اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لماذا هذا الصمت أو الصيام عن الكلام الذي كسرته يا للأسف الرسالة من زميل صحافي إلى رجل دين في العراق !! ...

خيّل إلي أن الكاتب يتكلم عن الشيعة كما لو انهم من وجهة نظره، قطيع يستفيد من صوفه وحليبه ولحمه الإيرانيون ! الأمر الذي يثير الدهشة في هذه الظروف الصعبة، حيث تتصدى المقاومة للأعداء ببسالة دون ان تثنيها عن النضال التضحيات الجسيمة التي اضطرت لتحملها، في بلاد تتفكك وحدة سكانها منذ سنوات الستين، إلى حد أنها وصلت في سنوات الثمانين، إلى العداوة المشهورة . فأنا لا أرى الشيعة، قطيعاً واحداً يمكن أن يكون اليوم مقيداً وبالتالي يمكن تحريره بفتوى من رجل دين مهما كان مقامة عالياً .

أعتقد أن الشيعة، ليسوا جميعاً شيعة، ولكن بعضهم شيعة وهم لا يمثلون في أغلب الظن غالبية الشيعة، ولا يمثلون استطراداً الشيعة غير الشيعة . لا يمكن أن نغفل ان "الشيعة" كانوا كانوا الأكثر عدداً في صفوف احزاب و منظمات الحركة الوطنية، أين هم، تبخروا ؟ إن المسألة ليست بهذه البساطة، وعبثاً يتنطح لها، في هذا الزمن، اي كان.

نعم يعيش "الشيعة"، بوجه خاص، مسألة وجودية ؟ تستلزم هذه المسألة، بالتأكيد معالجة علمية وصريحة وجريئة، ولكن من غير المنطق أن يُحشر جميع "الشيعة" في كيان واحد تحت اسم "الطائفة الشيعية" إن الوطنيين إلى أي كيان أو تيار انتموا، لا يتكلمون ولا ينقبون عن الإكتشافات والنظريات ، والاستغاثات، اثناء المواجهة بين المقاومة من جهة وبين الغزاة من جهة ثانية . مهما يكن فمن المعروف أنهم كانوا ممنوعين من الكلام والتعبير و التظاهر ، والغناء والموسيقى. ..

كيف نسمح لانفسنا بالكلام عن هيمنة إقليمية على "الشيعة"؟ كيف ننسى أو نتنكر اليوم للذين وقفوا مع اللبنانيين في مواجهة الإحتلال، وقدموا لهم المشورة، والوسائل، وعلموهم فنون المقاومة وأساليبها . فكانوا شركاء لا شك في ذلك في التحرير والإعمار . من غير المستبعد ان التحالف بين بعض الشيعة وحلفائهم الاقليميين، يندرج في إطار مشروع سياسي إقليمي لكنه ليس بالضرورة "مشروع شيعي"، حيث تجدر الملاحظة بهذا الصدد إلى أنه جرت محاولة الربط بين هذا المشروع وحركة التحرر الفلسطينية "تحت عنوان الثورة الإسلامية"، ولكن منظمة التحرير قررت الوثوق "بالأشقاء العرب" الذين أوصلوها إلى "رام الله" بعد أن جرّع ياسر عرفات السم !

نصل أخيراً للنداءات الثلاثة :

1 ـ لا يتحرر الناس إلا إذا امتلكوا إرادتهم وتجرؤوا في التعبير والعمل من أجل بلوغ أهدافهم، التي يحددونها بأنفسهم، شرط أن يحققوا فيما بينهم الوفاق والتوافق على خدمة مصالحهم العامة. أما ربطهم بالمشروع العربي، فعلى الأرجح ان الوصول إلى هذا الهدف المأمول يتطلب أولاً تحقيق النجاح في الوطن اللبناني ثم الإنتقال بعد ذلك خطوة خطوة لربط الأوطان العربية بعضها ببعض .

2 ـ الإعمار، كيف نبدأ بالإعداد للإعمار قبل أن يتوقف الهدم، وقبل أن نستخلص الدروس من "الإعمارات السابقة" التي روعيت فيها مصالح السياسيين والمفسدين على حساب الأغلبية "المستضعفة" ولا بد هنا من الإشارة إلى أن التهديم وسفك الدماء الطاهرة، تأثرا سلباً على الأرجح بهيمنة "السياسين والمفسدين" .

3 ـ الكلام عن إعادة العلاقات بين الشيعة من جهة والدول العربية من جهة ثانية فإنه يعكس مغالطة كبيرة . فالشيعة في لبنان، كما ألمحنا، ليسوا كياناً دولياً، حتى "يطبعوا" العلاقات مع الدول العربية ويفتحوا قنوات حوار ... المطلوب هو أن يتحرر اللبنانيين على اختلاف، ميولهم الدينية والتجارية، من قيود زعمائهم الدينيين والإقطاعيين والتجار .. وليصيروا مواطنين أولاً ..

الأكثر قراءة

نهاية سوريا نهاية العرب