غزة ما من مؤشرات على حلول، وهذا الأمر يهدّد بحرب طويلة أيضاً على لبنان، بينما لا يمكن للبنانيين تحمل الأزمات، وخصوصاً أن فصل الشتاء على الأبواب ولا يمكن للنازحين العيش في ظل الظروف الصعبة حيث ان البعض يعيش في الساحات والحدائق العامة لأنه لم يجد مأوى يلجأ إليه".

وحول احتمالات نجاح الحراك الذي أطلقه لقاء عين التينة من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، يرى الحشيمي أن "المدخل إلى تكوين موقف لبناني رسمي يطرح قضية لبنان بوجه العدوان هو بانتخاب الرئيس، وهذا الأمر يتم من خلال الدعوة أولاً من قبل الرئيس نبيه بري إلى جلسة انتخاب رئيسٍ للجمهورية في ظل الإيجابية الواضحة التي ظهرت لدى الكتل النيابية كافةً، وبشكل خاص من قبل المعارضة التي طالبت على الدوام بانتخاب رئيس الجمهورية ولم تقاطع أي جلسة انتخاب على مدى المرحلة الماضية من الشغور، ولكن هناك عقبة تتمثل في قدرة كل النواب على المشاركة بنتيجة القصف والغارات الإسرائيلية المتواصلة التي تهدّد كل اللبنانيين".

ومن ضمن هذا السياق، يتحدث الحشيمي عن "مسارٍ سياسي أولاً عبر انتخاب الرئيس، ثم ديبلوماسياً ثانياً عبر قيام هذا الرئيس بتأمين موقف دولي داعم للبنان في وجه إسرائيل من خلال التواصل مع كل عواصم القرار العربية والغربية، وثالثاً من خلال قيام دولة المؤسسات ومبادرة المؤسسات الرسمية والأمنية لحماية اللبنانيين وممتلكاتهم في كل لبنان من أجل حفظ أمن المواطنين، ولذلك فإن ما يطرحه الرئيس بري لجهة وقف إطلاق النار ليس في يد لبنان، بل في يد العدو الإسرائيلي، فيما انتخاب الرئيس يتم بمبادرة لبنانية، علماً أنه على الجميع اليوم التوافق على أن لا بديل عن التضامن الداخلي ولا يجب انتظار الخارج أو التعويل عليه".

وحول أزمة النزوح، يؤكد الحشيمي أن "اللبنانيين يدعم بعضهم بعضا وقد أثبتت الحرب أنه لا يمكن لأي لبناني أن يصمد من دون دعم شريكه في الوطن، وقد برهن الجميع على أهمية التعايش المشترك والتضامن لاستيعاب تداعيات النزوح في ظل التقاعس الحكومي، وبعدما ثبت أن خطة الطوارىء الحكومية أثبتت فشلها".  

الأكثر قراءة

نهاية سوريا نهاية العرب