اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


عند الساعة الرابعة فجراً دخل لبنان في مرحلة جديدة، مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في البلاد، فما إن اصبحت الساعة الرابعة، حتى انطلقت معها قوافل العودة المشرفة لأهالي الجنوب، المشهد يفطر القلوب فرحاً بالانتصار، ممزوجا بحزن على شهداء ارتقوا في أرض الجنوب، معبدين طريق العودة إلى أرض العزة والكرامة بدمائهم.

هذا المشهد أرعب العدو الإسرائيلي المغتصب للحقوق والكرامات، الغني بالغدر، فما كان منه، وسط هذا المشهد المشرف، إلا بإطلاق النار نحو الأهالي العائدين إلى مناطقهم ، واعتقال 4 مواطنين لبنانيين، موجها تحذيراً الى سكان الجنوب، وطالبهم بعدم التحرك في بيان له "ابتداء من الساعة الخامسة مساء حتى صباح غد في الساعة السابعة صباحا يمنع بشكل مطلق الانتقال جنوبا من نهر الليطاني، ومن يتواجد شمال نهر الليطاني - ممنوع عليه الانتقال جنوبا، ومن يتواجد جنوب نهر الليطاني - يجب عليه ان يبقى في مكانه".

تجدر الإشارة إلى أن عناصر الجيش اللبناني دعوا المواطنين العائدين إلى القرى والبلدات الحدودية في الجنوب، بخاصة في أقضية صور وبنت جبيل ومرجعيون، إلى التجاوب مع توجيهات الوحدات العسكرية وعدم الاقتراب من المناطق، التي توجد فيها قوات العدو الإسرائيلي، حفاظاً على سلامتهم، لا سيما وأنهم قد يتعرضون لإطلاق نار من القوات المعادية.

أحد المراسلين أكد أن عدداً من الصحافيين أصيبوا برصاص الجنود "الإسرائيليين" في بلدة الخيام، كما تعرضت بلدة عيتا الشعب بالإضافة إلى بلدة كفركلا، لقصف مدفعي "إسرائيلي" غادر، هذا العدو لا يوفر فرصة لارتكاب جرائمه، وخصوصا بحق الصحافيين ناقلي الحق والحقيقة، فمن ليس له حق يحاول اسكاته بكل الوسائل واللغات، ولغة هذا العدو هي القتل ونشر الخراب والدمار.

الجدير بالذكر أن الاستهداف أدى إلى إصابة كل من مراسل " الاسوشيتد برس"محمد الزعتري ومراسل " سبوتنيك" عبد القادر الباي بجراح مختلفة ، استوجبت نقلهما إلى مستشفى مرجعيون للمعالجة.

نقيب محرري الصحافة جوزف القصيفي استنكر ما حدث واضعاً هذه الحادثة أمام المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية والاتحاد الدولي للصحفيين والاتحاد العام للصحفيين العرب، لتبيان مقدار التمادي الصهيوني في ضرب القوانين والمواثيق الدولية عرض الحائط، والتنكر لابسط قواعدها بالامتناع عن التعرض للاعلاميين في مناطق الحروب والنزاعات، مضيفا "إن ما جرى مع مجموعة الصحافيين والاعلاميين يعد اول خرق لاطلاق النار".

"مهما فعلوا فنحن اصحاب حق وواجبنا الدفاع عن حقنا" بهذه الكلمات عبرت مراسلة إحدى القنوات فضلت عدم الكشف عن اسمها، مضيفة " واجبنا اليوم أن ننقل للعالم أجمع ما يقوم به هذا العدو، فهو لا يحترم أي من المواثيق الدولية، سمته الغدر ولا يلتزم بأي اتفاق، فهو الخاسر لانه لا يملك الحق، ونحن المنتصرون لاننا أصحاب حق".

هي ليست المرة الاولى التي يستهدف العدو "الإسرائيلي" الإعلاميين، فهذه الحادثة لا تنفصل عن سلسلة جرائم هذا العدو المتعطش للدم والقتل والدمار، فمن منا لا يتذكر حادثة حاصبيا بجنوب لبنان، التي أدت إلى استشهاد مصور قناة المنار وسام قاسم، ومصور قناة الميادين غسان نجار والتقني فيها أيضا محمد رضا، كما أصيب عدد من الصحافيين والمصورين من قنوات أخرى. ومن منا لا يذكر المصور عصام عبد الله، الذي كان يعمل في وكالة رويترز الذي استشهد نتيجة قصف استهدف مجموعة من الصحافيين في منطقة علما الشعب بتاريخ 13 تشرين الأول من العام الماضي، وفي تشرين الثاني 2023 استهدفت مسيرة "إسرائيلية" فريق عمل قناة الميادين في بلدة طير حرفا، مما أدى إلى استشهاد مراسلة القناة فرح عمر والمصور ربيع معماري، ناهيك عن العشرات الذين اصيبوا باعاقات دائمة او جراح بليغة.

الجدير بالذكر أن قرار مجلس الأمن رقم 2222 يشيرالى "ضرورة حماية الصحافيين والإعلاميين والأفراد المرتبطين بهم، الذين يغطون حالات النزاع كمدنيين، وأن المعدات والمكاتب والأستوديوهات الإعلامية هي أصول مدنية وليست أصولا أو ممتلكات عسكرية، ولا يجب ألا تكون هدفا لهجمات أو أعمال انتقامية".

الأكثر قراءة

نهاية سوريا نهاية العرب