اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أكد أمين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن برنامج عمله هو استمرارية لبرنامج عمل السيد حسن نصرالله في كل المجالات، السياسية والجهادية والإجتماعية والثقافية، مشيراً إلى أننا "سنستمر في تنفيذ خطة الحرب التي وضعها مع قيادة المقاومة وسنبقى في مسار الحرب ضمن التوجهات السياسية المرسومة"، قائلاً: "نتعامل مع تطورات هذه المرحلة بحسبها".

وشدد قاسم على أن مساندة غزة كانت واجبة لمواجهة خطر اسرائيل على المنطقة بأسرها من بوابة غزة، ولحق أهل غزة على الجميع أن ينصرونهم، معتبراً أن السؤال لا يجب أن يوجه إلى الحزب عن أسباب مساندته غزة بل إلى الآخرين عن أسباب عدم مساندتهم لأهل غزة.

ولفت قاسم إلى أن المقاومة وجدت لمواجهة الاحتلال ونواياه التوسيعية ومن أجل تحرير الأرضي، مشيراً إلى أن البعض يعتبر أن اسرائيل استفزت، سائلاً: "هل تحتاج إسرائيل إلى ذريعة؟"، موضحاً أنه قبل أن يكون الحزب موجوداً اعتدت إسرائيل دخلت إلى جزء من الأرض في العام 1978 ولم تخرج رقم القرار الدولي 425، وفي العام 1982 اجتاحت لبنان ولم يكن الحزب موجوداً بحجة ضرب المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وحتى العام 2000 بقيت لأنها كانت تؤسس لشريط حدودي يهيئ لها التوسع في المستوطنات وتستغل وجودها في الداخل اللبناني كي تضمن أن لا يعارضها أحد، لكن المقاومة هي التي أخرجت إسرائيل لا القرارات الدولية، في توافر جهود بين المقاومة والجيش والشعب.

ورأى أنه بعد عدوان تموز 2006 كان القرار 1701 وانتهى العدوان بناء للطلب الإسرائيلي وقناعة "حزب الله" أن هذا العدوان يجب أن يكون له حد، لافتاً إلى أنه من 2006 حتى تشرين الأول 2023 تعتدي اسرائيل على لبنان يومياً، داعياً إلى السؤال الجيش والأمم المتحدة وقوات الطوارئ الدولية عن الموضوع، مشيراً إلى أنهم كانوا يصورون ويرصدوا تحركات الحزب ويجمعون داتا للمعلومات حتى حصل ما حصل اليوم.

وشدد على أن إسرائيل لم تكن ملتزمة بل كان هناك 39000 خرق، موضحاً أنه في 11 تشرين الأول في العام 2023 كان هناك نقاش جدي حول الدخول في حرب مع لبنان بين إسرائيل وأميركا، لكن واشنطن لم تقتنع أنها فرصة وكان هناك خلاف داخل الحكومة الإسرائيلية، وبالتالي النوايا موجودة، مشيراً إلى أنه قبل ذلك كانت النقاشات تتحدث عن إمكانية أن تكونه الحرب في لبنان في صيف 2023 أو 2024 أو في ربيع 2024، وبالتالي كانوا يستعدون ويدرسون الخيارات منذ ما قبل "طوفان الأقصى".

ولفت إلى أنه عندما بدأت الحرب قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن من أجل الشرق الأوسط الجديد، بينما أحد أعضاء حكومته تحدث عن إنشاء مستوطنات في لبنان، ووزير الدفاع يوآف غالانت اعتبر أن وجه الشرق الأوسط سيتغير من لبنان، معتبراً أن كل هذه المعطيات تبين النوايا العدوانية الإسرائيلية، سائلاً: "هل ننتظر أن يقوموا بمشروعهم في التوقيت الذي يريدونه؟"، قائلاً: "الحمدالله الذي ألهمنا الدخول في حرب مساندة، ونحن كسرنا مجموعة من الأفكار التي كان من الممكن أن تحصل في وقت معين".

وشدد على أننا "في المقاومة نعطل مشروع إسرائيل ونحن قادرون على ذلك، أما بالانتظار بحجة عدم اعطاء الذريعة نخسر كل شيء"، مؤكداً أن "إسرائيل لا تحتاج إلى ذريعة، والأفضل أن يكون لدينا مقاومة ذات هجوم دفاعي من أن نكون منتظرين أن تهاجمنا إسرائيل ولا نفعل أي شيء"، موضحاً أننا "اعتبرنا أنفسنا في إطار الدفاع الإستباقي والجهوزية وهذا هو مسار الحماية والتحرير"، قائلاً: "اليوم نواجه مشروعاً كبيراً، وهذه ليست حرب إسرائيلية على لبنان وغزة، بل حرب إسرائيلية أميركية أوروبية عالمية، فيها كل الإمكانات على مستوى العالم، حتى تقضي على المقاومة وعلى شعوبنا في المنطقة، وهذا مشروع بالحد الأدنى أميركي إسرائيلي، كامل التبني من قبل أميركا".

ولفت إلى أنه في هذا المشروع تستخدم كل الوحشية والإبادة والإجرام، ولا يجوز على الإطلاق أن نقف ونتفرج بل يجب أن نواجه، معتبراً أن هذه المواجهة ستكشف أن القيم الغربية، كحقوق الإنسان والإطفال والمرأة، كلها كاذبة وهدفها الضحك على من يؤمن بهم ويؤمن بأنهم سادة العالم على مستوى التوجيه والتربية، وهم حثالة البشر بالتصرفات الشريرة التي يرتكبونها.

وشدد على أن صمود المقاومة الاسطوري في غزة ولبنان ستصنع مستقبل أجيالنا، لافتاً إلى أننا "اليوم في مرحلة الحرب على لبنان التي بدأت في 17 أيلول، ونحن قلنا مراراً أننا لا نريد حرباً، ولكن نحن جاهزون فيما لو فرضت علينا وسنواجه بكل قوة وعزيمة وثبات وننتصر"، لافتاً إلى أن المقاومة تواجه إسرائيل بقرارها وارادتها لحماية أرضها، ولا أحد يقاتل نيابة عنها، قائلاً: "لا نقاتل نيابة عن أحد ولا نيابة عن مشروع أحد، بل مشروعنا هو حماية لبنان وتحرير الأرض ومؤازرة أخواننا في فلسطين، وأن يكون بلدنا مستقل، وأن ننمنع أميركا وإسرائيل من التحكم بنا".

وشدد على أن إيران تدفع ثمناً كبيراً منذ عشرات السنين بسبب موقفها من فلسطين، وكان من الممكن أن تهتم بالشأن الإيراني فقط، كما شكر جبهات المساندة، مشيراً إلى أن الجميع يقدم من أجل قناعته بالتحرير، مشيراً إلى أن الصورة جلية: "نقاتل على أرضنا ونحرر أرضنا المحتلة ولا أحد يطلب منا شيئاً ولا نعمل من أجل اعطاء الأخرين شيئاً".

وأكد أمين عام "حزب الله" أن الميدان هو الأساس، مشيراً إلى أن ما حصل في تفجيرات البيجر واللاسلكي مع جيش لكن قد هزم أو مع دولة لتفككت، لافتاً إلى أن الموضوع كان مؤلماً جداً، وبعد ذلك جاء اغتيال القادة، ومن الطبيعي أن هذا المستوى من الإستهداف أن يؤدي إلى نوع من الإهتزاز، قائلاً: "نحن توجعنا وكانت ضربة كبيرة، لكن في 8 تشرين الأول بدأ الحزب يستعيد وضعه في ملء الفراغات ووضع قيادات بديلة والعمل من أجل أن ينتظم كل شيء"، مشيراً إلى أن الميدان يثبت ذلك.

وأوضح أن "حزب الله" نهض لأنه "مؤسسة كبيرة ومتماسكة وأعدادها كثيرة وإمكاناتها كبيرة"، مشيراً إلى أن هناك قيادات من الصف الأول لا تزال موجودة، أما قاعدة الصف الثاني، في الموضوع الجهادي على الأقل، كل واحد منها لديه الخبرات، ولدينا مستويات كبيرة ومهمة جداً، وبالتالي لديها الحافز الكافي مع كل المعطيات لتكون في الصف الأول، ولذلك تم ملء الفراغ بشكل طبيعي وكل شخص لديه نائب أول ونائب ثاني.

وشدد على أن الإمكانات متوفرة وموضوعة مع ما يتلائم مع ميدان الحرب الطويلة، لافتاً إلى أن كل الإستعدادات على أساس أن الحرب من الممكن أن تكون طويلة، مؤكداً أن شباب المقاومة في الخطوط الأمامية لديهم قدرات عظيمة، لأن لديهم الإيمان والإتكال على الله، مشيراً إلى أن المتواجدين على الخطوط الأمامية تشبعوا من روح الإمام الحسين والسيد نصرالله.

وشدد أن هؤلاء استشهاديين ولذلك لا أحد يستطيع أن يهزمهم أو يتقدم عليهم، مشيراً إلى أننا "ننتظر الإلتحام ونعتبر أن المواجهة الأمامية تأخذ كم يوم ونتمنى أن يقتربوا"، لافتاً إلى أن الإسرائيلي خائف ومرعوب ولا يريد أن يتقدم وقيادته تقول أنها أنجزت أهدافها، مشدداً على أن "لدى المجاهدين كل الإمكانات المطلوب والعزيمة موجودة لديهم، وصابرين وصامدين والأمر سينتهي بالنصر الأكيد".

أما بالنسبة إلى الصواريخ والطائرات، شدد على أن أنها تضرب ضمن برنامج مدروس يومياً، والحياة مشلولة عند مئات الآلاف من الإسرائيليين، لافتاً أننا "نقاتل بشرف ونستهدف الثكانات والدبابات والجنود، بينما هو يقتل المدنيين ويدمر البشر والحجر، لأنه جبان وضعيف وليس لديه أخلاق، وشمروع مشروع إحتلال ووحشية"، مشيراً إلى أنه بذلك يزيد الألم لكنه لن ينتصر ونحن مصممون على الإنتصار.

وشدد على أن الحزب يوجع أيضاً إسرائيل، لافتاً إلى المقاومة نجحت في إرسال مسيرة إلى غرفة نوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وهو مرعوب، مشيراً إلى أنه "زمط" لكن من الممكن أن يقتل على يد أحد الإسرائيليين، كما ضربت المقاومة قاعدة بنيامينا، وفي بعض الأحيان تصل الطائرة المسيرة أو الضاروخ إلى تل أبيب ما يجبر مليوني و3 ملايين على النزول إلى الملاجئ.

وشدد على أنه إذا كان نتانياهو يتحدث عن نصر مطلق، فإنه لن يكون هناك نصر مطلق بل هزيمة مطلقة، ولن يعود سكان الشمال في هذه الحرب بل سيهجر المزيد ومئات الآلالف، مؤكداً أنه "كما انتصرنا في تموز سننتصر الآن وسنبقى أقوياء مع نمو تصاعدي لقوتنا".

ورداً على السفيرة الأميركية في لبنان التي تجول على بعض القوى السياسية المعارضة لـ"حزب الله"، مؤكداً أنها لن ترى لا هي ولا من معها هزيمة في المقاومة بل سترى هزيمة إسرائيل، مشيراً إلى أن "المقاومة حمت اللبنانيين من الإستسلام والذل والإنكسار، لكنها لا تمنع التضحيات، والمقاومة جعلتنا نأخذ خياراتنا بكل فخر، وهذا له ثمن مؤلم"، قائلاً: "الحزب سيخرج من هذه المواجهة أقوى ومنصور".

وتوجه إلى الأهالي بالقول: "نحن نعرف التضحيات الكبيرة، لكن هذه المعركة تتطلب هذا المستوى من التضحيات، ونحن اليوم في مرحلة إلام العدو ولكن نضيف إليها مرحلة اخرى هي مرحلة الصمود والصبر، المسألة بحاجة إلى القليل من الوقت وسنخرج منتصرين"، قائلاً: "يا أهلنا الذين دمرت منازلهم وأخرجوا منها، أنتم اشرف الناس وأهل صبر ومقاومة ولا يمكن أن تنتصر المقاومة من دون تضحياتكم، يجب أن نصبر معاً".

وأضاف: "سنبقى معاً ونعيد الإعمار معاً وسنطبق ما قمنا به في العام 2006 في إعادة الإعمار، ومهما طالت الحرب له حدود ونهاية، والحزب قوية في المقاومة ببركة المجاهدين، وقوي في الحصور السياسي الداخلي ببركتكم يا أهلنا، وإذا كان هناك من يراهن على ضعف الحزب بعد الحرب، فهو سيبقى قوي في المقاومة وفي ال​سياسة​".

وأشار إلى أن الإنتخابات الأميركية مفصل، لكنه لفت إلى أن من عوامل التأثير على مدة الحرب أيضاً خسائر الجيش الإسرائيلي في الميدان، بالإضافة إلى أنه لم يعد لديه القدرة على تحقيق أي هدف، لأن الحزب مستمر في تعطيل أهدافه، مؤكداً أن الحزب مستعد لفترة طويلة مع الصبر، ولذلك الإسرائيلي لا يستطيع أن يراهن على الوقت أو الفصل بين الحزب والناس أو على ضعف قدراته أو على ضعفه وتمساكه، وبالتالي سيتوقف، لكن لا نعرف متى تفعل هذه العوامل فعلها.

وأكد أنه مع المقاومة لا أحد سيربح من جهة إسرائيل وجماعة إسرائيل، أما بالنسبة لوقف العدوان فالحزب مستمر في التصدي، أما إذا قرر الإسرائيلي أنه يريد أن يوقف العدوان فالحزب يوافق بكن بالشروط التي يراها مناسبة، قائلاً: "لمن نستجدي وقف إطلاق النار، بل مستمرون مهما طال الزمن، وأي حل سياسي يحصل بالتفاوض غير المباش ودعامته الأولى وقف إطلاق النار".

وفي حين أشار إلى أننا "متضامنون مع حركة أمل في مواجهة العدوان، ومع بري الذي هو محور التفاوض لإيقاف العدوان، حزب الله والحكومة وبري لهم طرقهم بالتفاهم على الحلول الأفضل"، رأى أن كل الحراك السياسي الحالي "طحن في كركعة"، أي لا نتيجة، لأنه لم يطرح حتى الآن مشروع توافق عليه إسرائيل ويكون قابلاً للنقاش من جهة الحزب.

الأكثر قراءة

هل يدخل الاتفاق على وقف النار حيّز التنفيذ استناداً للقرار 1701؟ «إسرائيل» تمارس سياسة الإرهاب المقاومة تثبّت معادلات الردع