لم يكن وقع انهيار او فشل الجولة الاولى من المفاوضات التي قادتها الولايات المتحدة الاميركية لوقف النار في لبنان كبيرا على اللبنانيين الذين وان كانوا يتوقون الى انتهاء الحرب وسلوك مسار الحل السلمي، الا انهم ومنذ البداية يتعاطون بواقعية مع المخططات والطموحات الاسرائيلية والتي يعون انها كثيرة وبسقف عال وان لا امكان لتقرر الادارة السياسية في تل ابيب تحجيمها بغياب ضغوط دولية كبيرة وبالتحديد اميركية هي عمليا غير متوافرة اليوم.
وبدا واضحا انه كان هناك هدفان الاول اسرائيلي والثاني اميركي من اشاعة اجواء ايجابية بخصوص قرب التوصل الى وقف للنار. فتل ابيب كما فعلت طوال المرحلة الماضية بحربها على غزة، تريد ان تقول للمجتمع الدولي انها متعاونة ومستعدة لسلوك مسار التسوية السياسبة كما تريد ان توحي بانها تجاري واشنطن بخططها ومقترحاتها وبالتحديد الادارة الاميركية الحالية، لكنها بالحقيقة غير آبهة على الاطلاق بأي اوراق لا تلحظ شروطها التي باتت معروفة سواء لانهاء الحرب في غزة او في لبنان، وهي شروط اقل ما يُقال فيها انها تعجيزية.
من جهتها، حاولت الادارة الاميركية الديموقراطية الحالية الايحاء للناخبين العرب المسلمين في الولايات المتحدة الاميركية انها معنية بوقف شلال الدم الحاصل لذلك تتقدم بطروحات لوقف النار، علما ان كل ما يعنيها حقيقة ان تصب اصوات هؤلاء الناخبين لمصلحة المرشحة كامالا هاريس الثلاثاء المقبل، وبخاصة ان هذه الادارة تدرك تماما ان ما تعرضه على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لن يلقى لديه آذانا صاغية.
وبحسب مصادر واسعة الاطلاع فان لبنان وبعد انهيار الجولة الاولى من المفاوضات سيكون على موعد مع واحد من هذه السيناريوهات:
اولا، ان تسلك الهجمات الاسرائيلية مسارا تصاعديا بحيث يحاول العدو الاستفادة قدر المستطاع مما يعتبره وقتا مستقطعا حتى الـ٢٠ من كانون الثاني المقبل، موعد استلام الرئيس الاميركي المنتخب مهامه رسميا، وذلك من خلال تفعيل آلة القتل والدمار لاعتقاده انه بذلك يقضي على حزب الله او يدفعه الى الموافقة على شروطه التعجيزية لوقف النار.
ثانيا، نجاح المقاومة في قلب الطاولة من خلال مواصلة صدها للهجومات المستمرة عند الحدود الجنوبية موقعة اعدادا كبيرة من القتلى في صفوف الجنود الاسرائيليين بالتوازي مع تكثيف هجماتها النوعية على المستوطنات ما يخلق رأيا عاما ضاغطا داخل اسرائيل يجعل نتنياهو يتواضع ويسير بالمقترح الاميركي الذي يقول بتطبيق الـ 1701 بحذافيره ووفق آلية مشددة يتم التفاهم عليها.
ثالثا، انجرار المنطقة الى حرب موسعة بعد الردود المرتقبة من الطرفين الايراني والاسرائيلي. اذ ان هناك خشية حقيقية من ان تكون المواجهة المفتوحة المباشرة بين تل ابيب وطهران والتي عملت واشنطن جاهدة لمنعها في الاشهر الماضية، باتت اليوم قاب قوسين او ادنى وبخاصة انه وبحسب كل المعطيات فان "صبر ايران الاستراتيجي" اوشك ان ينفد.
بالمحصلة، ايا كان السيناريو الذي سيجد طريقه الى التنفيذ، ففي كل الاحوال فان المخاض طويل وعسبر وهناك اقله شهران صعبان سيكون على اللبنانيين تجاوزهما بأكبر قدر ممكن من التكاتف والوحدة بخاصة في ظل المحاولات الاسرائيلية اليومية لاشعال فتنة داخلية تؤدي الى حرب اهلية تقضي على ما تبقى من لبنان بشكله وكيانه الحالي.
يتم قراءة الآن
-
الاجواء ضبابية والكرة في الملعب الاسرائيلي ونتنياهو: لهدنة لـ٦٠ يوما قاسم: نقاتل ونفاوض... اسرائيل فشلت باهداء هوكشتاين احتلال الخيام هوكشتاين طرح مراقبة دولية للحدود بين لبنان وسوريا بمشاركة الجيش
-
نتائج زيارة هوكشتاين لاسرائيل: تقدم وايجابية ومجازر وتدمير؟! نتانياهو يراهن على الوقت لفرض هدنة مؤقتة مرفوضة لبنانيا الجيش الاسرائيلي منهك... ولا بحث بتجريد المقاومة من سلاحها
-
ليلة وقف النار... ليلة القدر
-
كيف غيّرت مناورة "الثنائي" شكل التفاوض مع هوكشتاين؟ الردّ اللبناني "يقطع الطريق" على "شياطين" نتانياهو... الشيخ قاسم في رسالة "لخصوم" الداخل: عائدون بقوّة
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
09:31
وسائل إعلام "إسرائيلية": ممنوع أن نخطئ.. حزب الله لن يتنازل، وسبق أن تعلّمنا أنّ الوحل اللبناني لا يزول بسهولة وهو بالنسبة إلينا تذكير ممتاز بأنّ لبنان هنا لكي يبقى
-
09:09
صحيفة "معاريف": - المسألة المعقدة تتعلق بانسحاب الجيش "الإسرائيلي" من بعض النقاط داخل غزة
-
09:08
صحيفة "معاريف": - مفاوضات التهدئة تبحث وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 42 يوما
-
09:08
صحيفة "معاريف": - خلال فترة وقف إطلاق النار تفرج حماس عن رهائن "إسرائيليين" مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين
-
09:07
غارتان "إسرائيليتان" على بلدة الناقورة في جنوب لبنان
-
غارة عنيفة على حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت