اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

عندما عقد الحاج محمد عفيف مؤتمرا صحافيا، وكان اول مؤتمر له يطل فيه ويتحدث باسم حزب الله بشكل كامل كان جالسا على الرصيف وخلفه سد من الحجارة فاتصلت به وسألته عن سبب الظهور بهذا المظهر وعن الشخصيات الحاضرة في المؤتمر، فاجابني ان السفارة الاميركية هي من تقرر المؤتمرات في لبنان وتمنع الشخصيات التي تريد المشاركة عن الحضور.

اما في المؤتمر الثاني فكان فيه ازدحام كبير وكان ناجحا للغاية وقال لي “ليس المهم كيف نطل في المؤتمر بل المهم ان يصل صوت المقاومة الى شعبها مهما كانت النكسات والصعوبات”.

الحاج محمد عفيف كان خفيف الظل يترك شعورا لدى ضيفه بانه بخفة ورقة شجرة ويترك فيه اثرا عميقا كجذور الارز والسنديان.

واستمر في مؤتمراته الصحافية ليصبح نجما لامعا وفي فترة قصيرة شعر المجاهدون والمقاومون والشعب اللبناني وجمهور المقاومة على مدى المنطقة انهم يسمعون جزءا من خطاب سماحة الشهيد العظيم، سيد الشهداء الى القدس السيد حسن نصر الله، كذلك شعروا انهم يسمعون خطابا عالي المستوى، كما يسمعون من الامين العام الشيخ نعيم قاسم، الذي يلقي خطاباته فتكون كاملة تعطي صورة دقيقية عن وضع المقاومة والضربات التي تسددها للعدو “الاسرائيلي” داخل فلسطين وعلى مدى البلدات والمدن الفلسطينية، كذلك يعطي فكرة كاملة عن الحرب مع العدو في البقاع والجنوب وفي الضاحية وكل المناطق اللبنانية.

الشهيد الحاج محمد عفيف كان شخصية واعدة وعلم ان الاخطار ازدات عليه وانه اصبح هدفا لدى العدو الصهويني، لكنه لم يخف، وبشجاعة عالية استمر في مقاومته في ميدان الكلمة فهز عروش الصهيونية وبلبل صفوفها، وهو ما زال على خطاباته على فترة شهرين فقط، فاذا بالعدو يعتلمه ويقرر اغتياله وهكذا كان الغدر الصهويني ينتظره في منطقة رأس النبع في منطقة سكنية، وليس على جبهة عسكرية، ولم يكن عفيف على رأس قوة ميدانية، بل كان في اجتماع اعلامي سياسي، لكن خطاب الغدر اللئيم لدى الصهيونية ابى الا ان تستمر الصهيونية بجرائمها وتغتال محمد عفيف الشهيد العظيم الكبير الذي قرر ان يرحل الى جانب الحبيب سيد الشهداء الى القدس سماحة السيد حسن نصرالله بعدما طال الانتظار بين الرجلين والشوق في نفسه اصبح كبيرا للقاء سماحة السيد سيد شهداء القدس وهو الذي عاصر امين عام حزب الله الشهيد الكبير نصرالله عقودا من الزمن وكان النقاش بينهما غنيا دائما، وكان نصرالله يتكل عليه في مهمات كلها شجاعة فيها عمق وتفكير وبعد نظر، ودور وطني وقومي وروحاني في سبيل الشعب الفلسطيني المظلوم؟

الحاج محمد عفيف ابن العالم عفيف النابلسي هو من مدرسة جهادية من الطراز الكبير ووالده المرحوم العلامة النابلسي كان مدرسة روحانية لا يضاهيها احد بسهولة، ترك ارثا دينيا لاولاده وتهذيبا وتواضعا وعلما جعلهم من الشخصيات في قيادة المقاومة وعلى رأسهم الشهيد محمد عفيف.

لا يمكن ان يزور ضيف عفيف الا ويستقبله بالابتسامة وبالمحبة وبسرعة يدخل الحديث الى الاعماق، عمق قضية فليسطن وعمق القضية القومية وهو رافق اي عفيف عملية 7 اكتوبر منذ بدايتها وكان سماحته سيد الشهداء على طريق القدس حسن نصرالله يطلعه دائما على عقيدة حماس في غزة، وكان الحاج الشهيد ينظم الجولات الاعلامية لدعم واسناد فلسطين الذي ارتكب العدو الصهيوني الوحشي بحقها حرب ابادة جماعية وجرائم ضد الانساية وجرائم وحشية بكل معني الكلمة.

نقول للحاج محمد عفيف غادرتنا على عجل كنا تعودنا على غيابك في مهمات قومية وطنية جهادية لكن في كل مرة كنت تعود الينا فلماذا قررت هذا المرة الرحيل دون العودة.

سنشتاق اليك كثيرا حاج محمد وستبقى في ذاكرتنا شعلة على طريق فلسطين والقدس على مدى اجيال مقبلة ولسنوات طويلة، فانت اصبحت قي قلب فلسطين، واصبحت قريبا اكثر الى القدس وهناك تفرح وترتاح حيث اصبحت على طريق القدس وبقرب المسجد الاقصى الشريف.

شارل أيوب

الأكثر قراءة

«إسرائيل» تفاوض بالنار... تصعيد كبير يُواكب مُشاورات وقف الحرب أسبوع مفصلي... هدنة خلال أيّام أو قتال عنيف حتى مُنتصف كانون الثاني