ما هي آثار انقطاع التنفس أثناء النوم على الجسم؟

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

انقطاع النفس النومي، أو انقطاع التنفس أثناء النوم، هو اضطراب شائع يتميز بتوقف مؤقت أو انخفاض كبير في تدفق الهواء إلى الرئتين أثناء النوم، مما يؤدي إلى استيقاظ متكرر واضطراب في نمط النوم الطبيعي. يُعَدُّ هذا الاضطراب أحد المشاكل الصحية الخطيرة التي لا تُهدد جودة النوم فقط، بل تؤثر بشكل مباشر على الصحة العامة للشخص. يعاني الأشخاص المصابون بانقطاع النفس النومي من فترات يتوقف فيها التنفس لبضع ثوانٍ إلى دقائق عدة، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى الأكسجين في الدم وزيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون. يعقب هذه النوبات استيقاظ مفاجئ يهدف إلى استعادة التنفس الطبيعي، لكن الشخص قد لا يدرك حتى أنه استيقظ.

هذا الاضطراب لا يؤثر فقط على نوعية النوم، بل يمتد تأثيره إلى النظام القلبي الوعائي والجهاز العصبي، حيث يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، والسكتات الدماغية. إضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس النومي يكونون أكثر عرضة للشعور بالتعب والإرهاق خلال النهار، مما يزيد من احتمالات وقوع الحوادث المرتبطة بقلة الانتباه، مثل حوادث السير. تشمل عوامل الخطر المساهمة في هذا الاضطراب السمنة، وتقدم العمر، والجنس الذكري، إلى جانب عادات حياتية مثل التدخين واستهلاك الكحول.

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور فيريند سومرز، أخصائي أمراض القلب في مؤسسة "مايو كلينك" والمتخصص في انقطاع النفس النومي، إن هذه الحالة الطبية خطيرة ويمكن أن تسبب مشاكل في القلب ومشاكل صحية أخرى.

وقد يعاني المصابون بانقطاع النفس النومي من التعب غير المبرر وتقلبات المزاج، لأن انقطاع التنفس لديهم يوقظهم باستمرار ويمنعهم من الاستقرار في نوم عميق.

وقد يستيقظ مرضى آخرون بفم جاف، لأن انقطاع التنفس أثناء النوم يميل إلى جعلهم يتنفسون بفم مفتوح، ما يؤدي إلى جفاف اللعاب. ويستيقظ البعض وهم يعانون من صداع، قد يكون سببه انخفاض الأكسجين أو ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون أثناء النوم.

وعندما يتنفس الشخص بشكل طبيعي، يكون مستوى تشبع الأكسجين في الدم عادة بين 95% و100%. وبحسب الدكتور سومرز فإن انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم يمكن أن يخفض مستوى الأكسجين إلى 70% أو 60%. ويمكن أن يسبب ارتفاع ضغط الدم ويجهد نظام القلب والأوعية الدموية، ما يزيد من خطر الإصابة بمشاكل القلب.

وتابع: "ما يمكننا فعله هو إعطاؤك جهاز مراقبة الأكسجين لارتدائه في المنزل وإلقاء نظرة على تتبع الأكسجين. وإذا بدا الأمر مشكلة، فيمكنك إجراء دراسة للنوم. وإذا تم تشخيصك بانقطاع النفس النومي، فقد يشمل العلاج فقدان الوزن، وجهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر (أو CPAP)، أو ارتداء قطعة فم مصممة لإبقاء الحلق مفتوحا، إلى جانب العلاج الوضعي لمنع النوم على الظهر، أو حتى الجراحة أو زرع جهاز يحفز مجرى الهواء ليكون أكثر انفتاحا أثناء النوم.

أما الفئة الأكثر عرضة للإصابة بانقطاع النفس النومي، فتشمل مجموعة من الأفراد الذين تتوافر لديهم عوامل خطر معينة. أبرز هذه الفئات تشمل:

- الأشخاص الذين يعانون من السمنة: تعتبر السمنة واحدة من أهم عوامل الخطر. الدهون الزائدة، خاصة حول منطقة الرقبة، يمكن أن تضغط على مجرى الهواء وتزيد من احتمالية انسداده أثناء النوم.

- الرجال: أظهرت الدراسات أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بانقطاع النفس النومي مقارنة بالنساء، خاصة في الفئات العمرية الأكبر سنًا. هذا يعود إلى الفروق التشريحية والهرمونية.

- كبار السن: يزيد خطر الإصابة بانقطاع النفس النومي مع التقدم في العمر، حيث تصبح العضلات في مجرى الهواء أكثر ارتخاءً وضعفًا، مما يسهل انسدادها.

- الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي: قد يكون هناك مكون وراثي يزيد من احتمالية الإصابة بهذا الاضطراب، حيث إذا كان أحد أفراد العائلة مصابًا به، قد تكون الفرص أعلى لدى باقي الأفراد.

- الأشخاص الذين يعانون من مشاكل هيكلية في مجرى الهواء: مثل انحراف الحاجز الأنفي، أو تضخم اللوزتين أو اللسان، مما قد يسبب تضييقًا في مجرى الهواء ويزيد من احتمالية حدوث الانقطاع أثناء النوم.

- المدخنون: يزيد التدخين من الالتهابات واحتقان مجرى الهواء العلوي، مما يؤدي إلى تضييقه ويزيد من خطر حدوث انقطاع النفس النومي.

- الأشخاص الذين يتناولون الكحول أو المهدئات: يمكن أن تؤدي هذه المواد إلى ارتخاء العضلات في الحلق بشكل مفرط، مما يسهم في انسداد مجرى الهواء أثناء النوم.

- النساء بعد سن اليأس: على الرغم من أن الرجال أكثر عرضة، إلا أن النساء، خاصة بعد انقطاع الطمث، يواجهن خطرًا متزايدًا للإصابة بانقطاع النفس النومي بسبب التغيرات الهرمونية.