اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

توافد رؤساء الطوائف إلى الصرح البطريركي في بكركي للمشاركة في القمة الروحية الاستثنائية المسيحية الإسلامية.

وفي مستهل القمة الروحيّة قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي: "الوطن مجروح في العمق وكلّنا هنا لمداواة هذه الجراح ونحن هنا لعزاء قلوبنا وقلوب شعبنا المصاب بعمق".

وأضاف: "مأساة وطنيّة تجتاح الجميع والزمن اليوم هو زمن تضميد الجراح وإيجاد الحلول وهذا دورنا كرؤساء روحيين."

من جهته، قال مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان ان "لبنان سيبقى وطننا جميعًا وإيمانه بالله ووحدته الوطنية وأصالة شعبه كفيلة بحفظه واستمراره وردّ العدو عنه."

وأردف: "اجتماعنا اليوم خير رسالة للعالم أجمع وأبلغ ردّ على العدو الذي يستعمل آلة القتل والدمار ويرتكب المجازر بشكل همجي ووحشي ولا يقيم للأمم المتحدة ومجلس الأمن هيبة. وطننا سيبقى واحة الحرّية والديمقراطية والعيش المشترك وسيكون في وحدته وتماسكه وتضامن اللبنانيين وعروبته وقوة شعبه سدًّا منيعًا في وجه كلّ طامع ومعتدّ".

ولفت دريان الى ان  "ما حصل في لبنان هو امتحان عسير لنا جميعًا وقد عرّض البلد للدمار وانتخاب رئيس للجمهورية هو العنوان الجامع تقيّدًا بالدستور."

وتابع ان " الدستور أوكل إلى رئيس الجمهوريّة الاهتمام بالقضايا الوطنية الكبرى التي من شأنها أن تؤمّن للبلد سلامته وكيانه وسيادته واستقراره وللشعب اللبناني وحدته وتضامنه."

وختم: "كفانا تشرذمًا وفوضى ويجب أن تستعيد الدولة دورها وقرارها ويجب أن نحرص على تطبيق الدستور واتفاق الطائف واللبنانيون بحاجة إلى دولة تحميهم وتوفّر لهم الأمان."

أما نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب فقال: "أمام هذه الظروف جئنا آملين منكم بموقف على مستوى هذا الواقع الذي تمارس فيه "إسرائيل" حرب إبادة موصوفة تستهدف كل لبنان بكل ما فيه.الأمين العام لحزب الله الشهيد حسن نصرالله قدّم نفسه فداءً للبنان وأهلنا اضطرّوا الى النزوح ونتوجّه بتحيّة إلى الشعب اللبناني بكل طوائفه على فتح أبوابهم لإخوانهم."

وأضاف: "العدوان "الاسرائيلي" لا يستهدف فئة بعينها بل الوطن بأكمله شعباً وكياناً وعائلات روحيّة تشكل نقيضاً لهذا الكيان العنصري الغاصب والمتوحش لذلك يجب التصدي لهذا العدوان شاملاً وكاملاً."

وتابع الخطيب: "نحن أهل الدولة ورعاتها وحماتها والحريصون على قيامتها وقوّتها وسلطتها لكنّ الدولة طوال عقود تخلّت عن سيادتها ووقفت وقوف العاجز بل اللامبالي بسيادة وكرامة شعبها ومعاناته وتركته على الحدود للوحش الصهيوني."

وأكد ان "السيادة لا تتجزّأ وهي مسؤولية الدولة واللبنانيين جميعاً وتمكّنت المقاومة الى جانب الجيش اللبناني من تحرير الأرض وما زالت تتصدى للوحش المتفلّت الذي تجاوز الحدود في عدوانه والذي تركّز على المدنيين."

وختم: "نشدّ على أيدي رجال المقاومة الأبطال وندعو إلى بناء دولة حقيقية وقادرة تستطيع القيام بمسؤولياتهم الوطنية في الدفاع عن سيادتها وكرامة شعبها وبناء دولة المواطنة. المصارحة والجدية تقتضي الاعتراف بأسباب الفشل في بناء الدولة لنسير جميعاً تحت كنفها وحمايتها ونخرج من هذا الوضع ولتتحمّل الدولة مسؤولية الدفاع عن أمن وأمان واستقرار مواطنيها.  يجب انتخاب رئيس توافقي للبلاد كي يقف اللبنانيون خلفه جميعاً ليتمكّن بالقيام بهذا الحمل الثقيل لكن أوّلًا يجب وقف الحرب المجنونة بوقوف الشعب اللبناني صوتاً واحداً."

كما ألقى شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى كلمة أكد فيها ان "المطلوب التعاون لإنقاذ الوطن في هذا المنعطف التاريخي الخطير".

وقال: "نتمسّك بالشراكة الروحية والوطنية التي هي مصدر قوّة لبنان وثباته ويجب إسكات الأصوات المنادية بأيّ صيغة من صيغ التقسيم والتشرذم المناطقي أو الطائفي."

وأضاف أبي المنى: "نُحذّر من الاستقواء بالخارج على الداخل ومن محاولة تغليب أي طائفة على أخرى فلبنان لا يبنى إلّا على قاعدة تقضي بأن تحافظ كل عائلة روحية على شريكتها في الوطن. نلتقي لنحذّر من خطورة الإستقواء بالخارج على الداخل والواجب الوطني يقضي تحاشي الإنجرار الى الحروب المدمّرة وندعو لضرورة إتخاذ الحكمة والشورة في القرار وتطبيق القرارات الدولية بما فيها الـ 1701."

ودعا للإسراع في انتخاب رئيس بأكبر قدر ممكن من التفاهم والتوافق.

من جانبه، قال بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي ان " الوطن جريح وينزف وقلوبنا تدمي ومن حولنا شهداء وقتل وعنف ونزوح وكل الأوجاع. اجتماعنا اليوم هو رسالة للعالم الخارجي علّه يرى أنّنا كنّا وما زلنا وسنبقى أبناء هذا البلد بكلّ أطيافه عائلة روحية واحدة في لحمة وطنية لا يعتريها أي خلل."

وأضاف: " اجتماعنا أيضاً رسالة داخلية لشعبنا كي يرى الناس جميعاً أننا سويّة وأنّه لا يفرّقنا أي شيء وأنه علينا أن نكون يداً واحدة مسلمين ومسيحيين. نرفع الصوت مجدداً مطالبين المجتمع الدولي بالإسراع لوقف هذه الحرب اليوم قبل الغد."

وفي الختام قال رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ علي قدّور ان "ما يريده العدو "الإسرائيلي" هو إيجاد الفتنة بين اللبنانيين والانقسام وتخلّي لبنان العروبة عن القضية الأساسية أي فلسطين."

وأضاف: " العدو "الإسرائيلي" يلاحق اللبنانيين الآمنين العزّل الأبرياء وليس أدلّ على ذلك من مجزرة أيطو ونحن أحوج ما نكون في هذه الأيّام الى وحدتنا وتضامننا."

وختم: "نناشد المجتمع الدولي أن يوقف العدو "الإسرائيلي" عند حدّه ولا بدّ من العمل والمثابرة على وقف إطلاق النار فوراً."

الأكثر قراءة

حزب الله يُحبط مُخطط تصفيته وعودة ملحميّة للأهالي القرار 1701 بين النسختين: فروقات لغوية ستون يوماً مفصلية: انتخاب رئيس ووقف النار في غزة على طاولة التحديات