اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

قبل 24 ساعة : إرباك داخلي ولا توافق بال86 أو 65 ... فهل يُخرِج بري "أرنب الرئيس"؟

إنقسام داخل المملكة... وديبلوماسيّة أميركا بلسان هوكشتاين: لن نفرض عليكم الرئيس ...عون خيار لا الأوحد!

24 ساعة تفصل عن الاربعاء 9 كانون الثاني، الموعد المفترض لانتخاب الرئيس المقبل للجمهورية اللبنانية، في الجلسة الشهيرة التي ضرب لها رئيس مجلس النواب نبيه بري موعدا منذ شهر واضعا الجميع امام مسؤولياته . 24 ساعة ولا شيء محسوم، لا بل ان المشهد ضبابي بامتياز، وهي سابقة لم يشهدها لبنان في تاريخه.

يوم واحد يفصل عن 9 كانون، والجميع لا يزال مربكا بخياراته بين من يرضي المجتمع الدولي، ومن يرضي الداخل اللبناني، او اقله الطموحات الشخصية لكل فريق، اتى الموفد السعودي وغادر والرسالة واضحة مواربة او مباشرة : انتخبوا عون و"الا دبروا حالكن"...اتى هوكشتاين وغادر حاملا رسالة شبيهة بتلك التي حملها السعودي، ولكن ملطفة ب " Not the only one " وبلغة ديبلوماسية وديموقراطية اكثر، اعتادت الادارة الاميركية اعتمادها دوما ،حتى في ادق الاستحقاقات المصيرية.

فبحسب المعلومات حرص هوكشتاين خلال مأدبة الافطار التي شارك فيها في منزل النائب فؤاد مخزومي في حضور نواب من المعارضة وغيرهم ، على التشديد خلال اسئلة بعض النواب، على ان هذا القرار اي انتخاب الرئيس هو شأن داخلي، وعلى النواب اتخاذ القرار المناسب.

وعندما عاجله النائب اديب عبد المسيح الذي تجرأ على الاستفسار متوجها لهوكشتاين بالقول : انا سأنتخب عون ما رأيكم؟ رد سريعا وجازما بالقول : "انت سمّيت لا نحن، والمواصفات التي نأمل ان تكون متوافرة بالرئيس المقبل، تنطبق على العماد عون كما على غيره من الشخصيات ، وهو ليس الوحيد الذي تنطبق عليه هذه المواصفات".

هذا الكلام الديبلوماسي لهوكشتاين قرأ فيه مصدر موثوق به، انه يعبر تماما عن الديموقراطية التي تحرص عليها واشنطن وتتغنى بها، ويعارض من خرج وأطل بتحليلاته ان واشنطن ستستخدم مع لبنان سياسة العصا والجزرة وستأتي مهددة بانتخاب عون.

ويضيف المصدر : زيارة هوكشتاين اتت اكثر ديبلوماسية من الزيارات التي سبقته مع مختلف الموفدين ، اذ يمكن تلخيص رسالة الموفد الاميركي بالاتي :"لن نفرض عليكم رئيسا وهذا خياركم وعون احد الخيارات"، ما يعيدنا بالذاكرة الى الاجتماع الذي عقده بعض النواب وابرزهم نعمت افرام والياس بوصعب في واشنطن مع باربارا ليف سابقا، بحيث حرصت ليف ايضا وفي ذاك الوقت، على تمرير رسالة اميركية واضحة مفادها: "الادارة الاميركية لا تختار رؤساء لدول اخرى" ، وهذا تماما ما ردده هوكشتاين اليوم.

وفي هذا السياق ، تكشف المعلومات من مصادر مطلعة على الجو الخليجي، ان الزيارة السعودية الاخيرة لبيروت سادها جو من الانقسام داخل المملكة، بحيث برزت وجهتا نظر: الاولى تقول فلنذهب ونطلب مباشرة الاسماء المحبذة لدينا وابرزها عون، والثانية تفضل اعتماد اللغة الديبلوماسية في مقاربة هذا الموضوع.

وبين القطري والسعودي والاميركي يحط الفرنسي جان ايف لودريان حاملا الرسالة نفسها: انتخبوا رئيسا اليوم قبل غد، وحذار المماطلة، وعون ضمن ابرز الخيارات".

وفي زحمة هؤلاء الموفدين بقي فريقان على موقفهما واضحين: الاول "الاشتراكي" الذي استبق الجميع واعلن سابقا تأييده لعون، و "التيار الوطني الحر" الذي حسمها منذ سنة : لا لسليمان فرنجية ولا لجوزيف عون، فيما الكتل الاخرى تتخبط وكل منها ينتظر الآخر:  فـ "القوات" ظلت صامتة بموقف ضبابي ازاء تأييد قائد الجيش، بانتظار امل وحزب الله وبرغبة داخلية ضمنية بعدم وصول جوزيف عون، علّ الجلسة تتأجل بفعل فاعل، وتصبح الظروف سانحة لوصول جعجع ، فيما بقي الثنائي على صمته مقفلا كل الخطوط ، الى ان خرج رئيس حزب "القوات" عبر منصة "اكس" ليتّهم الثنائي مع التيار بانهما لا يقبلان بأي شكل جوزيف عون، معلنا : ان فريق الممانعة هو فريق كاذب، واذا بدل فريق الممانعة رأيه علنا باعلانه رسميا ترشيح العماد عون، فنحن مستعدون للنظر بامعان فيهذا الامر" ختم جعجع.

خطوة جعجع قرأت فيها مصادر مطلعة، ان "القوات" لا تريد اصلا السير بعون، وهي رمت الكرة بملعب الثنائي، ايمانا منها بانه لا يزال على موقفه المتمثل بما قاله الرئيس بري حول موضوع تعديل الدستور، ولا سيما ان وصول عون يتطلب تأمين 86 صوتا، وهذا ليس متوافرا حتى الساعة.

فهل يفعلها الثنائي ويعلن تأييد عون بربع الساعة الاخير قبيل الساعة 11 موعد انطلاق جلسة الانتخاب؟

مصدر مطلع على جو الثنائي الشيعي كشف ان موقف حزب الله لن يتبلور قبل صباح الخميس، تماما كعادة الحزب، وكذلك "امل"، علما ان المصدر جدد في الوقت نفسه التأكيد ان وصول عون يحتاج الى تعديل دستوري غير متوافر بعد.

ما فهم بانه حتى الساعة، فالثنائي لن يمنح اصواته لعون ما قد يجعل حصوله على 86 صوتا صعبا، كيلا نقول مستحيلا، مع الاشارة الى ان كل شيء قابل للتبدل في ربع الساعة الاخير.

اما على ضفة "التيار الوطني الحر" ، الذي عقد امس اجتماعا دوريا للتكتل ، فتفيد اوساط مطلعة على جوه بان شيئا لم يحسم خلال هذا الاجتماع، باستثناء تمسك باسيل بعدم الاصفطاف طرفا مع هذا ضد ذاك والعكس صحيح، اي ان التيار لن يصوت مع المعارضة لمرشح يكون كتحد للداخل، وتحديدا للثنائي الشيعي، كما انه لن يصوت مع الثنائي لمرشح يشكل تحديا للخارج اي للمجتمع الدولي ، مع حرص باسيل على تمرير رسالة للنواب مفادها : استعدوا لكل السيناريوهات !

وهنا، تكشف اوساط مطلعة على جو التفاوض الحاصل، ان باسيل بعث باكثر من رسالة لمن يجري التفاوض معهم، باستعداده للسير باللواء البيسري او جهاد ازعور او زياد بارود، مع الاشارة الى ان اسماء كابراهيم كنعان وفريد هيكل الخازن ونعمت افرام لا تزال مطروحة ايضا بقوة.

وفيما ساد الارباك صفوف المعارضة، التي تطالب الثنائي بحسم موقفه، رشحت اجواء من داخل صفوفها تشير الى ان "القوات" قد تذهب الى خطة "ب"، اذا شعرت بان الثنائي قد يمرر رئيسا ب 65 صوتا، وهذه الخطة هي جهاد ازعور، الذي لا يزال التفاوض للسير به قائما بين المعارضة والتيار. علما ايضا ان حصوله على ال65 صوتا غير متوافر بعد، وكذلك للواء البيسري ، الذي لم يخرج قط من السباق الرئاسي، اذ تقول اوساط مطلعة انه حتى هذه اللحظة، كان لا يزال البحث جاريا في تأمين ال65 صوتا للواء البيسري، دون التوصل الى هذا الرقم بعد. تبقى اسماء اخرى مطروحة ايضا كابراهيم كنعان وزياد بارود ونعمت افرام وفريد الخازن وكلها قابلة للتفاوض حتى آخر لحظة .

وعليه، يختم مصدر موثوق به ملخصا المشهد كما يظهر حتى لحظة كتابة هذه المقالة بالاتي : حتى الآن ، واضح ان ليس هناك من توافق على اي اسم يستطيع تأمين ال86 او ال65، وبالتالي فمصير الجلسة امام 3 سيناريوهات :

- الاول: بامكان انتخاب عون، وهذا ما ليس متوافرا بعد، ومن الصعب ان يتحقق بجلسة 9 كانون.

- الثاني : محاولة ايصال رئيس ب 65 صوتا بمعزل عن الاسماء، وهذا لا يزال غير متوافر ايضا .

- الثالث تشتّت الاصوات وعدم تمكن اي مرشح من بلوغ عتبة ال 65 صوتا، ما قد يدفع الرئيس بري الى اخراج "ارنب ما" خلال الدورات المفتوحة يطل به، فيحرج الجميع ويُنتَخب الرئيس، او تؤجل الجلسة لمزيد من التشاور! والارجح السيناريو الاخير : اما "ارنب الرئيس بتوقيع بري " او لا رئيس!

الأكثر قراءة

«الثنائي الشيعي» يبلغ «القوات»: أزعور «لا يمر»