يلاحظ المرء عدداً من الفروق بين قمة هذا العام وقمة العام الماضي، ربما يكون بعضها شكلياً بينما بعضها الآخر يبطن دلالة ما، تستحق البحث وتسترعي الانتباه. فما الفرق على سبيل المثال بين القمة غير العادية التي عقدت في تشرين الثاني / نوفمبر 2024 الجاري وتلك عقدت في العام الماضي ووصفت بالاستثنائية، أو الطارئة، لا سيما وأن مصائب فادحة، إنسانياً ووجودياً تتوالى منذ السابع من تشرين أول / اوكتوبر 2023, وما تزال مستمرة، أي بتعبير أدق أن ما استوجبب "قمة استثنائية" في سنة 2023 صار كالمعتاد، وبالتالي نحن لا نجد ما نعلل به نعت قمة 2024 بغير العادية!
الملاحظة الثانية تثيرها مشاركة الرئيس الأوكراني زلنسكي في قمة 2023، انعكاساً في أغلب الظن لتوجه كان مرسوماً، للحرب على قطاع غزة بما هي صدى للحرب الدائرة في أوكرانيا التي اندلعت كما هو معروف في 24 شباط / فبراير 2022، ينبني عليه، إذا صدق الظن، انه لولا الحرب على أوكرانيا لما وقعت الحرب على قطاع غزة التي تمددت حتى الآن، إلى الضفة الغربية ولبنان حيث ليس مستبعداً أن يُمكنها الهشيم في سورية والعراق من الوصول إلى حدود أوسع. ولكن السيد زلنسكي غاب عن قمة 2024 وأن الرياح تجري في أوكرانيا بما لا تشتهي سفن الحملة الصهيونية الدولية، الأمر الذي يرجح بأن تكون حسابات البيدر الدولي مختلفة عن حسابات الحقلين الأوكراني والشامي!
الملاحظة الثالثة وهي الأهم من وجهة نظرنا، استقيناها من المقارنة بين محتوى مداخلة الرئيس السوري في قمة 2023 من جهة ومداخلته في قمة 2024 من جهة ثانية، توكيداً على معطى هو في رأينا، في صميم القضية العربية، مفاده ان مفهومية السوريين لهذه الأخيرة، هي الأصح والأوضح نظرياً، هذا لا ينطبق طبعاً على سلوكهم في المجال العملي، لكن هذا موضوع آخر. فنقول أن الرئيس السوري خلص أمام قمة 2023 إلى ان الحرب على قطاع غزة إعلان عن فشل البحث عن السلام أو بالأحرى عن عبثية هذا البحث مع الحركة الصهيونية التي أظهرت توحشها، وبالتالي لا مفر من وقف المساعي المبذولة من طرفنا في إطار ما يسمى بالمسار السلمي بناء على أن هذه الحركة قررت بلوغ أهدافها عن طريق هزيمتنا وإخضاعنا في ميدان الحرب استناداً على قناعتها بأنها تمتلك القدرات العسكرية والمادية الضرورية واللازمة!
هذا من ناحية أما من ناحية ثانية، فإن الرئيس السوري استكمل مداخلته أمام قمة 2024، حيث قال بصريح العبارة أن الحركة الصهيونية لا تختلف جوهريا عن النازية، ملمحا بحسب اعتقادنا إلى سياسية الحزب النازي في ألمانيا 1933 ـ 1945، قبل الحرب العالمية الثانية وخلالها.
من البديهي أننا نتفق مع نعت الحركة الصهيونية، بالنازية، ولكن هذا التوصيف ينطبق أيضاً من وجهة نظرنا، على الدول التي تمد اليوم هذه الحركة، بالدعم المادي والعسكري، والتي تقاتل إلى جانبها في كافة بلاد الشام والعراق وإيران، وهي الدول نفسها المنخرطة، بشكل أو بآخر في الحرب الأوكرانية. لكن لسنا هنا بصدد البحث في هذه المسألة لذا نقتضب فنقول أن الحلم الذي يراود الحركة الصهيونية يبدو أنه ليس محدوداً بإنزال هزيمة عسكرية ماحقة بنا، بمستوى هزيمة حزيران، 1967 واخضاعنا، وإنما صار "حلما نازيا" أي أنه إلغائي، بواسطة الإبادة الجماعية أو الترحيل على أساس التمييز العرقي الدين والرأي.؟
خلاصة القول في الختام أن هذا كله يزيدنا اقتناعاً بأن الحركة الصهيونية هي الواقع حركة دولية استعمارية استيطانية غربية. فهي ليست بالقطع دينية وأنما تطوّع في صفوفها المرتزقة تحت ظواهر دينية متعددة .
يتم قراءة الآن
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
12:49
حماس: نحمل الاحتلال ومن خلفه الإدارة الأميركية المسؤولية عن حياة المرضى والطواقم الطبية في المستشفى، ونطالب المجتمع الدولي وكل الدول والأطراف الفاعلة بالتحرك وكسر حلقة الصمت والعجز أمام هذه الإبادة.
-
12:49
حماس: نطالب باتخاذ إجراءات لوقف العدوان والإبادة المستمرة ومحاسبة الكيان المارق وقادته الإرهابيين.
-
12:48
حماس: اقتحام جيش الاحتلال مستشفى كمال عدوان والمجازر الوحشية في محيطه جرائم حرب، وهي تتم وسط تخاذل دولي وتواطؤ من الإدارة الأميركية.
-
12:47
الرئيس الألماني: حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة يوم 23 شباط المقبل.
-
11:58
قيادة الجيش: بتاريخ 27 / 12 / 2024، ما بين الساعة 12.00 والساعة 17.00، ستقوم وحدات من الجيش بتفجير ذخائر غير منفجرة في حقل تفجير اليابسة – راشيا.
-
11:43
الناطق العسكري باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع: نفذنا بنجاح عملية نوعية استهدفت مطار بن غوريون بيافا المحتلة بصاروخ فرط صوتي.