اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

المنتدى العالمي الذي دعت اليه الممكلة العربية السعودية والمنعقد امس واليوم بشأن اقامة الدولة الفلسطينية على ان يكون متنقلا بين عدة دول في العالم منها اسطنبول وموسكو واوسلو ومصر وعمان ودول اخرى ويشترك في المنتدى العالمي 60 دولة تؤيد اقامة الدولة الفلسطينية كذلك يشترك في المنتدى العالمي 30 مؤسسة دولية اممية تؤيد اقامة الدولة الفلسطينية، ولان الامر هذه المرة اصبح جديا اسرع الكنيست الاسرائيلي الى التصويت بالاجماع على عدم قيام دولة فلسطينية وعدم قبولها كليا لا على الورق ولا بشكل كيان مؤقت ولا باي شكل من الاشكال.

76 سنة مرت والشعب الفلسطيني يعاني التهجير ويعاني العيش في المخيمات ويعاني الاضطهاد والتعذيب من العدو الاسرائيلي وكان في كل مرة يتم الحديث عن اقامة دولة فلسطينية ولم يكن هذا الكلام جديا بل كان كلاما للاستهلاك ونتمنى هذه المرة ان لا يكون للاستهلاك بل للعمل الفعلي والجدي.

وعلى كل حال مجرد قيام منتدى دولي لاقامة دولة فلسطينية من 60 دولة عربية واوروبية واسيوية اضافة الى 30 منظمة دولية اممية هو عمل سيهز الكيان الصهيوني ويجعله في وجه المجتمع الدولي خصوصا عندما نعلم ان الاتحاد الاوروبي وضع كل ثقله من اجل اقامة الدولة الفلسطينية حتى ان المرشحة للرئاسة الاميركية هاريس اعلنت بتصريحات واضحة انها مع اقامة الدولة الفلسطينية اذا تم انتخابها رئيسة للجمهورية الاميركية.

بعد 76 سنة انتقل الشعب الفلسطيني الى القتال وما طوفان الاقصى وحرب الاسناد والدعم الذي قامت به مقاومة حزب الله الا المحرك الاساسي للدعوة لاقامة الدولة الفلسطينية بعد 76 سنة من العذاب والتشريد لهذا الشعب المنكوب الذي يعيش من دون ارض ومن دون حرية ومن دون كرامة ومن دون سيادة، ومهما فعل الكيان الصهيوني من مجازر ابادة جماعية وجرائم ضد الانسانية فقد تم تثبيت مبدأ قيام الدولة الفلسطينية ولن يرتاح الشرق الاوسط ابدا الا بعد قيام الدولة الفلسطينية وهذا ما يصرح به زعماء الاتحاد الاوروبي باستثناء المانيا، بينما دول الاتحاد الاوروبي وعلى رأسهم المفوض للسياسة الخارجية جوزيب بوريل يصرّح بانه لم يعد هناك مجال ابدا لعدم قيام الدولة الفلسطينية كما ان دولا اسيوية ودولا كبرى خاصة مثل الصين وروسيا وبريطانيا تؤيد قيام الدولة الفلسطينية وان لا سلام في الشرق الاوسط من دون قيام هذه الدولة.

ان الامن في الشرق الاوسط لن يحصل لا بل سيمتد الى حرب اقليمية كما حصل بين اسرائيل وايران، وان الامن على شاطىء البحر الابيض المتوسط سواء الشاطىء الغربي ام الشاطىء الشرقي من فرنسا الى ايطاليا الى اسبانيا الى تركيا ومصر ولبنان وسوريا لن يستتب الا بعد حل الازمة الفلسطينية وقيام الدولة الفلسطينية الحرة مع حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني على ان يكون له دولته وحريته وكرامته وسيادته.

كان الكلام في الماضي عن قيام دولة فلسطينية كلاما بكلام ومن وقت لاخر يتم الاعلان عن ضرورة قيام دولة فلسطينية، الا انه كان كلاما دون جدوى. اما اليوم وبعد 76 سنة وبعد الحرب في غزة وجنوب لبنان على حدود شمال فلسطين المحتلة بات هذا الكلام يحمل معنى كبيرا يهز الامن في الشرق الاوسط كله وفي محيط البحر الابيض المتوسط ولن يرضى الشعب الفلسطيني بعد الان وبعد ان قدم اكبر التضحيات وبعدما ساندته مقاومة حزب الله بحرب اسناد ودعم وبعدما تطورت قدرة المقاومة على مجابهة العدو الاسرائيلي رغم الدعم المطلق من الولايات المتحدة لاسرائيل باحدث الطائرات والقنابل والصواريخ، فان الامر لن يهدأ والامن والسلام لن يعودا الى الشرق الاوسط من دون الدولة الفلسطينية.

اذا عدنا لمحادثات سابقة قام بها سوليفان مسؤول الامن القومي في البيت الابيض قبل سنة فكان يصرح بان التطبيع بين السعودية واسرائيل هو هدف اميركي كبير وانها تعمل من اجله وان هنالك تقدما كبيرا في هذا المجال، لكن وزير الخارجية السعودي قال كلاما واضحا لا علاقة بين السعودية واسرائيل ما لم يتم التوافق والاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.

ومن خلال الاتحاد العالمي لاقامة الدولة الفلسطينية نشأت ديناميكية جديدة جدية والمطلوب من الشعب الفلسطيني المصالحة الوطنية خاصة بين حماس والسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير واجراء اصلاحات داخلية في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، كذلك على حماس ان تراعي وضع الخطة الفلسطينية ومقابل ذلك مطلوب ايضا من السلطة الفلسطينية رعاية حماس والتوصل الى اتفاق وان مصر وقطر ودول عربية كثيرة قادرة على لعب دور لاقامة مصالحة وطنية جدية بين حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية.

لم تعد اسرائيل طليقة الايدي لم تعد تستطيع ان تفعل ما تريد، باتت قوة المقاومة في وجهها رغم جرائم الابادة والجرائم ضد الانسانية وقد اصبحت ايادي العدو الاسرائيلي مكبلة وعندما تجتمع 60 دولة تؤيد اقامة الدولة الفلسطينية و30 منظمة دولية اممية تؤيد ايضا اقامة الدولة الفلسطينية بمعنى اجتماع 90 جهة في العالم شكلت المنتدى العالمي لاقامة الدولة الفلسطينية، فان اسرائيل لم تعد حرة مثل الاول في رفض الدولة الفلسطينية بل سيكون عليها ضغط كبير من هذه الدول والمنظمات كما ان روسيا والصين وفرنسا وانكلترا قادرة على لعب دور لاقامة الدولة الفلسطينية حتى لو بقيت الولايات المتحدة على رفضها لاقامة هذه الدولة دون ان يتم وضع شروط على كيفية اقامة هذه الدولة التي تريدها الولايات المتحدة منزوعة السلاح وليست دولة بل مجموعة مدن من طولكرم ونابلس والخليل وجنين وفيها شرطة محلية فقط ولا تعني باي شكل من الاشكال مبدأ دولة فلسطينية يعيش فيها الشعب الفلسطيني بحرية وكرامة.

لقد انطلق مبدأ المنتدى العالمي لاقامة الدولة الفلسطينية وسيحصل صراع كبير مع الصهيونية العالمية والولايات المتحدة حتى ينتصر مبدأ اقامة الدولة الفلسطينية.

شارل أيوب 

الأكثر قراءة

«حبس انفاس» بانتظار نتائج الانتخابات الأميركيّة والردّ الإيراني صمود المقاومة براً يضع حكومة العدو أمام خيارات «أحلاها مرّ» قائد الجيش «مُستاء» ويكشف معطيات عن الإنزال: تعرّضنا للتشويش