الإلتزام بالصمت لا يعني دائماً علامة الرضى على اي موقف، وفق ما يقول المثل الشائع، لأنه لا ينطبق على كواليس علاقة "التيار الوطني الحر" وحزب الله، فالتأرجح السياسي بينهما لا يهدأ، منذ إنقلاب موقف النائب جبران باسيل حيال حرب الإسناد مع غزة، فتحولت العلاقة الى هزّة قابلها الحزب بصمت من دون اي رد، ربما لانّ الاوضاع الامنية والعسكرية هي الاهم اليوم.
موقف رئيس "التيار" المفاجئ قبل فترة وجيزة قلب المشهد رأساً على عقب، حين اعلن انّ التحالف مع حزب الله لم يعد موجوداً، وسبقه تصريح قبل شهرين خلال عشاء هيئة الشوف في "التيار" قال خلاله: "نقف مع حزب الله عند الدفاع عن لبنان وعندما تعتدي علينا "اسرائيل"، لكن لا نقف الى جانبكم عندما تقومون بفتح الحرب على "اسرائيل"، وهذان الامران يختلفان، فنحن مع استراتيجية دفاعية ولسنا مع استراتيجية هجومية، وهذا لا يعني اننا نريد ان تربح "اسرائيل"، بل أن لبنان وحده لا يستطيع ان يشن الحرب عليها أو ان يقوم بتحرير فلسطين".
من هنا، كانت بداية الفراق الذي أعلنه باسيل، والذي فاجأ به الجميع من حلفاء وخصوم، ما دفع بالبعض الى طرح اسئلة عديدة، لا تتزامن اجوبتها مع تدهور الاوضاع الامنية، ومواصلة الاعتداءات "الاسرائيلية" على لبنان، ضمن عبارة "مش وقتو هالحكي"، التي إنتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولا تزال التعليقات فاعلة بقوة لغاية اليوم، تقابلها هجومات بالجملة من مناصري الحزب على ما أسموه عدم الوفاء من قبل باسيل، لانّ الحلفاء والاصدقاء يُعرفون في الاوقات الصعبة، لتجابه بردود برتقالية من قبل مناصري "التيار"، لذا لم تعد تنفع الدعوة الى عدم إشعال تلك المواقع وإرساء التهدئة، لانّ التوقيت والواقع الاليم الذي يشهده لبنان واللبنانيون، يتطلب التوافق بقوة.
الى ذلك، تعتبر مصادر سياسية مطلعة على ما يجري بين الطرفين، بأنّ الحرب القائمة حالياً قلبت كل وجوه التحالفات السياسية، وكشفت الحقائق والمصالح الخاصة، لكن بعد إنتهاء الحرب سيكون المشهد مغايراً وستنقلب المقاييس، وسيندم البعض على مواقفه، معتبرة بأنّ زمن التفاهمات بين الحزب والتيار قد ولىّ، ولربما تلعب السياسة لاحقاً تقارباً سياسياً غير مقصود اي قد يأتي بالصدفة، لانّ الثقة غابت ولن تعود، والتحالف الذي بني في العام 2006 في طريقه الى الزوال، ومن الصعب جداً ان نشهد صورة الماضي، لانّ تحالفات حزب الله لن تكون كما في السابق اي قبل اشتعال الحرب، وخصوصاً مع باسيل، لكن لن يكون هنالك قطيعة نهائية معه.
واشارت المصادر المذكورة الى انّ بعض نواب كتلة "الوفاء للمقاومة" يتلاقون مع الكتل النيابية في المجلس النيابي، ويقومون بالتنسيق معهم خصوصاً في ملف النازحين، ومع بعض نواب كتلة "لبنان القوي" من دون التطرق الى مواقف باسيل حيال الحزب، لانهم يرفضون الدخول في سجال مع اي حليف او خصم، ولفتت المصادر الى انّ العلاقة على خير ما يرام بين نواب الحزب و"اللقاء الديموقراطي"، الامر الذي سينعكس لاحقاً على الاستحقاقات الدستورية، وسيُعمل على تعميق هذا التحالف مع النائب السابق وليد جنبلاط، الذي أظهر كل تقارب مع حارة حريك منذ إندلاع الحرب، وفق مقولة: "في الحرب العدو مشترك"، مما يعني انّ المشهد المقبل سيكون مختلفاً مع المختارة، مع إشارة المصادر عينها الى انّ المشهد السنيّ - الشيعي سيكون مغايراً ايضاً وفي الاطار الايجابي.
يتم قراءة الآن
-
العالم يترقب مُفاجآت ترامب... مصالح «أميركا أولاً» أسبوع حاسم جنوباً...غموض «إسرائيلي» والمقاومة تحذر توزيع نهائي للحقائب الأساسيّة... ولادة قريبة للحكومة
-
أيّ رؤوس ستسقط ...؟!
-
توضيح هام من حزب الله حول كلام قماطي على الـ OTV
-
لبنان يترقب ولادة حكوميّة سريعة وسلسة غزة تتنفّس الصعداء بعد 471 يوماً من الحرب! ترامب يعود الى البيت الابيض... والعين على خططه للمنطقة
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
12:41
رويترز عن خدمة الطوارئ الإسبانية: مقتل شخص في انفجار بميناء برشلونة.
-
12:40
المتحدث باسم الخارجية القطرية: نطالب شركاءنا الدوليين والإقليميين بالضغط لضمان التزام طرفي الاتفاق بتنفيذه، ونؤمن بأن الأدارة الأميركية السابقة والحالية تبحثان عن السلام في غزة.
-
12:39
المتحدث باسم الخارجية القطرية: ستتم عملية التبادل الثانية في عطلة الأسبوع ويليها تسهيل الحركة من الجنوب للشمال، ونعتقد أن التبادل القادم سيتم بسلاسة أكبر، ونتحفظ على ذكر التفاصيل الفنية بشأن تنفيذ عملية التبادل الثانية.
-
12:38
المتحدث باسم الخارجية القطرية: 25 شاحنة محملة بالوقود وصلت أمس إلى قطاع غزة، وراضون عن مستوى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والاتفاق ما زال قائما ولدينا ثقة كبيرة في التزام الطرفين بالتنفيذ.
-
12:26
"رويترز": خدمة الإطفاء الإسبانية تبلغ عن وقوع انفجار في ميناء برشلونة وتفعيل خطة طوارئ.
-
12:25
المتحدث باسم الخارجية القطرية: قطر دشنت جسرا لإمداد قطاع غزة بالوقود.