اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

الحب للحلويات هو شعور شائع بين الكثيرين، حيث تعتبر الحلويات جزءًا من التقاليد الغذائية في مختلف الثقافات وتمثل عنصرًا رئيسيًا في الاحتفالات والمناسبات. ومع ذلك، فإن هذا الإعجاب الشديد بالسكريات قد يكون له تأثيرات مباشرة على الصحة. في حين أن الحلويات تقدم لحظات من السعادة والراحة النفسية بفضل مذاقها اللذيذ والسكريات التي تحفز إفراز هرمون السعادة "السيروتونين"، إلا أن الإفراط في تناولها قد يرتبط بمشاكل صحية عديدة. تناول كميات كبيرة من السكريات والمنتجات الحلوة يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن، ارتفاع مستويات السكر في الدم، وزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب. علاوة على ذلك، يمكن أن يؤثر الإفراط في تناول الحلويات على صحة الأسنان ويساهم في ظهور مشاكل مثل تسوس الأسنان. لذا، من المهم تحقيق التوازن بين الاستمتاع بالحلوى والحفاظ على نظام غذائي صحي من أجل التمتع بصحة جيدة على المدى الطويل.

توصل فريق دولي من الباحثين إلى أن هناك اختلافا وراثيا في قدرتنا على هضم بعض أنواع السكريات، وقد يؤثر ذلك على مقدار حبنا للأطعمة الحلوة وكمية استهلاكنا لها. ويُعزى هذا التفاوت الجيني إلى الجين المسؤول عن إنتاج إنزيم "السكراز-إيزومالتاز" (SI)، الذي يلعب دورا رئيسيا في تحطيم السكروز (السكر العادي) والمالتوز (وهو مركب أقل حلاوة يوجد في بعض الحبوب) إلى سكريات بسيطة لامتصاصها في الأمعاء الدقيقة.

ويمكن أن تؤدي الطفرات في جين الجهاز الهضمي إلى صعوبة هضم السكروز والمالتوز. ويميل الأفراد المصابون بمتلازمة القولون العصبي (التي تتميز بتشنجات وآلام في البطن، وانتفاخات، والشعور بالامتلاء أو الحرقة، وغالبا ما يصاحبها إسهال أو إمساك) إلى وجود متغيرات معيبة في جين SI أكثر من الأشخاص الأصحاء.

ووفقا للدراسة فإن الأشخاص الذين يعانون من طفرات في جين SI يميلون إلى استهلاك كميات أقل من الأطعمة الغنية بالسكروز مقارنة بالأشخاص الذين لديهم جين SI يعمل بشكل طبيعي.

وفي هذه الدراسة، قام الباحثون باستكشاف عادات الطعام لدى الفئران التي تفتقر إلى جين السكراز-إيزومالتاز (SI). وقد وجدت التجارب أن الفئران خفضت استهلاكها للسكروز بشكل سريع وأظهرت تفضيلا أقل له.

ثم اختبر الباحثون نظريتهم على 6000 شخص في غرينلاند ونحو 135 ألف شخص من سكان المملكة المتحدة. ووجدوا أن الأشخاص الذين لديهم قدرة محدودة أو معدومة على هضم السكروز (بسبب طفرات جينية في جين) SI) يميلون إلى استهلاك كميات أقل من الأطعمة الغنية بالسكروز.

وقال الدكتور بيتر ألديز، قائد الدراسة من جامعة نوتنغهام في المملكة المتحدة: "تشير هذه النتائج إلى أن التباين الجيني في قدرتنا على هضم السكروز الغذائي يمكن أن يؤثر على تناولنا وتفضيلنا للأطعمة الغنية بالسكروز مع فتح الباب أمام إمكانية استهداف الجين SI لتقليل استهلاك السكروز على مستوى السكان".

ويأمل ألديز وفريقه أن تسهم هذه النتائج في الحد من استهلاك السكروز على مستوى العالم. فالاستهلاك المفرط للسكر يمكن أن يضر بالخلايا، ويؤدي إلى التهاب مزمن، ما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة، وأمراض القلب، والسكري، وأمراض الكبد، وحتى السرطان.


الأكثر قراءة

خاص "الديار": أول عملية استشهادية في الخيام ومعارك عنيفة مستمرة