اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لا نبالغ في القول انه صار بالإمكان، بعد مرور عام على بدء المواجهة الملحمية تصدياً للهيمنة العنصرية الاستعمارية الصهيونية، قراءة فصول الخطة الجديدة من أجل بلوغ الأهداف الاتية :

1ـ إلغاء القضية الفلسطينية ومحو الوجود الفلسطيني، عن طريق عمليات الإبادة الجماعية والتدمير الشامل، تمهيداً لإخلاء قطاع غزة والضفة الغربية من السكان الأصليين، وإحلال مستوطنين أوروبيين وأميركيين مكانهم . بناء على أن الدولة الصهيونية، وهي دولة غربية في الأساس ويهودية في الشكل، مضطرة الى الحرب من أجل حل مشكلتين بنيويتين:

ـ الأولى: سكانية، ديموغرافية، نتيجة تعادل عدد السكان العرب من جهة، بعدد المستوطنين اليهود أو «المهودين»، من جهة أخرى...

ـ الثانية : الحاجة إلى توسيع مساحة الدولة، لكي يتناسب حجمها وقوتها الذاتية مع الدور المركزي في مد وتدعيم النفوذ الدولي الغربي في جنوب وغرب آسيا.

2ـ تفعيل «الرابطة الابراهيمية» وتوسيع رقعة انتشارها، بحيث تشمل البلدان الخليجية واليمن وسيناء ، وأجزاء من لبنان وسورية والعراق.

3ـ تأهيل هذه المنطقة «الابراهيمية»، لاحتلال موقع استراتيجي إجباري على الخريطة الدولية بين الهند وشرق المتوسط ، خط المرور الهندي.

لا شك في أن عملية طوفان الأقصى التي ما تزال مستمرة، حالت حتى الآن دون إحراز أي تقدم نحو هذه الأهداف، بالرغم من الهجوم العنيف البربري، الذي شنته دول المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، مسترجعة أساليبها الوحشية المعروفة في حروبها الإلغائية في أميركا وأوستراليا وإفريقيا. فمن البديهي أن جيوش الدولة الصهيونية ليست وحدها في الحرب الدائرة .

مهما يكن، فعلى الأرجح أن الحملة العسكرية الصهيونية الغربية، التي انطلقت رداً على عملية طوفان الأقصى وصلت إلى حائط مسدود، وبالتالي هي مضطرة من الآن فصاعداً الى البحث عن مخرج سياسي أو ديبلوماسي، لإخراجها من الموحَلَة التي انتهت إليها .

نقتضب في هذا السياق فنقول، إن التصدي لحرب الإبادة الصهيونية الغربية في 7 أكتوبر، وإبعاد خطرها الوجودي تحقق لحد الآن، بفضل مقاومة شجاعة تمتلك القوة المتمثلة بالوسائل المتوافرة لديها، والثقة بنفسها انعكاساً للاستعداد والتدريب.

ولا جدال هنا، أن لإيران دوراً كبيراً في هذا كله . من هنا يتضح لنا أن القيادة الصهيونية تلح وتصر ، وتمارس مختلف الضغوط على شركائها الدوليين لجرهم إلى حرب ضد إيران. لكن يبدو أن الحرب المباشرة ضد إيران مستحيلة، والسبب أن لديها في أغلب الظن وسائل ردع ذرية، فضلاً عن مقذوفات متقدمة جدا، أظهرتها مؤخرا في ردها على عدوان صهيوني على سيادتها الوطنية. ينبني عليه أنها متسلحة بحيث لا يمكن تحييدها  وتعطيل دورها بالاعتداء عليها، فهي إلى درجة ما، تنتمي إلى فئة من الدول تتطلب المنافسة أو الصراع معها، أساليب متمايزة عن أساليب قطاع الطرق التي تستخدمها الدول الغربية، مثل الولايات المتحدة والدولة الصهيونية مقابل شبه الدولة العربية. لقد وقعت هذه الدول في مأزق إيراني !

مجمل القول أنه ليس مستبعداً، إذا أصرت إيران على مواصلة دعمها للمقاومين في محور المقاومة، أن يصل قادة الدولة الصهيونية إلى قناعة بأن التدمير والإبادة الجماعية أو الترحيل، واحتلال الأرض وضمها إلى ما تم احتلاله في الحروب السابقة، يصعبون الخلاص من المأزق الإيراني . ولكن إذا اقتنعوا خرجنا وخرجوا من الموحلة، وتغيرت وتبدلت الأوضاع في عموم المنطقة نحو الرقي والحضارة !


الأكثر قراءة

المقاومة تثبّت مُعادلة بيروت مقابل «تل أبيب» وتمطر «اسرائيل» بأكثر من 300 صاروخ العدو يتقصد استهداف الجيش اللبناني بوريل يحذّر: لبنان على شفير الانهيار