في انتخابات هي الاكثر حدة مقارنة بسابقاتها، بفعل النتائج المتقاربة جدا والتي ستحسمها نسبة المشاركة، وصل السباق المحموم الى البيت الابيض لمحطته ما قبل الاخيرة، في موازاة معركة لا تقل شراسة لكسب مقاعد الكونغرس. انتخابات يصعب توقع نتيجتها بفعل تأخر ولايات لطالما كانت لها الكلمة الحسم والمعروفة «بالحائط الازرق». كل ذلك وعيون العالم كلها تتجه الى الولايات المتحدة في حدث سيترك بلا شك تداعياته على المشهدين الدولي والاقليمي واللبناني طبعا.
الانتخابات الاميركية
وفي انتظار ما ستبينه النتائج، في ظل التقارب الى حد التعادل بين الجمهوريين والديمقراطيين، في معركة «عالمنخار» بين الطرفين، للوصول الى البيت الابيض، حيث سيكون لسيده الدور الاكبر والاهم لرسم استراتيجية بلاده ودورها للسنوات المقبلة، وبالتالي حسم مصير الكثير من الصراعات حول العالم، بما فيها اوكرانيا والاهم الشرق الاوسط، حيث تتزامن الانتخابات الأميركية مع تحركات إسرائيلية لإعادة تشكيل الواقع الاستراتيجي في المنطقة، ما زاد من تعقيد الاوضاع، مع سعي تل ابيب إلى توسيع دائرة نفوذها، سواء من خلال تحالفات جديدة أو عبر سياساتها العسكرية والديبلوماسية.
ويرى المتابعون انه في حال فوز المرشح الجمهوري، ستجد إسرائيل دعمًا واضحًا لمتابعة هذه الأجندة دون قيد او شرط، ما قد يؤدي إلى تغييرات دراماتيكية في خريطة التحالفات والصراعات، أما في حالة فوز منافسته كامالا هاريس، فقد تبدي الإدارة دعمًا لإسرائيل، لكن مع محاولة ضبط هذا النفوذ بآليات سياسية أكثر حذرًا. ومع ذلك، ستبقى هناك مخاوف من تحول الدعم الأميركي إلى دعم يهدف إلى الحفاظ على التفوق الإسرائيلي في المنطقة، ما قد يحد من أي محاولات لمحور العداء لاميركا لتحدي الوضع القائم.
عليه يكون من المؤكد أن نتائج الانتخابات الأميركية لعام 2024 ستكون حاسمة في تحديد مسار السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط،حيث يحتاج اطراف الممانعة إلى صياغة استراتيجيات مرنة للتعامل مع أي نتيجة، سواء كانت عودة ترامب بسياساته الصارمة أو استمرار النهج الديمقراطي الذي يوازن بين دعم إسرائيل ومحاولات إظهار التوازن.
ايران - اسرائيل
وسط هذه الضبابية، تعيش المنطقة على برميل من البارود، في ظل التاكيد الايراني، على الرد على الهجوم الاسرائيلي الاخير، بطريقة مختلفة هذه المرة، مركبة ومعقدة، تشارك فيها الساحات العراقية، السورية اليمنية، واللبنانية، والتي قد لا توفر الاميركيين وفقا لما المح اليه مرشد الثورة الامام الخامنئي، وهو ما دفع بواشنطن، وفقا لمصدر رفيع في وزارة الدفاع البنتاغون، الى ايصال رسائل تحذير واضحة الى طهران من ارتكاب اي خطا قد تكون له عواقب تدميرية، ارفقتها بحشد جوي» نوعي» في المنطقة يتخطى مسالة الردع الى حدود الاستعداد الهجومي، خصوصا مع اكتمال انتشار قاذفات الـ «اف-15» وقاذفات الـ «بي-52» القادرة على بلوغ الاراضي الايرانية في غضون دقائق من انطلاقها من قاعدتها في العديد القطرية.
ويتابع المصدر بان الاستراتيجية الايرانية، وفقا لتقارير استخباراتية، تقوم على لعب دور مؤثر اساسي في الانتخابات الرئاسية، والاهم التشريعية، من هنا محاولتها اللعب في لحظة «شلل» دائرة القرار في واشنطن املا في قلب الطاولة وتحسين شروطها للمرحلة المقبلة، وهو ما اظهرت التحركات العسكرية الاميركية عكسه بحزم، رغم تاكيد وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي ان «بلاده لن تعير اي قيمة للانتخابات الاميركية حتى تكون مؤثرة على سياسة طهران».
وكانت اوساط متابعة عن قرب للوضع الاميركي قد دعت، الى عدم ترقب حصول وقف لاطلاق النار ولو حتى مؤقت، لا في لبنان ولا في غزة، حتى بعد اجراء الانتخابات الاميركية، لان الامور ستاخذ وقتا طويلا لمعرفة النتائج اولا، خصوصا اذا حصلت طعون وتاخرت النتائج، لمعرفة من سيكون الرئيس واي سياسات ستتبنى ادارته في الامور والسياسات التكتية والاستراتيجية حيال اوضاع العالم. كلام تقاطع مع ما يؤكده احد وزراء الحكومة، في مجالسه، نقلا عن مسؤول خليجي رفيع، ان الحرب الاسرائيلية على لبنان «مطولة»، وان التصعيد سيبقى سيد الميدان طوال الاشهر الاربعة المقبلة، رغم كل المحاولات التي ستبذل.
غير ان هذه النظرة التشاؤمية لا تلغي، وفقا لمرجع رفيع في الثامن من آذار، انه في الانتخابات الرئاسية الاميركية لعام ٢٠٢٤، ثمة اكثر من خيط تاثير لبناني، بداية مع الكتلة الشيعية الوازنة في ديربن والتي غالبيتها العظمى من القرى الحدودية الجنوبية، وثانيا، بما يمثله رئيس حملة المرشح الجمهوري دونالد ترامب، والد زوج ابنته تيفاني، مسعد بولس، وتاثير الاخير في ادارة ترامب في حال وصوله للبيت الابيض، ليكون « غاريد كوشنير» الولاية الثانية، على ما يردد البعض، وهو ما سيكون له بالتاكيد تاثيره على الوضع اللبناني. وفي هذا الاطار من النافع التذكير، ان مسعد بولس، الذي يدير شركة عائلية متخصصة في تجميع وتوزيع السيارات والمعدات،سبق له ان ترشح في الانتخابات النيابية في لبنان العام 2009، بالتحالف مع التيار الوطني الحر.
التمديد لعون
هذا الواقع الخارجي، واكبه داخليا موجة من التصعيد السياسي والامني، في ظل تزاحم الملفات والاستحقاقات، من ملف قيادة الجيش الذي بات شبه محسوم لمصلحة التمديد للعماد جوزاف عون، فيما بقيت مسالة قانون رفع سن التقاعد للموظفين في الدولة، بمن فيهم العسكريون، مدار اخذ ورد، في موازاة استمرار الحرب الاسرائيلية بتداعياتها الامنية والعسكرية، وسط تراجع الملف الرئاسي الى الخطوط الخلفية.
عملية البترون
امنيا، تستمر التحقيقات التي تجريها شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي، وهي تركز على ثلاث نقاط اساسية: الاولى، تحليل داتا اتصالات هاتف عماد امهز الذي «صادرته» القوة الاسرائيلية، الثانية، حركة لقاءاته وتواصله خلال الفترة الاخيرة واماكن تواجده، والتي قد يساعد هاتفه في كشفها، الثالثة، حقيقة وجود «مخبرين» او «ادلاء» لبنانيين ساعدوا القوة الاسرائيلية على تنفيذ مهمتها، رغم ميل التحقيقات الى ان صور المدنيين المرافقين للمجموعة، قد لا تكون للبنانيين، فيما اللغز الاكبر يبقى في الكاميرا التي استثنيت من عملية التشويش، بعدما حسم قائد الجيش الكثير من النقاط العالقة وعلامات الاستفهام، مبلغا التفاصيل لرئيسي المجلس والحكومة.
ووفقا لمعطيات التحقيقات الجارية بإشراف النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار فأن «العملية نُفذت بدقة وبسرعة وكان معدا لها مسبقا وبإتقان»، مشيرة إلى أن «التقديرات تفيد بأن الجيش الإسرائيلي استخدم زورقا حربيا سريعا مزودا بأجهزة متطورة عطلت رادارات القوة البحرية الدولية المسؤولة عن مراقبة الشاطئ اللبناني».
كلام الراعي
وفي اطار آخر وبعد كلام البطريرك الماروني الذي اثار موجة من الاخذ والرد، حول «تحرير المدارس»، التي اعتبرها البعض، نتيجة المخاوف من اندماج النازحين في «مجتمعات اللجوء»، وما قد ينتج عن ذلك، في ظل تصاعد الاشكالات في اكثر من منطقة، خصوصا الجبل وطرابلس، ما دفع بحركة «امل» للتواصل مع النائب فارس سعيد للملمة الاوضاع في منطقة جرود جبيل واشكالاتها.
جلسة الحكومة
على الصعيد السياسي، يعقد مجلس الوزراء جلسة له اليوم عند الساعة الحادية عشرة، بجدول اعمال يتضمن 24 بنداً، ابرزها تطويع 1500 جندي، كان كافيا ليعيد الى الواجهة، مسالة ميثاقية الحكومة، في ظل سعي الرئيس نجيب ميقاتي لتمرير بعض القرارات، متخطيا وزراء التيار الوطني، الحزب الذي يمثل المسيحيين في الحكومة، وفقا لميرنا الشالوحي، وهو ما دفع بميقاتي الى زيارة كليمنصو ولقاء «بيك المختارة»، «لاعادة احياء» ثلاثية بري-جنبلاط-ميقاتي، خصوصا ان من بين القرارات المطروحة ما يقدم دليل حسن نية لبناني للمجتمع الدولي حول تنفيذ القرار 1701.
وفيما كان رئيس حكومة تصريف الاعمال يتبلغ قرار الحكومة الاسرائيلية رفضها السير بوقف لاطلاق النار، اشارت مصادر في السراي الى ان المواقف التي ادلى بها ميقاتي اخيرا، وما رافقها من التباسات، بينت وجود تضارب بينه وبين الحزب، في معرض مقاربته لموضوع «جبهة المساندة»، الذي جاءت نتيجة «فخ» اوقع به رئيس الحكومة، مشيرة الى ان الامور عادت الى مسارها الطبيعي، وان الجانب اللبناني ينطلق في مفاوضاته من موقف موحد، بالتنسيق مع حزب الله، الموكل الى رئيس المجلس.
الملف الرئاسي
على صعيد الملف الرئاسي، كشفت مصادر دبلوماسية ان الملف الرئاسي بات خارج النقاش راهنا، وسط التركيز على انجاز صفقة تؤدي الى وقف لاطلاق النار، وتامين حد ادنى من التفاهم الداخلي، لتسيير شؤون المؤسسة العسكرية، في ظل الاوضاع الراعنة، وهو ما عبر عنه الرئيس ميقاتي بتاكيده استمرار الخلاف حول اسم الرئيس العتيد بين الاطراف السياسية، وهو موقف يتناغن مع مواقف عين التينة.
السراي
هذا وكان زار السراي السفير السعودي حيث بحث ميقاتي والبخاري، سلسلة من الملفات في ظل «الامتعاض» اللبناني من الموقف السعودي خلال مؤتمر باريس، ومن «تحفظات» بعض الاطراف الداخلية من آلية توزيع المساعدات القادمة من المملكة، وما رافقها من لغط، في ظل اصرار القيادة السعودية على الناي بنفسها عن اي تدخل سياسي في لبنان حتى اللحظة.
التطورات الميدانية
في الاثناء، العمليات العسكرية مستمرة بلا هوادة، مع تواصل الغارات على الجنوب والبقاع حيث تم استهداف سيارة على طريق طليا- حورتعلا بقاعا ما ادى الى مقتل 5 اشخاص، وبعد الظهر استهدفت غارتان شقة سكنية بالقرب من مجمع المصطفى في الجية، وافيد عن سقوط 7 جرحى. كما سجلت غارات على كفرا والشهابية وتول وعيناتا ومحيط مدينة صور والشبريحا والمنطقة بين بلدتي عيتيت ووادي جيلو وطيردبا وعيتيت وعنقون ودير الزهراني.واستهدف الطيران الحربي الاسرائيلي مبنى على طريق مدخل مستشفى الشيخ راغب حرب في تول. وافيد عن غارة على محل تجاري في جويا.وعلى منطقة كفرجوز في النبطية.وتسببت غارة على أطراف بلدة البازورية، بوقوع إصابات. وبعد الظهر افيد عن انتشال 12شهيدا من وطى الخيام ومغادرة جميع فرق الإسعاف واليونيفيل المكان.
في المقابل، أعلن حزب الله ان مجاهدي المقاومة الاسلامية استهدفوا تجمعا لقوات العدو في ثكنة دوفيف بصلية صاروخية. وقال «استهدفنا ثكنة معاليه غولاني برشقة صواريخ». واستهدف «تجمعًا لقوات الجيش الإسرائيلي في موقع الرمثا في تلال كفرشوبا بصليةٍ من الصواريخ النوعية». وقصف «مصنع مواد متفجرة في الخضيرة جنوب مدينة حيفا برشقة صواريخ نوعية». وأعلن أن عناصره استهدفت تجمعًا لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة مارون الراس بصليةٍ صاروخية.
يتم قراءة الآن
-
هل نجح ماكرون في مفاوضاته مع ولي العهد بن سلمان باعادة الاهتمام السعودي الى لبنان؟ مستشار ترامب للشرق الاوسط مسعد بولس اوضح قبول ادارة ترامب تحديد 9 كانون الثاني لجسلة انتخاب الرئيس الهجوم في سوريا هدفه الوصول الى الهرمل وتطويق الحزب
-
لحظة الصراع الكبرى حول سوريا
-
"مقام كبير" للشهيدين نصر الله وصفي الدين في الضاحية الجنوبيّة محمد علوش
-
تركيا تريد فرض الـ 2254 على سوريا... ولذلك أعطت الضؤ الأخضر لـ "هيئة تحرير الشام" للهجوم... نتنياهو حذر الأسد وقرّر اللعب بالنار معه
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
21:09
رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: منعنا التصعيد مرارا كي لا يحدث ما انتهى إليه 7 تشرين الأول، ومكتب حماس أنشئ للتفاوض بطلب أميركي - "إسرائيلي" وأبرمت عبره اتفاقات لوقف النار منذ 2014.
-
21:08
رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: نتفاءل بحذر للتوصل لاتفاق ويجب الضغط على كل الأطراف، وترامب يريد اتفاقا لوقف إطلاق النار بغزة بوصوله للسلطة.
-
20:41
المتحدث باسم جيش الاحتلال "الإسرائيلي": عرضنا لعائلات المختطفين التحقيق الصعب بشأن أسباب موت 6 منهم، ونركز على بذل كل ما في وسعنا ومتابعة كل السبل التي يمكننا اتباعها لإبرام اتفاق بشأن غزة.
-
20:41
المتحدث باسم جيش الاحتلال "الإسرائيلي": سنواصل العمل بحزم ودون كلل من أجل إعادة المخطوفين الأحياء والأموات على السواء.
-
20:40
المتحدث باسم جيش الاحتلال "الإسرائيلي": استعدنا جثة المختطف إيتاي سفيرسكي من جنوبي قطاع غزة، وجثة المخطوف سيبريسكي أعيدت بعملية خاصة وقد قتل على يد آسريه في كانون الثاني 2024.
-
19:47
قماطي عن الانتخابات الرئاسية: نحن متمسكون بسليمان فرنجية ونشجع على الحوار بين الكتل النيابية لمحاولة التفاهم على اسم او اسمين للرئاسة، ولا يبدو أن الطرف المقابل لديه مرشح لرئاسة الجمهورية.