اليود وصحّة الغدة الدرقيّة... كيف يؤثر نقصه في النساء؟

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يعد اليود من المعادن الأساسية التي تؤدي دورًا حيويًا في العديد من وظائف الجسم، لا سيما في الحفاظ على صحة الغدة الدرقية. تُعد الغدة الدرقية جزءًا حيويًا من الجهاز الهرموني في الجسم، إذ تفرز هرمونات تساعد في تنظيم التمثيل الغذائي، والنمو، والتطور العقلي. عند نقص اليود في الجسم، يمكن أن تتأثر صحة الغدة الدرقية بشكل سلبي، مما يؤدي إلى مجموعة من المشكلات الصحية، لا سيما لدى النساء. في هذا المقال، سنتناول أبعاد نقص اليود وأثره في صحة الغدة الدرقية لدى النساء، وكذلك سبل الوقاية والعلاج.

الغدة الدرقية هي غدة صغيرة على شكل فراشة تقع في مقدمة العنق، وهي مسؤولة عن إفراز هرمونات تُسمى "الثايروكسين" (T4) و"ثلاثي يودوثيرونين" (T3). هذه الهرمونات تؤدي دورًا رئيسيًا في التحكم في سرعة التفاعلات الكيميائية في الجسم، وتنظيم درجة الحرارة، والنمو العقلي والجسدي. تعتمد الغدة الدرقية على اليود لإنتاج هذه الهرمونات. إذا كان هناك نقص في اليود، فإن الغدة الدرقية لا تستطيع إفراز كميات كافية من الهرمونات اللازمة للجسم، مما يسبب خللًا في وظائفها.

عند النساء، قد يكون تأثير نقص اليود أكثر وضوحًا، خاصة أثناء فترات الحمل والولادة. نقص اليود في فترة الحمل يمكن أن يؤثر بشكل كبير في نمو الجنين وتطور دماغه. من المعروف أن نقص اليود في الحمل يمكن أن يؤدي إلى تأخر نمو الجنين العقلي، وقد يسبب مشاكل مثل التخلف العقلي وضعف القدرة على التعلم بعد الولادة. كما أن نقص اليود يزيد من خطر الإجهاض المبكر أو الولادة المبكرة.

على الرغم من أن نقص اليود يمكن أن يؤثر في جميع الأعمار، إلا أن النساء في سن الإنجاب هم الأكثر عرضة لهذه المشكلة. يعاني العديد من النساء من انخفاض مستويات اليود في أجسامهن بسبب نقصه في النظام الغذائي أو بسبب زيادة احتياج الجسم الى هذا العنصر في فترات الحمل والرضاعة. بالإضافة إلى ذلك، قد يساهم نمط الحياة غير المتوازن والعادات الغذائية السيئة في تقليل استهلاك اليود.

تتعدد أعراض نقص اليود، ومنها الشعور بالتعب المزمن، وزيادة الوزن، وزيادة الحساسية للبرد، وأحيانًا التورم في منطقة الرقبة، والمعروف بتضخم الغدة الدرقية (التي تُسمى أيضًا الدراق). يمكن أن يؤدي هذا إلى مشاكل في عملية الأيض وزيادة الوزن غير المبررة، مما يشكل خطرًا صحيًا إضافيًا. كما أن نقص اليود قد يؤثر في الصحة النفسية، حيث يسبب الاكتئاب، والقلق، وصعوبة التركيز.

من حيث العلاج والوقاية، يعد استهلاك كميات كافية من اليود أمرًا أساسيًا لتجنب هذه المشكلات. يعد إضافة الملح المعالج باليود إلى النظام الغذائي من أكثر الطرق فعالية لزيادة تناول اليود. كما يمكن العثور على اليود في الأطعمة البحرية مثل السمك، والمحار، والأعشاب البحرية. بالإضافة إلى ذلك، توفر بعض المنتجات مثل الألبان والبيض كميات من اليود. بالنسبة للنساء الحوامل أو المرضعات، يُنصح باتباع توجيهات الطبيب حول تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على اليود لضمان احتياجات الجسم الكافية.

على الرغم من أن الوقاية والعلاج من نقص اليود يمكن أن يكون بسيطًا من خلال تحسين النظام الغذائي، فإن الكشف المبكر عن النقص أمر بالغ الأهمية. ينبغي على النساء اللاتي يعانين من أعراض مثل التعب المزمن أو زيادة الوزن غير المبررة أن يستشرن الطبيب لفحص مستويات اليود في أجسامهن، وخاصة إذا كن في فترة الحمل أو ما بعد الولادة.

في الختام، يُعد نقص اليود من المشاكل الصحية التي يمكن الوقاية منها بسهولة إلى حد ما من خلال تعديل النظام الغذائي. بالنسبة للنساء، وبخاصة في فترات الحمل والرضاعة، يعتبر اليود عنصرًا أساسيًا للحفاظ على صحة الغدة الدرقية وضمان نمو صحي للجنين. من خلال الاهتمام بتناول الأطعمة الغنية باليود والمتابعة الدورية لمستويات اليود في الجسم، يمكن الوقاية من العديد من المشاكل الصحية التي قد تؤثر في صحة الغدة الدرقية وجودة الحياة بشكل عام.