اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تسابق المساعي الديبلوماسية لوقف إطلاق النار، التصعيد الملحوظ للعدوان الإسرائيلي الذي يتدرج في العنف والشراسة في ارتكاب المجازر والتدمير المنهج للقرى الجنوبية. وعلى الرغم من هذا التصعيد، يتحدث السفير السابق في واشنطن رياض طبارة، عن "حراك قوي باتجاه الاتفاق على وقف إطلاق النار في المدى الزمني المنظور، لسببين أساسيين يتصلان بالموقف الأميركي، الأول أن الرئيس جو بايدن يريد أن يتوج نهاية حياته السياسية وعهده الرئاسي بإنجاز الاتفاق وقد اتفق على ذلك مع الرئيس دونالد ترامب على أن يكون للاثنين الفضل به، والثاني أن الإسرائيلي قد تعب من هذه الحرب ويفضل الإبقاء على القصف الجوي بدلاً من القيام بأي غزو ميداني نظراً الى الكلفة العالية التي يتكبدها".

وعن التصعيد العنيف في الأيام الماضية وامتداد العدوان إلى العاصمة بعد الضاحية والبقاع والجنوب، يكشف السفير طبارة في حديثٍ لـ "الديار"، عن أن "المتطرفين في إسرائيل يقومون بإفراغ كل ذخيرتهم في لبنان، ومن هنا فإن المرحلة صعبة أمامنا ولكن لن تطول لأن موعد وقف إطلاق النار لم يعد بعيداً، وذلك لأن القوى التي تريد وقف النار هي أكثر قوةً من تلك التي تريد استمرار الحرب، وهي تعمل بشكل جدي لتحقيقه قريباً خصوصاً في ظل الانقسامات في الداخل الإسرائيلي".

ولم يذهب السفير طبارة باتجاه ضرب مواعيد زمنية للاتفاق، إلاّ أنه يشير إلى أنه سيكون "هدية للرئيسين بايدن وترامب، ذلك أن نتنياهو لم يعد مهتم بما يريده بايدن وهو يوجه له صفعةً كل يومين من خلال تحدّيه في غزة وقد تحدث عن ذلك صراحةً، ولكنه مهتم بإرضاء ترامب في نهاية المطاف وذلك قبل نهاية العام الحالي، علماً أن الجيش الإسرائيلي لن يصمد شهرين بعد في القتال الميداني، وإن كان يضرب بشكل عشوائي ويدمر القرى الحدودية، وبالتالي فإن رفع مستوى العدوان يحصل عادةً قبل التوصل إلى وقف النار، وهو ما حصل في حرب فييتنام خلال المفاوضات حيث كان مستوى التصعيد العسكري يتزامن مع التفاوض، وبما معناه أن المفاوضات تتقدم".

وعن عدم إعلان الوسيط الأميركي آموس هوكستين عن أي مواقف بعد محطته في إسرائيل، يقول السفير طبارة، إن "هوكستين سينقل تقاريه إلى إدارة بايدن ولن يعلن أي موقف إلاّ بعد التشاور مع الإدارة، خصوصاً وأنه ممثل بايدن".

ورداً على سؤال حول اتفاق وقف النار بالمقارنة مع "تفاهم نيسان"، يتحدث السفير طبارة عن "سابقتين في هذا الإطار، القرار 1701 الذي أنهى حرب تموز 2006، والتفاهم الذي أنهى الحرب وقد حصل برعاية الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث كان اتفاق على التعاطي مع الخروقات، وهو أتى بعد 13 جلسة تفاوض ونقاش أجريناها في واشنطن وقدد استمر الوضع على حاله حتى الإنسحاب الاسرائيلي في العام 200، كما حصل خلال مفاوضات التفاهم في 1996 العمل على تأمين الدعم لإعادة الإعمار من قبل أصدقاء لبنان، بينما القرار 1701 لم يحدد كل هذه التفاصيل، حيث كان من المفروض الانطلاق من تفاهم نيسان لأنه  سيكون أفضل للبنان وأصعب لإسرائيل".

وعن تأثير الإنشغال الأميركي والأوروبي بالحرب في أوكرانيا وتراجع الزخم بالنسبة لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، يشير السفير طبارة إلى أن "واشنطن والأوروبيين يسعون لتخفيف الضغط عن أوكرانيا ودعمها قبل الوصول إلى مرحلة المفاوضات لإنهاء الحرب، كيلا تكون أوكرانيا في موقع ضعيف قبل التسوية، ولذلك فإن التركيز هو على وضع الرئيس فولودومير زيلينسكي في مركز ثابت قبل المفاوضات، وليس الذهاب نحو الحرب أو الحسم لمصلحة أوكرانيا، لأنه بعد وصول ترامب لن يحصل تفاوض وخصوصاً أن ترامب سيوقف المساعدات لأوكرانيا".

الأكثر قراءة

المقاومة تثبّت مُعادلة بيروت مقابل «تل أبيب» وتمطر «اسرائيل» بأكثر من 300 صاروخ العدو يتقصد استهداف الجيش اللبناني بوريل يحذّر: لبنان على شفير الانهيار