اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


ساعات تفصل لبنان عن الجلسة الانتخابية المنتظرة، حافلة بالاتصالات واللقاءات التي يصعب تحديد نتائجها وانعكاسها على مصير الجلسة ومسارها، وما ستنتهي اليه. الموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان المشرف على عمل اللجنة السعودية المعنية بملف لبنان، معتصم في السفارة السعودية في اليرزة، اما نظيره الفرنسي جان ايف لودريان ففي سفارته يتابع اتصالاته، اما المقار السياسية والرئاسية فخلايا نحل، لا تهدأ في الطريق نحو حسم الخيارات، في رحلة البحث عن الرئيس المقبل، حيث كل المفاجآت واردة، وربع الساعة الاخير ما قبل انعقاد الجلسة قد يحملها.

وبحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة، فإن الكواليس تحفل بحركة رئاسية ناشطة، رغم ان اللافت والمفاجئ بالنسبة للبعض، كان في عودة الامير بن فرحان، التي وضعها البعض في سياقها الطبيعي، اذ انه قطع زيارته السابقة قبل استكمال مشاوراته لحضور الاجتماع مع الوسيط اموس هوكشتاين في الرياض، متوقفة عند النقاط الاتية:

- عدم زيارته لاي كان واكتفاؤه بلقاء الشخصيات السياسية والنيابية، وممثلي الكتل في دارة السفير في اليرزة.

- الاستعاضة عن زيارة عين التينة بلقاء المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل.

 - لقاء السفير وليد البخاري بوفد من "الطاشناق"، علما ان الحزب عضو في تكتل "لبنان القوي".

غير ان المباحثات السعودية التي تزامنت مع محادثات اخرى أجراها الموفد الفرنسي، واكبتها لقاءات سياسية داخلية، جمعت عددا من الكتل والنواب، ابرزها الذي جمع في "بيت الكتائب" مجموعة الـ 31، الذي مهد للقاء معراب الموسع، واضعا مسودة بيانه، حيث كشفت المصادر ان ثمة وجهتي نظر حول التعامل مع السيناريوهات المتوقعة، حيث اجماع على التصويت لقائد الجيش في الدورة الاولى، واختلاف في وجهات النظر لجهة التعامل مع الدورة الثانية،  في حال عدم النجاح في الوصول الى الـ 86.

وتتابع المصادر، بان موقف "القوات اللبنانية" يميل الى اعتماد خيار ثان، فإن تعثر حصول عون على الـ 86 صوتا للتعديل الدستوري، الذي يحتاجه في كل الدورات الانتخابية، ما فائدة الاستمرار في تبني ترشيحه والحال هذه، في حين لا بدّ من التركيز على مرشح يمكن ان يحظى بـ65 صوتا؟

هنا ثمة غمز من قناة اتفاق من تحت الطاولة بين معراب وميرنا الشالوحي لتمرير اسم مرشح تقاطع مسيحي، يؤيده الثنائي، ويعبر حزب الله عن دعمه بالتصويت بالورقة البيضاء، حيث سعي الثنائي والتيار الى عدم خوض الانتخابات بمرشح تحد للخارج.

وعليه رأت اوساط سياسية ان ثمة ثلاثة سيناريوهات تحكم وجهتها:

- السيناريو الاول: انعقاد الجلسة وفوز الرئيس العتيد من الدورة الاولى باغلبية الثلثين، في حال تحقيق الاتفاق بين المعارضة والموالاة، ايا كان سواء قائد الجيش العماد جوزاف عون او غيره، وفي هذه الحال سيتم تخطي اشكالية التعديل الدستوري على قاعدة مطالعة الوزير السابق بهيج طبارة، التي تكون قد كرست كعرف.

- السيناريو الثاني: الانتقال الى الدورة الثانية لانتخاب رئيس بالاكثرية المطلقة، اي بـ65 صوتا، وهنا قد يبقى احتمال تطيير النصاب واردا من كلا الطرفين الاساسيين، رغم الحديث عن ضمانات دولية، وغمز عن ارنب مخفي ماروني – شيعي.

- السيناريو الثالث: تأجيل الجلسة بعد سلسلة من الدورات المتلاحقة، سقف ختمها يوم السبت، على ان يكون عندئذ التأجيل لما بعد 20 كانون الثاني ودخول الرئيس ترامب الى البيت الابيض. وفي هذه الحالة سيعود النقاش والجدل حول ختم محضرها من عدمه، لما قد يحمله ذلك من شل للمجلس النيابي.