اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بجهود فرنسية وتعاون دولي واسع نسبيا، عقد «المؤتمر الدولي لدعم لبنان وسيادته» في العاصمة الفرنسية قبل ظهر امس، في قصر المؤتمرات التابع لوزارة الخارجية في الدائرة 15، وانتهى بكلمة لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ولوزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو. وقد أتاح المؤتمر جمع أكثر من 800 مليون دولار من المساعدة الإنسانية و200 مليون دولار لمساعدة الجيش».

وفي لقاء صحافي في مقر المؤتمر، قال ميقاتي: «التحدي الكبير لدينا اليوم هو في معالجة ملف النازحين والقيام بواجبنا تجاههم. هذا المؤتمر كانت له اهمية كبيرة من النواحي كافة: اولا التضامن الانساني وهذا امر مهم جدا، والتضامن السياسي ثانيا من خلال تأكيد طلب وقف اطلاق النار في اسرع وقت ممكن، اضافة الى التأكيد ان القرار 1701 يجب تنفيذه فورا، وكما ورد، وتعزيز وجود الجيش في الجنوب لكي يقوم بواجبه».

بارو: المجتمع الدولي كان «على قدر الرهان»

وأعلن بارو أن «مؤتمر دعم لبنان في باريس يتعهد بتقديم مليار دولارمنها 800 مليون دولار مساعدات إنسانية و200 مليون دولار لدعم الجيش». مؤكدا أن المجتمع الدولي كان «على قدر الرهان».

وشدد على أنه «يجب أن يعلم الإسرائيليون أنه ما من أمن لدولتهم دون تحقيق السلام في فلسطين ولبنان»، مضيفا «يجب ضمان تنفيذ القرار 1701 والتزام الدولتين بتطبيقه».

ماكرون: 100 مليون يورو كمساعدات للبنان

واكد ماكرون في افتتاح المؤتمر، أنه «لا بد أن تنتهي حرب الآخرين على أرض لبنان»، ولفت الى ان «لبنان يتعرض لجملة من التحديات تتمثل بهجمات إسرائيل والنزوح».

واعلن تقديم « 100 مليون يورو كمساعدات للبنان»، لافتا الى انه «يجب وقف الحرب فورا في لبنان»، داعيا « إسرائيل الى وقف الحرب في لبنان»، وشدد على «وقف الهجمات على إسرائيل أيضا».

ولفت الى ان» إيران تدفع بحزب الله لمواجهة إسرائيل»، ودعا الى «احترام القرار 1701 وتطبيقه من كافة الأطراف»، معتبرا ان « لدى الجيش اللبناني الآن مهمات أكثر من قبل وعلى حزب الله أن يوقف عملياته واستهداف ما بعد الخط الأزرق».

غوتيريس: وقف إطلاق النار مهم جداً

بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «ان «منظمة الامم المتحدة قلقة على سلامة المدنيين على طرفي الخط الأزرق والهجمات ضد اليونيفيل أمر مرفوض تمامًا ويشكّل جريمة حرب».

واشار الى ان «إسرائيل تواصل قصفها العنيف لمناطق مأهولة في لبنان»، مؤكدا ان «وقف إطلاق النار مهم جدا».

ميقاتي: ضمان قدرة لبنان على الصمود

في مواجهة التحديات المستمرة

أما ميقاتي، فقال: «أحضر أمامكم اليوم بقلب مثخن بالجراح لألقي الضوء على العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، والذي أدى إلى نزوح أكثر من 1.2 مليون مواطن لبناني، منهم 500 ألف طفل فقدوا منازلهم ومدارسهم. ولا يمكن المبالغة في تقدير التأثير المدمر لهذه الحرب، حيث خلّفت وراءها دمارًا وبؤسًا. لم يتسبب العدوان الإسرائيلي في معاناة إنسانية هائلة وخسائر في الأرواح فحسب، بل ألحق أيضا أضرارا جسيمة ببنيتنا التحتية واقتصادنا ونسيجنا الاجتماعي. لقد أدى نزوح هذا العدد الكبير من مواطنينا إلى نشوء أزمة إنسانية ذات أبعاد غير مسبوقة، وهي أزمة تتطلب اهتمامًا عاجلاً وعملًا من المجتمع العالمي».

اضاف: «إن ما نتوقعه من المجتمع الدولي يتلخص بالآتي:

- التضامن ووقف إطلاق النار: يدعو لبنان المجتمع الدولي إلى التكاتف ودعم الجهود التي من شأنها إنهاء الاعتداءات المستمرة وفرض وقف فوري لاطلاق النار .

- المساعدات الإنسانية والدعم الطارئ: لقد أدت الحرب إلى زعزعة استقرار الظروف المعيشية، مما زاد من الحاجة إلى المساعدات الإنسانية. وهناك حاجة إلى المساعدات المالية الدولية لتوفير الخدمات الأساسية مثل الغذاء والرعاية الصحية والمأوى والتعليم.

- الحاجة إلى إعطاء الأولوية لاستقرار المؤسسات الرئيسية: تشمل الأولويات الخاصة تقديم الدعم للسلطات المحلية في إدارة التدفق الكبير للنازحين بشكل فعال وضمان وصولهم إلى الخدمات الأساسية مثل النفايات والطاقة والمياه.

- التعافي المبكر والبنية الأساسية: لقد تسببت الاعتداءات الإسرائيلية الحالية في مزيد من الدمار للطرق والمدارس والمستشفيات ومعالم التراث الثقافي وغيرها من المرتكزات الأساسية الحيوية. وهناك حاجة إلى التمويل الدولي لمشاريع إعادة الإعمار واسعة النطاق، بما في ذلك إعادة بناء قطاع النقل وشبكات الكهرباء ومرافق المياه وإزالة الأنقاض لإعادة الإعمار والبنية الأساسية للاتصالات.

وقال: «يبقى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، بصيغته الحالية، حجر الزاوية للاستقرار والأمن في جنوب لبنان، وإن التنفيذ الكامل والفوري لهذا القرار من جانب لبنان و»إسرائيل» من شأنه أن يحافظ على سيادة لبنان وسلامة أراضيه ويوفر الأمن على حدودنا الجنوبية التي يمكن أن تسمح للمجتمعات النازحة بالعودة إلى مناطقها.

اضاف «إن معادلة الاستقرار تتحقق بالوقف فوري لاطلاق النار والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 ونشر 8000 عنصر من الجيش جنوب نهر الليطاني. كما تتحقق باستئناف الجهود الديبلوماسية لمعالجة النزاعات على طول الخط الأزرق والتوصل إلى اتفاق يمكن أن يضمن الاستقرار الطويل والمستدام في جنوب لبنان. إن التفاهم بشأن الحدود البحرية يشكل دليلا على التزام لبنان بالمفاوضات السلمية وحل النزاعات. ولم تحل هذه التفاهمات البحرية النزاعات الطويلة الأمد فحسب، بل أظهرت أيضًا استعداد لبنان للمشاركة بشكل بناء مع وسطاء صادقين. وفي الفترة المقبلة، وبعد التوصل إلى وقف إطلاق النار، تقف حكومة لبنان على استعداد للمشاركة مرة أخرى والقيام بدورها في تجنب المزيد من التصعيد، مع ضمان سلامة وأمن مواطنيها وسيادة لبنان وسلامة أراضيه».

وختم «إن ما يحتاج إليه لبنان اليوم قبل الغد هو وقف إطلاق النار الفوري! ونحن نعتمد عليكم وعلى أصدقاء لبنان الحاضرين هنا لممارسة كل الضغوط اللازمة لتحقيق وقف إطلاق النار».

ممثل قائد الجيش: عيننا على اللحمة

الاجتماعية بالداخل ولذلك نحتاج للدعم

وشدد العميد الركن يوسف حداد ممثلاً الجيش على وجوب « وضع حدّ للنزاعات والأعمال العدائية»’ و قال:»نعمل على تطبيق القرار 1701 مع اليونيفيل»، مشيرا الى ان الحكومة ورئيسها طالبا بتجنيد 1500 جندي في مرحلة أولى لتعزيز جهاز القوات المسلحة في جنوب لبنان للمساهمة في تنفيذ القرار 1701».

واكد «لدينا تحدٍّ مزدوج فعيننا على الجنوب وكذلك على داخل البلد واللحمة الاجتماعية وهذا الهدف الأساسي ولذلك نحتاج إلى الدعم».

ريزا: لبنان يحتاج الى تضامننا

والموارد والجهود السياسية الجدية

كما اعتبر نائب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة والمنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان ومنسق الشؤون الإنسانية عمران ريزا، ان «لبنان على شفير هاوية إنسانية، ولا يمكننا، بل لا يجب علينا أن نسمح بحدوث ذلك. اليوم، نحن بحاجة إلى التحرك الملموس».

اضاف «إننا في الأمم المتحدة والفريق القطري للعمل الإنساني في لبنان نجدد تأكيد التزامنا بدعم الحكومة اللبنانية، بموجب خطة الاستجابة للبنان بقيمة 2.72 مليار دولار والنداء الإنساني العاجل الملحق بها بقيمة 426 مليون دولار. وإلى حين وقف إطلاق النار، فإن الحاجات الإنسانية في لبنان لا تزال تتفاقم بشكل متسارع»، مشددا على ان «لبنان يحتاج إلى تضامننا، لكنه يحتاج أيضًا إلى الموارد والجهود السياسية الجدية لاستعادة الاستقرار، بدءا بوقف إطلاق النار الفوري».

رئيسة الصليب الاحمر الدولي: على أطراف

النزاع السماح بإيصال المساعدات

وقالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميرجانا سبولياريتش: «لقد شهدنا الخسائر الفادحة التي وقعت في أوساط المدنيين إبان النزاع الدائر في غزة منذ العام الماضي. ولا يجوز للدول أن تسمح بتكرار هذه الوقائع المأساوية في لبنان. أولا، دعوني أعبر عن موقفنا بوضوح: يكفل القانون الدولي الإنساني الحماية للمدنيين والبنية التحتية المدنية. وتشمل هذه الحماية السكان الذين يبقون في المناطق الصادر أوامر بإخلائها، فكثيرا ما يعجز كبار السن وذوو الإعاقة والجرحى والمرضى عن الامتثال لأوامر الإخلاء، وخصوصًا إذا كانت المهلة الممنوحة للسكان قصيرة. فلا بد من توخي الحرص الدائم في كل الأحول لتفادي إلحاق أضرار بهم، ولا بد من إيصال المساعدات الحيوية لهم، وإتاحة سبل حصولهم على الخدمات الأساسية».

وتابعت: «يجب السماح للنازحين من ديارهم بالمغادرة في ظروف آمنة، ويجب أن تلبي الإمدادات الإغاثية الاحتياجات الناجمة عن هذه التحركات السكانية الواسعة النطاق. ولا تعفى الأطراف المتحاربة من التزاماتها بمقتضى القانون الدولي الإنساني في الأحوال التي يعجز المدنيون فيها عن الإجلاء أو إذا اختاروا البقاء في ديارهم»، مضيفة «إننا ندعو مجددا إلى وقف التصعيد، وأن تنهض الدول بمسؤولياتها القانونية والأخلاقية، ولا سبيل لذلك إلا باحترام القانون الدولي الإنساني».


ألمانيا قدّمت 103 ملايين دولار لدعم لبنان

تعهدت ألمانيا خلال المؤتمر الدولي لدعم لبنان بتقديم 96 مليون يورو (103 ملايين دولار) لمساعدة لبنان على مواجهة أزمته.

وقالت وزارة الخارجية في بيانها خلال المؤتمر، إن «ألمانيا تعهدت بتقديم 96 مليون يورو لمساعدة لبنان على مواجهة أزمته». وأشارت إلى أن «الأموال ستتدفق إلى وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بما في ذلك الصليب الأحمر الألماني والصندوق الإنساني اللبناني «للوصول إلى النازحين داخليا وضمان الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والمؤسسي في لبنان».

أضافت: «نوضح أننا لا ننظر فقط للمعاناة في لبنان هذه الأيام، بل نتخذ إجراءات. نحن ندعم الناس على الأرض الذين يريدون في الغالب شيئا واحدا فقط، العيش في أمان وسلام في المستقبل، تماما مثل الكثير من الناس في إسرائيل».

الأكثر قراءة

ما قضيّة لبنان ما لبنان بعد الحرب ؟