اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بعد شائعات عن "احتمال استقالة الراعي في الصيف المقبل"

أبو كسم لـ "الديار": رأس الكنيسة المارونيّة لم يستقل وهو سيّد قراره

ليس خبراً عادياً، الحديث عن استقالة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، لا سيما في لحظةٍ بالغة الدقة والخطورة في لبنان عموماً وفي الوسط المسيحي خصوصاً، وفي ظل المتغيرات الإقليمية المتسارعة في أكثر من دولة مجاورة.

وليس جديداً اليوم أيضاً تكرار مثل هذا الخبر، بعدما كان قد تردد في الخريف الماضي أن البطريرك الراعي يتجه للاستقالة، وقد أكد في حينه البطريرك أنه لن يستقيل من مهامه.

فالبطريرك الراعي، وهو بطريرك أنطاكية الماروني الـ77، قد انتخب في 15 آذار من العام 2011 خلفاً للبطريرك مار نصرالله بطرس صفير، الذي كان قد أعلن استقالته في شباط من العام ذاته وبداعي التقدم في السن.

أسئلة جدية تُطرح على الساحة السياسية الداخلية حول خلفيات أو دوافع أي استقالة محتملة، ويجيب عنها رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام المونسنيور عبدو أبو كسم، الذي يكشف لـ "الديار" عن أن كل ما تردد في المرحلة الأخيرة عن استقالة البطريرك، ليس كلاماً رسمياً بالدرجة الأولى، كما أنه ليس واقعياً ولا ينطبق على حقيقة الواقع البطريركي، لأنه عندما يقرر البطريرك الراعي الاستقالة، فهو لن يخجل من إعلان استقالته ولن يخفيها".

ويحدد المونسنيور أبو كسم عدة عوامل ومعطيات تحكم واقع بطريرك الموارنة والكنيسة المارونية والبطريركية، الأول هو أن البطريرك هو رأس الكنيسة المارونية، أي هو رئيس لا ينطبق عليه قانون الاستقالة المطبق في الكنيسة والذي يحدد سن الاستقالة بـ75 عاماً، لأن كل بطريرك هو رئيس كنيسة منتخب من مجمع الأساقفة ولا ينطبق قانون الاستقالة على كل البطاركة وليس فقط على البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي يبلغ من العمر 85 عاماً".

أمّا العامل الثاني وفق المونسنيور أبو كسم، فهو أن "سيدنا البطرك هو سيد قراره، وعندما يقرر الاستقالة فهو يتخذ هذا القرار بتوجه شخصي".

وإضافةً لذلك، فإن العامل الثالث فيتعلق بأسباب الاستقالة، والتي يوضح المونسنيور أبو كسم أنها "تكون على الدوام نتيجة عدم مقدرة صحية أو عدم مقدرة عقلية، أي أنه عندما يصبح البطريرك الماروني عاجزاً عن القيام بمهامه بسبب المرض أو أي داء آخر كالزهايمرعلى سبيل المثال، فهو يبادر إلى الاستقالة من منصبه وانتخاب بطريركٍ آخر، ولكن بالنسبة للبطريرك الراعي، فإن عقله يزن بلداً كما يقول المثل، ولا سبباً صحياً أو مرضاً لديه قد يدفعه الى الاستقالة".

وبالتالي، يعتبر المونسنيور أبو كسم أنه "كلما تقدم البطريرك بالسن وليس بالضرورة فقط البطريرك الراعي، يحصل تداول في بعض الأوساط الكنسية والسياسية بإمكان استقالته، ولذلك فإن القرار هو ملك للبطريرك وحده، وهو يتخذه وفق ضميره، ذلك أنه عندما يرى أنه لم يعد  قادراً على القيام بمهامه كبطريرك على رأس الكنيسة المارونية، يأخذ القرار بالاستقالة".

ورداً على سؤال حول أن هذه الاستقالة تأتي بإيعاز أو طلب من الفاتيكان، ينفي المونسنيور أبو كسم ذلك مؤكداً أن "البطريرك هو رأس الكنيسة، وهو خاضع للسلطة البابوية، ولكن القانون الكنسي لا يُلزم البطريرك بالاستقالة، ولو كان هناك أي سبب كنسي، لكان حصل ذلك، لأن الاستقالة لا يمكن أن يُخفيها أي طرف كما أنها ليست عيباً، وعندما تحصل يتمّ الإعلان عنها".

ويدعو المونسنيور أبو كسم إلى عدم "تضخيم الموضوع"، معتبراً أن الحديث عن استقالة البطريرك الراعي، قد يكون "مرتبطاً لدى البعض بالحديث عن انتخاب رئيس للجمهورية، بحيث انه مع رئيس جديد يتمّ انتخاب بطريرك جديد أيضاً، ولكن الواقع ليس على هذه الصورة، لأن القرار هو لدى البطريرك منفرداً والذي قد يقرر ذلك بعد عامين أو ثلاثة".

واللافت، كما يضيف المونسنيور أبو كسم أن "البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير قد تعرض لمثل هذه الشائعات لمدة عامين قبل استقالته الفعلية بسبب تقدمه بالسن وشعوره بأنه لم يعد قادراً على إدارة الكنيسة، وبالتالي، فإن كل من يتحدث اليوم عن استقالة وشيكة للبطريرك الماروني، عليه أن يعلن عن هذا الأمر ويؤكده بنفسه".

الأكثر قراءة

مصير الرئاسة والهدنة يحسمه هوكشتاين حزب الله: مُنفتحون على قائد الجيش... ولا «فيتو» سوى على سمير جعجع