اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


لم تكن اجواء الشمال، وعكار خاصة، مغايرة للاجواء اللبنانية العامة التي احتفلت بانتخاب العماد جوزاف عون رئيسا للجمهورية، بل لعل اجواء الشمال الاحتفالية كانت بارزة، سواء بالمواكب السيارة المحتفلة والتي تصدح مكبرات الصوت فيها بالاناشيد الوطنية، او بحجم الرصاص الذي اطلق، وهو التعبير التراثي التقليدي والتاريخي عن مناسبات الافراح، رغم التحذيرات الشديدة...

كان متوقعا جدا انتخاب العماد جوزاف عون، وكانت مجمل الاوساط الشمالية تتابع لحظة بلحظة عملية الانتخاب عبر شاشات التلفزة، وهم على ثقة بان خيار العماد عون هو الاجدر والاجدى لقيادة سفينة البلاد الى شواطىء الامان والسلام، نتيجة ما خبرته وتلمسته الاوساط كافة من تجارب العماد عون الناجحة خلال قيادته الجيش اللبناني، لا سيما في معركة فجر الجرود وغيرها من المهمات العسكرية البارزة، عدا نظافة الكف، ومواجهة الفساد والقيادة الحكيمة الرافضة لاي ضغوطات سياسية، اضافة الى جهوده في رفع معنويات ضباطه وجنوده، وتوفير سبل العيش الكريم حرصا على تلك المعنويات وتحصينها...

ولم تكن الاوساط السياسية الشمالية بعيدة عن هذا الخيار، لا سيما القيادات والمرجعيات، وأغلب النواب الشماليين، إن لم نقل جمعيهم، باعتبار ان قلة منهم التزمت بقرار كتلهم، رغم انحيازهم الضمني الى العماد جوزاف عون...

فمن موقف الوزير السابق سليمان فرنجية، الى موقف النائب فيصل كرامي، الى موقف كتلة الاعتدال الوطني والتوافق، كلها صبت في ذاك الاتجاه المؤيد لوصول العماد عون الى رئاسة الجمهورية، ناهيك بموقف الرئيس ميقاتي اللاعب المحلي الرئيسي في هذه العملية، وما ترك دوره من مؤثرات في الساحة الشعبية الشمالية، وكل ذلك عائد لخبرات وتجارب العماد عون الناجحة في مختلف الميادين حيث ترك انطباعا واضحا ومؤثرا عن طبيعته القيادية خاصة في المرحلة الراهنة، والمقبلة المحتاجة الى قماشة قيادية من الطراز الاول...

لهذه الاسباب مجتمعة، عمت الاحتفالات، مختلف انحاء الشمال، من طرابلس الى المنية، وعكار، والضنية، وزغرتا والكورة، والبترون، ورفعت الصور العملاقة له عند مداخل المدن والبلدات وفي الشوارع الرئيسة، وعقدت حلقات الدبكة، وبثت الاناشيد الوطنية في الكثير من المناطق، ورفعت اللافتات التي تضمنت عبارات التبريك والفرح والآمال التي علقت على الرئيس المنتخب، خاصة في عكار التي برزت افراحها كون الرئيس ابن الجنوب المقاوم توأم عكار الوطنية والتي ترى في الرئيس مناصرا شديدا للمناطق المحرومة والمهملة...

كما عللت الكثير من الاوساط فرحها بخطاب القسم الذي شكل اهم برنامج عمل لعهد جديد، تضمن الملفات الوطنية والسيادية والاقتصادية والمعيشية، ولم يهمل اي شأن من الشؤون المحتاجة الى معالجة وحلول، ويكفي ان يكون خطاب القسم لمنح الثقة الشعبية المطلقة به، حيث كل الآمال باتت معلقة عليه بانتظار مرحلة بناء دولة المؤسسات وبدء النهوض ببلد كان يسير نحو حافة الانهيار...