اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



لم تحل برودة الطقس الطبيعية في مثل هذا الوقت من العام، ولا عطلة الاعياد الممتدة حتى نهاية الاسبوع الجاري، دون تزخيم الحراك المحلي والخارجي حول ملفين اساسيين: الاعتداءات "الاسرائيلية" جنوبا وقد باتت تتهدد هيبة الدولة، والاستحقاق الرئاسي حيث تنشط الاتصالات خاصة في الكواليس.

فالصورة اللبنانية غير المطمئنة، عززها المشهد الاقليمي، الذي قرأت فيه مصادر ديبلوماسية اتجاها نحو مزيد من التصعيد، مع اقتراب "الخطر الداهم" من ابواب طهران، بعد خلط الاوراق المتسارعة في الاقليم، نتيجة هجوم "المحور الاميركي" المفاجئ، من سقوط سوريا، الى الضربات المستمرة في لبنان وغزة والضفة من جهة، والرسائل التي تتعمد ايران ارسالها من جهة ثانية عبر اليمن، الذي بات يشكل ازمة تؤرق "اسرائيل"، في ظل افتقارها الى المعلومات الكافية اولا، والعامل الجغرافي ثانيا، للتعامل مع الحوثيين.

وسط هذا المشهد المركب والمعقد، يزداد الغموض السياسي، مع تضارب الرهانات حول جلسة التاسع من كانون الثاني الانتخابية، وامنيا مع تزايد الحوادث "المدبرة" وفقا للبعض، لايقاظ فتنة داخلية على خلفية ما يحدث في سوريا من تغييرات، مع تحول لبنان الى محطة ترانزيت لمغادرة الكثيرين من اركان النظام السابق، حيث تشير المعطيات الى ان الاحداث الاخيرة التي تشهدها منطقتا عكار وطرابلس، وطريقة "التعامل الهمجي" غير المبررة مع السوريين، تنذر بما هو اخطر في حال استمرارها، خصوصا انها تترافق مع ضخ اعلامي مضلل ومركز.

وعلى اهمية الملفين السابقين، ترتفع المخاوف وتزداد حول مصير هدنة ال 60 يوما، التي باتت معلقة على زيارة الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين الى بيروت مطلع الاسبوع المقبل، وقبيل جلسة الانتخابات، في محاولة يقرأ فيها الجانب اللبناني، اعادة لترميم الاتفاق، والتحضير للانتقال للمرحلة الثانية، فيما تكشف مصادر ديبلوماسية عن منحى آخر للزيارة، اذ يبدو ان هوكشتاين الذي سيقوم بزيارة وداعية، تقاطعت عندها مصالح كل من بيروت و "تل ابيب"، سيحمل معه افكارا "اسرائيلية" جديدة، تتناسب من وجهة نظر "تل ابيب" مع المعطيات الاقليمية الجديدة، وهو امر سيقابل برفض لبناني كامل، ما قد يدفع الى مزيد من النعقيد، خصوصا ان الملف سيصبح في عهدة الادارة الجمهورية.

وتتابع المصادر، بان ثمة طرحا غربيا – اميركيا يتم درسه، يقوم على تمديد او تجديد اتفاق الهدنة لمدة اضافية ، تتراوح بين شهر الى شهرين، وهو ما يتناسب مع المطالب "الاسرائيلية"، اذ تعطي الشرعية الدولية لـ "اسرائيل" للاستمرار في اعتداءاتها وتمديد احتلالها للقرى الجنوبية ، الى حين اتمام مهمتها، من منظارها، لجهة تمشيط كامل الشريط الممتد بعمق 5 كيلومترات، وتدمير كامل البنية العسكرية لحزب الله فيه، وضمان عدم عودة مقاتليه الى هذه المنطقة.

وتشير المصادر الى ان "تل ابيب" اطلعت الجانب الاميركي على مجموعة من الخطط العسكرية، التي تنوي تنفيذها خلال الفترة المقبلة على الجبهة اللبنانية، والتي تشمل تنفيذ اغتيالات وعمليات انزال في عمق الاراضي اللبنانية، و اغارات على مواقع استراتيجية لحزب الله في مناطق شمال الليطاني، ضمن مهلة زمنية قد تستمر حتى آذار المقبل، وهو ما دفع بالمجلس الوزاري المصغر الى المصادقة على ابقاء مناطق الشمال المتاخمة للحدود اللبنانية مناطق عسكرية مغلقة.

ودعت المصادر الى عدم الفصل بين الجهتين اللبنانية والسورية، حيث باتت "اسرائيل" تتعامل مع الوضع من مرتفعات الجولان الى الناقورة، وصولا الى عمق البقاع اللبناني، الذي بات تحت السيطرة بالنار، على انه ساحة واحدة للعمليات، يشكل حزب الله، التحدي الاكبر "لاسرائيل".

الأكثر قراءة

رئيس آخر لجمهوريّة أخرى