بخجل ملحوظ تحركت عجلة الاتصالات على صعيد ملف رئاسة الجمهورية، وسط غموض دولي يلف مصير جلسة التاسع من كانون الثاني، في ظل التفسيرات المتناقضة للموقف الاميركي الذي اعلن عنه مسعد بولس، والحركة الفرنسية الضاغطة في الاتجاه المعاكس والتي يقودها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون شخصيا، فيما «مكتوب الداخل بينقرا من عنوانه» لجهة تمترس الاطراف خلف مواقفها بدليل ما صدر من تصريحات وما تبعها من ردود فعل، لا تشي بان الفرج قريب، بقدر ما تؤشر الى دخول البلاد مرحلة جديدة من شد الحبال، العالق عند «الهدنة الهشة والمترنحة» جنوبا.
الرئاسة على الطاولة
فامس حطت الرئاسة على طاولتي معراب ودار الفتوى، في اول تحرك فعلي على صعيد ملف رئاسة الجمهورية، بعد تحديد موعد لجلسة الانتخاب في التاسع من كانون الثاني المقبل، وما رافقها من مواقف خلقت الكثير من التساؤلات وطرحت العديد من علامات الاستفهام، مع تحرك محور الممانعة نحو تعزيز جبهة مرشحه الرئاسي سليمان فرنجية، عبر اتصالات لحشد تاييد نيابي اضافي، ما دفع بكل من رئيس حزب القوات اللبنانية ورئيس التيار الوطني الى التحرك، الاول في اتجاه اعادة «شدشدة» جبهة المعارضة، وعدم السماح بحصول «اي تسرب» نيابي، املا في توسيع تحالفها، وبرئيس التيار الوطني الحر الذي اطلق جولة استشارات، لن تستثني احدا من دار الفتوى، حيث يرجح ان تكون الكتلة السنية مرجحة لكفة الانتخاب.
مصادر مواكبة رات في الحراك الحاصل حتى الساعة، اعادة تاكيد على الاصطفافات السابقة، والذي في حال عدم تطويره في اتجاهات اوسع، مؤشر الى ان الدخان الابيض لن يصدر من ساحة النجمة، في الجلسة المتوقعة، رغم الاجواء الايجابية التي يحاول رئيس المجلس بثها، على قاعدة «غسل اليدين من هذا الصديق»، في ظل الضغوط الفرنسية المتزايدة الممارسة، والتي عارضتها مواقف اميركية جديدة.
اوساط مقربة من عين التينة رات ان كلام كبير مستشاري الرئيس ترامب للشؤون العربية والشرق اوسطية، مسعد بولس، ترجم في غير محله، فهو جاء ليقدم التبريرات للمنتقدين لتاخير رئيس المجلس نبيه بري موعد الجلسة وتعيينها بعد شهر، معتبرة ان بولس قدم الحجج نفسها التي على اساسها اتخذ بري قراره، وهي افساح المجال امام الحوار والنقاش والاتفاق.
نظرية ينقضها بعض من تواصل مع واشنطن خلال الساعات الماضية، حيث اعاد المعنيون التاكيد على ان كلام بولس «واضح ولم يكن ابن ساعته» بل جاء نتيجة مشاورات داخل فريق ترامب المكلف بالملف اللبناني، وبعد تواصل مع اطراف لبنانية، داعية الى اعادة قراءة متانية للكلام بحرفيته، وللمهل التي تحدث عنها وتداعياتها الزمنية.
عزز هذه الانطباعات «المتشاءلة» رمي «ابو مصطفى» كرة الدعوة في ملعب الاطراف السياسية المختلفة، رغم حديثه امام زواره عن جدية الدعوة التي لن يطير «نصابها»، ولكن هل يكفي عدم تطيير النصاب للخروج بنتيجة ايجابية؟
ماكرون في الرياض
ليس بعيدا، في الرياض، ناقش الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ، الوضع الإقليمي واتفقا على بذل كل الجهود للمساهمة في وقف التصعيد في المنطقة، حيث حضر لبنان كبند اساسي على جدول الاعمال، وفقا لمصادر مواكبة للزيارة، والتي اكدت ان الرئيس الفرنسي حاول اقناع الجانب السعودي بثلاثة امور مرتبطة بالملف اللبناني، الاول، اعادة احياء مساعدة الثلاثة مليارات التي كان سبق للملك عبدالله ان اقرها للجيش اللبناني، او على الاقل جزءا منها، لتمويل عملية تجهيز وتسليح الجيش وفقا للخطة الحالية والتي تضطلع باريس بجزء اساسي فيها، ثانيا، اقناع الرياض بالمشاركة بعملية اعادة الاعمار، من خلال الصندوق الذي انشاته فرنسا للدول الداعمة، والثالث، الضغط على السعودية لما لها من تاثير على «الكتلة النيابية السنية» لتسهيل تمرير الاستحقاق الرئاسي.
وتشير المصادر الى ان الرئيس ماكرون لم ينجح في تحقيق اي خرق في اي من الملفات الثلاثة، في ظل اصرار ولي العهد الامير محمد بن سلمان على استراتيجيته اللبنانية، والمبنية على الطبقة التي ستتولى الادارة المستقبلية للبلاد، رغم غمز فرنسي من قنوات رغبته في مسايرة الادارة الاميركية ومراعاة مصالحها القومية في الملف اللبناني، وخصوصا بعد مواقفها المستجدة.
الجبهة الجنوبية
في غضون ذلك استمرت الاتصالات مع الدول المعنية لتدارك اي انهيار «لوقف النار» بين اسرائيل ولبنان، وسط انطباع بان الاوضاع ستبقى في دائرة «الترنح» دون ان تقع، بعد التدخل الاميركي-البريطاني-الفرنسي، وسط تهديدات نقلتها مصادر دبلوماسية عن قادة اسرائيل ابرزها:
- قرارها بالاتفاق مع واشنطن وبضمانات منها لابقاء يدها مطلقة في التحرك، ما يجعل المخاوف من تكرار السيناريوهات الراهنة احتمالا قائما دائما، اذ لن تتاخر اسرائيل عن ايجاد الذرائع لتكثيف القتال على الجبهة اللبنانية.
- محاولتها تحقيق اهدافها «بالمفرق» عبر عمليات «القضم» التي تمارسها.
- تهديدها الواضح للدولة اللبنانية في حال عدم التزامها بتعهداتها، ما سيعرض بنيتها التحتية للقصف.
- تجاهلها الواضح لمسالة وجود لجنة الاشراف على تطبيق القرار الاخير في الجنوب.
علما ان ثمة تضاربا كبيرا في المعلومات والمواقف بين من يرى عودة وشيكة للحرب، توحي به صراحة الاجواء الاسرائيلية، وبين من يصف الاحداث الجارية بالطبيعية مقياسا لتجربة 2006، واضعا التطورات في اطار «الهزات» لا اكثر ولا اقل، والتي لن تؤدي الى سقوط « الاتفاق الامني» الذي صيغ ليكون طويل الامد، وبين الاثنين من يرى حربا حتمية، حجتها «غموض النصوص» واسبابها اقليمية، من تهديدات الرئيس المنتخب المفاجئة، وصولا الى خلط الاوراق على الساحة السورية.
الوضع السوري
والى سوريا، وعلى وقع الحراك الايراني الذي لم يهدأ منذ اندلاع الاحداث الاخيرة، وجولات الاتصالات المكوكية التي يقوم بها المسؤولون الايرانيون على كافة المستويات لتنسيق المواقف من روسيا الى تركيا، في ظل الوضع الحساس الذي تمر فيه المنطقة، ومع استمرار المعارك العنيفة على جبهة الشمال، فتحت قوات سوريا الديموقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة جبهة الشرق محاولة التقدم باتجاه مناطق سيطرة الجيش السوري، تزامنا مع دعوة اوساط مطلعة الى ابقاء العين مفتوحة على جبهة الجنوب الممتدة من درعا باتجاه السويداء، وما قد تشهده جبهة الجولان من احداث.
وفي هذا الاطار تتحدث الاوساط عن ان ما يحصل من فوضى مرده الاساس عدم اتضاح الرؤية لدى الفاعلين على الارض من الخطوات التي ستتخذها الادارة الجمهورية حيال الانسحاب من مناطق شرق وشمال الفرات مع ما لذلك من تداعيات لجهة ملء الفراغ الذي ستخلفه هكذا خطوة، وهو ما جعل الفرصة مؤاتية لبعض القوى بدعم خارجي للتحرك وتنفيذ اجندات معينة، تحسن من شروط التفاوض لاحقا.
وتكشف الاوساط ان احد الاهداف الحالية، هو محاولة الجماعات الارهابية التقدم باتجاه حماه ومنها نحو حمص، ومن ثم باتجاه القصير، وليس طرابلس خلافا للمرات السابقة، لاحكام السيطرة على منطقة سيطرة حزب الله عند الحدود اللبنانية – السورية لجهة الهرمل، وبالتالي وضع الحزب بين فكي كماشة، وهو ما دفع بدمشق وحلفائها الى القتال المستميت على جبهة ريف حماه لمنع اي اختراق لخطوط الدفاع القائمة، وهو ما نجحت فيه القوات السورية النظامية.
اهالي ضحايا المرفأ
وفي تحرك لافت، وتزامناً مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء ، ينفذ أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت وقفة أمام تمثال المغترب، اعتراضاً على بند مدرج على جدول أعمال الجلسة يقضي بدرس الوضعيّة القانونيّة والوظيفيّة لهاني الحاج شحادة، الذي كان عضواً في المجلس الأعلى للجمارك، بعد أن كان من الموقوفين المدّعى عليهم من قبل القاضي طارق البيطار في ملفّ تفجير مرفأ بيروت.
يتم قراءة الآن
-
هل نجح ماكرون في مفاوضاته مع ولي العهد بن سلمان باعادة الاهتمام السعودي الى لبنان؟ مستشار ترامب للشرق الاوسط مسعد بولس اوضح قبول ادارة ترامب تحديد 9 كانون الثاني لجسلة انتخاب الرئيس الهجوم في سوريا هدفه الوصول الى الهرمل وتطويق الحزب
-
لحظة الصراع الكبرى حول سوريا
-
"مقام كبير" للشهيدين نصر الله وصفي الدين في الضاحية الجنوبيّة محمد علوش
-
لا تحرّروا حلب... لا تدمّروها
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
16:23
الخارجية الروسية: وزيرا خارجية روسيا ومصر أكدا دعمهما لوحدة أراضي سوريا وسيادتها
-
16:07
أكسيوس: مستشار الأمن القومي لترمب سيناقش اليوم مع وزير إسرائيلي اتفاق بشأن غزة
-
15:06
بلينكن: وقف إطلاق النار في لبنان صامد ونعتمد آلية لمراقبة أي انتهاكات
-
15:05
بدء توافد الوزراء الى السراي للمشاركة في الجلسة الحكومية التي ستنعقد عند الثالثة والنصف
-
15:05
وزير خارجية أميركا انتوني بلينكن: "هيئة تحرير الشام" استفادت من انشغال إيران وحزب الله
-
14:21
سرايا القدس: تمكن مجاهدونا من قنص جندي صهيوني قرب منطقة الطاقة شرق مدينة غزة