اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في المعلومات المتداولة ومن مصادر شبه موثوقة ان اموس هوكشتاين موفد الرئيس الاميركي بايدن ومستشاره لشؤون الطاقة والذي زار لبنان و»تل أبيب» مرات عديدية خدع المسؤولين اللبنانيين بالمعطيات التي كان يريدها اثناء محادثاته معهم ومن هذه المعلومات ذات يوم ان «اسرائيل» لن تقصف العاصمة بيروت وبالتحديد الضاحية.

ربما تكون هذه المعلومات يلزمها تاكيد لكن من الصعوبة بمكان تأكيد معلومات سرية عن موفد اميركي «صهيوني» هو اموس هوكشتاين وماذا قال في محادثاته السرية، ولكن بعد هذه المعلومة من ان «اسرائيل» لن تقصف العاصمة بيروت حصل اغتيال القيادي الكبير فؤاد شكر (الحاج محسن) واستشهد في الضاحية الجنوبية من بيروت.

اموس هوكشتاين مهما كان يريد ان ينجح في مهمته في تطبيق القرار 1701 الا انه في العمق وفي الواقع هو اقرب الى حكومة بنيامين نتنياهو من قربه الى الرئيس نبيه بري او الرئيس نجيب ميقاتي، فاولاً الادارة الاميركية هي اقرب الى «اسرائيل» من قربها الى لبنان وثانيا ان اموس هوكشتاين بتركيبته الصهيونية اقرب الى «اسرائيل» بطبيعة الحال من قربه الى السياسيين اللبنانيين.

اما تطبيق القرار 1701 فانه كان مضيعة للوقت ويخفي وراءه مخططا يصل الى نهر الاولي على اطراف صيدا ويخفي مخططا تدميريا اراده نتنياهو حربا شاملة على لبنان ليجعل منه مثل غزة.

وكما قال الشهيد الكبير سماحة حسن نصرالله ان الحساب هو في الميدان وان الميدان هو من يحسم الامر، فقد حصل هذا الواقع واستطاع المجاهدون على حدود لبنان مع شمال فلسطين المحتلة من ردع العدو «الاسرائيلي» من التقدم نحو هذه الحدود وداخلها، ورغم القصف الجوي العنيف ورغم التدمير الكامل للقرى الواقعة على الحدود مع فلسطين المحتلة لان المخطط «الاسرائيلي» هو تدمير هذه القرى كي لا تبقى ولا يعود اليها سكانها، وقد قال على احدى القنوات العربية الديبلوماسية «الاسرائيلي» كوهين ان سكان القرى لن يعودوا اليها، ولدى سؤاله لماذا، اجاب: «لانهم خطر على المستوطنات في «اسرائيل» ولا يمكن ان يعودوا باي شكل من الاشكال، وقد اظهرت صور اقمار اصطناعية نشرتها وكالة اسشويتد برس ان هنالك شريطا مدمرا من هذه القرى تريد «اسرائيل» ان تجعله حزاما امنيا بعمق 5 كلم بعيدا عن الحدود على الاقل.

تنفيذ القرار 1701 كان خدعة كبيرة فلا اموس هوكشتاين يسعى لتنفيذه لانه يعرف تماما ان حكومة نتنياهو لا تريد تطبيق هذا القرار الاممي ويعرف من اجواء نتنياهو ان الـ 1701 اصبح خلف حكومة نتنياهو وان المساعي لتنفيذه لن تصل الى نتيجة لكنه اكمل محادثاته مع اللبنانيين على اساس الـ1701 ثم ذهب الى «اسرائيل» بعد محادثات مطولة مع المسؤولين اللبنانيين واعطى اجواء تفاؤلية للرئيس ميقاتي حيث قال على قناة الجديد الاربعاء الماضي ان الحل اصبح قريبا جدا وابدى تفاؤلا كبيرا، كذلك قبل الرئيس ميقاتي كان الرئيس بري متفائلا بعد محادثات اجراها مع اموس هوكشتاين، وذهب الموفد الاميركي الى «اسرائيل» او اختفى لمدة 3 ايام، الى ان ظهر في «تل ابيب» يتحادث مع نتيناهو ومن دون ان يعطي النتيجة للمسؤولين اللبنانيين عبر زيارة بيروت او على الاقل يتصل بهم هاتفيا، وانهى زيارته لفلسطين المحتلة التي كانت زيارة مخادعة.

ننتقل الان الى الخيام حيث البطولة، وحيث ان مجاهدي المقاومة يرسمون الخطوط الحمراء، وحيث انهم منعوا لواء مدرعات ولواء مشاة من اقتحام بلدتهم وظهرت قيمة الميدان كما كان يقول سماحة السيد حسن نصرالله الشهيد العظيم، فقد اعطى قائد المنطقة الشمالية من فلسطين الاوامر الى قائد لواء مدرعات لاقتحام بلدة الخيام لكن قائد لواء المدرعات كان يجيب ان الخطر كبير وان الطرقات ضيقة وان المقاومين لديهم صواريخ مضادة للدروع وقد تصاب الدبابات داخل الطرقات الضيقة وكذلك كان وضع آمر لواء المشاة الذي اصر ان يتقدم قائد لواء المدرعات كي يتقدم من بعده كيلا يكون جنود المشاة مكشوفين وبعدما حصل الاشتباك بين جيش العدو والمجاهدين استطاع المقاومون في حزب الله صد الهجوم «الاسرائيلي» ودفعه الى الوراء نحو جنوب بلدة الخيام ورسموا الخطوط الحمراء بدماء الشهداء وبقوتهم.

بعد ان اصيب جيش العدو «الاسرائيلي» في الميدان بالخسائر والفشل بالتقدم على الحدود مع فلسطين المحتلة، نقل العدو المعركة الى العمق البعيد حيث قام بانذار مدينة بعلبك الكبيرة باخلائها واعطاهم مهلة ساعات قبل القيام بقصفها جوا واضطر اكثر من 100 الف مواطن للخروج باسرع وقت من مدينة بعلبك، واراد العدو «الاسرائيلي» بعد فشله بالتقدم على الخط الازرق ان ينقل المعركة الى عمق وشرق لبنان وبلدة دورس وبلدات بقاعية كثيرة، كي يسجل انتصارا معنويا على اساس ان التفوق الجوي الذي لديه يمكنه من هذا الامر، بينما برياً لا يستطيع ان يفعل شيئا لا في بعلبك الهرمل ولا على الخط الازرق فاعبتر العدو «الاسرائيلي» انه سجل هذا الانتصار الوهمي مع تهجير اهالي بعلبك وقسم من اهالي الهرمل ودورس وبلدة النبي شيت.

ان الحرب ستكون طويلة وان غارات العدو على الضاحية الجنوبية منذ 3 ايام عند الفجر استمرت بـ 13 غارة، كذلك الغارات على مدينة صور التاريخية وحيث لا معارك، كذلك الغارات على مدينة النبطية التي هي عاصمة المحافظة كذلك الغارات على بنت جبيل وعلى مدينة الخيام كل ذلك لان العدو اصيب بصدمة كبرى نتيجة عدم تقدمه من حدود فلسطين المحتلة باتجاه الداخل اللبناني.

وكي يحاول العدو «الاسرائيلي» اظهار قوته جاء عبر بارجة حربية من مسافة 200 كلم من شاطئ فلسطين المحتلة الى شاطئ البترون شمال لبنان لخطف ضابط لبناني بحري، واعتبر العدو «الاسرائيلي» انه سجل خرقا كبيرا بخطف الضابط البحري المدني، وانه اجتاز مسافة 200 كلم ومعروف ان سلاح البحرية في لبنان لا يملك القدرة والامكانيات، وكان على قوات اليونيفل حيث ان القوات البحرية الالمانية هي المسؤولة عن دوريات البحر ان تعطي المعلومات عند خرق اي بارجة للشواطئ اللبنانية الاقليمية، الا ان ذلك لم يحصل، وحسنا فعل الرئيس نجيب ميقاتي بتقديم شكوى والطلب بتحقيق دولي بالموضوع على اساس ان الامر يخص قوات اليونيفل المنتشرة في البحر والبر.

مرة جديدة نقول ان الحرب ستكون طويلة وتحرير القرى المدمرة على حدود فلسطين سياخذ وقتا، كما ان لبنان لن يخضع للشروط «الاسرئيلية» والمقاومة في غزة مستمرة رغم قتل الاطفال والخسائر المدنية الرهيبة، الا ان الحرب ستكون طويلة وطويلة.

شارل ايوب

الأكثر قراءة

الرئيس المنتظر: هل تُحسم التسوية قريباً؟ اردوغان ينتظر ثمن ما في سوريا: هل تكون حلب الجائزة؟