اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ390 لعدوانه على غزة، واصل الاحتلال غاراته على القطاع الفلسطيني مخلفا شهداء وجرحى، بينما أطلقت بلدية بيت لاهيا نداء لفتح ممر إنساني لإغاثة سكان الشمال المحاصرين منذ 25 يوما، وسط تاكيدات من ان الصفقة في غزة لن تتم قبل الانتخابات الاميركية.

فقد سلطت وسائل الإعلام الإسرائيلية الضوء على جلسة كتلة الليكود البرلمانية الأخيرة التي كشفت عن تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بيّن فيها عدم استعداده لإبرام صفقة مقابل إطلاق سراح المحتجزين، عندما قال صراحة إنه ليس مستعدا لدفع ثمن لوقف الحرب.

وقالت قناة 12 إن رئيس الوزراء نتنياهو في خطابه بالكنيست «بدا واثقا من نفسه عندما قال: سأعيدهم جميعا حتى آخر واحد منهم»، في إشارة منه إلى المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.

وذكرت أنه وراء الأبواب المغلقة في جلسة كتلة حزب الليكود البرلمانية كان نتنياهو مختلفا تماما في موقفه، حيث قال عندما سأله أعضاء الكنيست عن مسار الأمور إنه «ليس مستعدا لدفع ثمن بوقف الحرب».

وذكر نتنياهو أن «حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ستواصل تكرار مطلبها بأن الإفراج عن المخطوفين سيكون مقابل إنهاء الحرب». وحسب القناة الإسرائيلية، فإن نتنياهو «يقول بأعلى دراجات الصراحة إنه لن يوافق على ذلك، بل على صفقات جزئية».

ونقلت القناة 13 مقاطع من خطاب نتنياهو أمام الكنيست، من بينها قوله إن «حماس تضع شروطا لن نوافق عليها، وسأقدم لهم وقف إطلاق نار لعدة أيام، أي فرصة لكي يخرجوا من الأنفاق، وهذه إحدى الإمكانيات التي نناقشها حاليا».

وأشار نتنياهو إلى أنه سيوافق «فوار» على مقترح مصري نشرته وسائل الإعلام، ويقضي بوقف إطلاق نار ليومين مقابل 4 محتجزين.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد ذكرت أن الخطوط العريضة التي قدمتها إسرائيل في مفاوضات الدوحة بشأن صفقة التبادل مع المقاومة في قطاع غزة لا تتضمن صراحة وقف القتال أو الانسحاب من غزة.

ويذكر أن القيادي في حركة المقاومة حماس سامي أبو زهري قال -في كلمة مصورة أمس- إن الحركة منفتحة على مناقشة «أي اتفاق» يكفل وقفا نهائيا لإطلاق النار في قطاع غزة وانسحاب قوات الاحتلال منه بشكل كامل.

احتجاج أسرى المحتجزين

ومن جهة أخرى، ركز الإعلام الإسرائيلي في المقابل على احتجاج عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة أمام أعضاء الكنيست.

ونقلت قناة 12 تصريح جلعاد كونجولد، وابنه أسير في غزة، وأفاد فيه «هناك مخطوفون مقبورون وهم أحياء، ولم يقم أحد من أعضاء الكنيست المحترمين، ومن الوزراء الأقل احتراما ليقول كفى.. هذا هو التهديد الوجودي الوحيد لدولة إسرائيل».

وبتفاعل شديد تساءلت عادي أشكنازي، وهي ناشطة لصالح إطلاق سراح الأسرى أمام الكنيست قائلة «أين وفاء الدولة لمواطنيها.. أين هو؟ واستهزأت من «الانتصار المطلق» في قطاع غزة، والذي يردده نتنياهو، وقالت: أي انتصار مطلق.. أي انتصار؟» وطالبت بإعادة الأسرى.

الى ذلك قالت وزارة الخارجية القطرية إن رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني تلقى اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بحثا خلاله العدوان الإسرائيلي على غزة، وجهود الوساطة المشتركة.

ولم تذكر الوزارة تفاصيل إضافية بشأن المحادثات وتطورها، إلا أن ما تسرب من خلال الصحافة الإسرائيلية يشير إلى أن ظروف إنجاز صفقة تبادل بين المقاومة وإسرائيل ما زالت بعيدة، خصوصا مع قرب الانتخابات الأميركية.

فقد ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الخطوط العريضة التي قدمتها» إسرائيلط في مفاوضات الدوحة بشأن صفقة التبادل مع المقاومة في قطاع غزة لا تتضمن صراحة وقف القتال أو الانسحاب من غزة.

وكانت إسرائيل والولايات المتحدة قد اعتبرتا أن موقف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد يتغير بعد استشهاد رئيس المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار خلال اشتباكات مع قوات الاحتلال برفح في تشرين الأول الجاري.

ونقلت الهيئة عن مصدر أجنبي يشارك بالمحادثات قوله إن استقالة أحد كبار أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي ليست علامة جيدة، وفي السياق ذاته نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية -عن مصدر مطلع على المفاوضات- أنه حذر من أن رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تضمين وقف القتال بمقترح صفقة التبادل قد يعرقل المحادثات.

ونقلت قناة كان الإسرائيلية -عن مصدر لم تسمه- أن قطر والولايات المتحدة عملتا على تطوير المقترح الإسرائيلي ليشمل تقديم ضمانات بانسحاب إسرائيلي كامل من غزة مستقبلا في صفقة أوسع.

خسائر إسرائيلية

وذكرت صحيفة هآرتس أن المنظومة الأمنية في «إسرائيل» تعتقد أنه من الأفضل إبرام اتفاق لإنهاء الحرب في لبنان وغزة بما يشمل صفقة تبادل.

حيث تتعرض «إسرائيل» لخسائر كبرى في الأرواح والمعدات، وذكر المحلل العسكري البارز آموس هارئيل في تحليل بصحيفة هآرتس أن شهر «تشرين الاول الذي لم ينته بعد هو أسوأ شهر من حيث الخسائر الإسرائيلية منذ بداية العام».

ورغم جولة المفاوضات الأخيرة والتصريحات الأميركية المتفائلة بعض الشيء بشأنها، فقد ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن مسؤولين يشككون بشكل كبير في إمكانية إتمام صفقة تبادل مع المقاومة في غزة قبل الانتخابات الأميركية المقرر إجراؤها في الخامس من تشرين الثاني القادم.

وتشير الصحيفة إلى أنه وفقا للتقديرات، فإن نتنياهو سيتعرض لضغوط شديدة بعد الانتخابات، سواء من دونالد ترامب أو كامالا هاريس، اللذين سيطالبانه بالسعي لإنهاء الحرب في الشمال والجنوب وتعزيز وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى.

في غضون ذلك قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت إن «عدونا ليس إيران وحزب الله وحماس بل متطرفون إسرائيليون مع (رئيس الوزراء) بنيامين نتنياهو».

وأضاف -خلال مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية- قائلا «يؤسفنا اعتماد نتنياهو على متطرفين وتغاضيه عن أفعالهم غير المقبولة».

وكان أولمرت قد دعا في أيار الماضي الإسرائيليين إلى إغراق الشوارع بملايين المعارضين لمحاصرة ما وصفها بمجموعة نتنياهو وبن غفير وسموتريتش، والتي قالها إنها خارجة عن القانون وتقود إسرائيل إلى الانهيار.

وأضاف -في مقال له بصحيفة هآرتس معلقا على نية الجيش آنذاك اجتياح رفح– أن الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين يرون أن الدافع الوحيد لتوسيع الحرب هو الحفاظ على المستقبل السياسي لنتنياهو، وأن غزو رفح لا يصب بتاتا في مصلحة إسرائيل.

وأكد أولمرت أن نتنياهو يعيش داخل فقاعة منعزلا عن الواقع، حيث يقول لنفسه وللآخرين داخل تلك الفقاعة إنه يقاتل لأجل استمرار وجود إسرائيل، وإن مهمته التاريخية تتلخص في مواجهة العالم لأجل الدفاع عن «إسرائيل» ضد كل من يريد تدميرها.

كما أثار رئيس الوزراء السابق جدلا واسعا ب»إسرائيل»، في أيلول الماضي، عقب تصريحات له عن مستقبل «إسرائيل»، حذر فيها من إمكانية اندلاع حرب أهلية بين الدينيين والعلمانيين.

ميدانيا، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، استهداف آليات عسكرية إسرائيلية شرقي مدينة غزّة شمال القطاع.

وفي التفاصيل، ذكرت الكتائب أن مجاهديها تمكّنوا من استهداف ناقلة جند من نوع «اشزاريت»، بقذيفة «الياسين 105»، وجيب «همر»، بقذيفة مضادة للدروع، بالإضافة إلى استهداف جرافة عسكرية من نوع «D9» بعبوة أرضية شمالي شرقي المقبرة الشرقية شرق مدينة غزّة.

من جهتها، استهدفت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تحشدات الاحتلال الإسرائيلي، جنوبي منطقة جحر الديك جنوبي مدينة غزّة شمال القطاع، بعددٍ من قذائف «الهاون».

كذلك، استهدفت السرايا برشقة صاروخية من نوع (107)، مواقع القيادة والسيطرة التابعة لـ «جيش» الاحتلال على امتداد محور «نتساريم».

وأعلنت السرايا، أنها تواصل قصف مواقع القيادة والسيطرة التابعة لـ «جيش» العدو في محور «نتساريم»، برشقة من صواريخ (107)، وقذائف «الهاون» من العيار الثقيل، وذلك بالاشتراك مع كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، ولواء العامودي - كتائب شهداء الأقصى.

ووثّقت المقاومة عملياتها المستمرة عند مختلف محاور القتال في قطاع غزّة، حيث عرضت كتائب الأقصى مشاهد من استهداف تحشدات الاحتلال في حي الجنينة شرقي مدينة رفح جنوب القطاع، بقذائف «الهاون».

كذلك، نشرت كتائب المجاهدين، الجناح العسكري لحركة المجاهدين، مشاهد من استهداف تموضع لقوات الاحتلال، شرقي مخيم جباليا شمال القطاع، بقذائف «الهاون».

وامس استُشهد 14 فلسطينياً وأصيب آخرون بجروح، من جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مواطنين في حيّ السلاطين بمدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة ومحيط سوق الشيخ رضوان غرب مدينة غزة.

وفي التفاصيل، استشهد 8 مواطنين وأصيب آخرون بجروح من جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مواطنين في حيّ السلاطين بمدينة بيت لاهيا.

كما استشهد 5 مواطنين وأصيب نحو 20 آخرين معظمهم أطفال في قصف الاحتلال محيط سوق الشيخ رضوان غرب مدينة غزة. 

وأصيب عدد من المواطنين بجروح، في إثر قصف مدفعية الاحتلال مجموعة من المواطنين شرقي مخيم المغازي وسط قطاع غزة.

وأشارت مصادر طبية لوكالة «وفا» الفلسطينية إلى استشهاد أكثر من 1250 في عدوان الاحتلال المكثّف على شمال قطاع غزة منذ أسابيع.

5 مجازر للاحتلال خلال ساعات

هذا وارتكب الاحتلال الإسرائيلي 5 مجازر ضدّ العائلات في قطاع غزة وصل منها إلى المستشفيات 100 وشهيدين و287 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية، بحسب ما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية.

ولا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وذكرت الوزارة أن حصيلة العدوان ارتفعت إلى 43,163 شهيداً و 101,510 إصابات منذ السابع من تشرين الأول 2023. 

الأكثر قراءة

بارّاك يعلن سياسة «العصا والجزرة» لإخضاع لبنان لخطة واشنطن توافق بين عون وبري على الرد اللبناني... وسلام اكثر تشدداً!