اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


عهدُ القَسَم

من جملةِ ما جاء في تعهّدات خطاب القسم للرئيس جوزاف عون تعهّدٌ بالتصدّي للفساد أعدى أعداء البلاد. فتعزيزًا لأمل الناس بنجاح التصدّي لهذا التحدّي: لهذا العدو الفائق التوحّش، نرى مفيدًا التذكير بأنّ المواجهة ،على هذه الجبهة الحصينة، لا يتمّ، لا بالتراضي ولا بالتراضي ولا حتّى بإجراءات ديموقراطية عادية، يغلب عليها في نهاية نطاقها منطقُ تبادلِ الحكّ على الجرب. التصدّي لما خلّفه الفساد من خراب مباشر وغير مباشر يقتضي الاستعداد الجادّ للقيام بما يوازي، في النتائج، الانقلاب على منظومة الفساد العميقة الجذور البعيدة الأغوار في تاريخ لبنان الحديث. وأقلّ ما يتطلّبه هذا الانقلاب ارادةٌ لا تراعي تسليفاتٍ ارادة صارمة للإطاحة برؤوس أينعت وحان قطافُها من زمان. ولكن، لم يتوافر للبنان حتّى الاَن قاطفٌ لهذه الرؤوس العفنة، من مستوى قائدٍ تاريخي مُعبّأ بثقافة النهوض بالحياة. اليوم، يطرح الذين استنهض فيهم خطابُ القسم اَمالًا من مهاجعها، يطرحون السؤال: أيملك العهدُ الجديد القدرة على تنفيذ تعهّداته، على إعادة اموال المودعين، مثلًا، على قطاف رؤوس روّاد الفساد في البلاد؟ الناس ينتظرون. بلهفةٍ ينتظرون ولكنّهم لا يراهنون... فإذا صدق وعدُ القسم يفرحون، يُرمّمون ما تهدّم وما تهدّل من رجاء باستعادة لبنان بعضًا من عافية تجنّبه الموت على أيدي ساسة الجهالات واللصوصيات والفساد. أمّا اذا نجحت المنظومة، لا قدّرَ الأقدر، في عرقلة العهد لإفشال التعهّد فالناس لا يتفاجؤون. لا بدّ، يقول المؤمنون منهم بعدالة التاريخ، أن يُطلّ، ذاتَ يوم، من أحد مفارق التاريخ حجّاجٌ جديد، يُحسن قطاف ما أينع من رؤوس الفاسدين، وتقوم ،اذّاك، قيامةٌ جديدة مجيدة للبنان. ويكون نصر حقيقي للعهد الجديد على كلّ ما خلّف "العهد القديم".

الأكثر قراءة

سلام متمسك بصلاحياته: لست «ليبان بوست»... عقبات امام التأليف؟ التعيينات الأمنية على نار حامية... هل تبدأ المداورة من المراكز الهامة؟ ماكرون لفريقه: مؤتمر لإعادة الاعمار في بيروت بحضور دولي